لغة النقد
2014-03-16
ميسم هرمز
لغة النقد
ميسم هرمز الجزراوي
تعتبر لغة النقد من ارصن اللغات اذا تميزت بالحكمة (الفلسفة) والدقة في تطبيق قواعد المنهج النقدي. ولايمكن لاي لغة ان تقف امام لغة النقد لانها لغة ذو اكتفاء علمي قادرة على ابراز نتائج ومفاهيم جديدة لم تكن موضوعة في الحسبان ضمن الموضوع الخاضع للنقد.
قد يعتبر النقد عند البعض حالة سيئة وسلبية وهذا بسبب عدم الفهم الواضح لمنهج النقد واهدافه عند المتلقي او عند الناقد نفسه فالنقد هو اظهار الحقيقة حسب تطبيقها للقواعد الصحيحة ضمن مبادئ معينة لجماعة ما. او هي عملية تقييم استخدام القواعد الصحيحة لبناء عمل معين (أدبي، فني ،علمي .....).وليس مفهوم النقد اظهار السلبيات كما يفهمه البعض بل على العكس تماماً هو اظهار دقة تطبيق القواعد ضمن المناهج او عدم تطبيقها لاظهار حكم نهائي على المادة الخاضعة للنقد وتمييز فائدتها من عدمها ،لان من اهداف النقد بصورة عامة هو التقييم .اي تقييم المادة الخاضعة للنقد .
والحقيقة هي اساس النقد الجديد كما يفسرها رولان بارت في كتابه النقد والحقيقة (ترجمة :ابراهيم الخطيب )....فالناقد يجب ان يتمتع بالموضوعية والمنهجية وان يكون مخلص في سرد الحقيقة فالكثير من النقاد يقرأون من اجل النقد لغرض معين قد يكون المعارضة فقط او استفسار او اظهار جماليات وغيرها من المفاهيم الخاصة، او اظهار فن الحُكم عن طريق تتطبيق المعايير ودراسة القواعد . فيقول اندريه ريشار في النقد الجمالي (ترجمة :هنري زغيب ): في الواقع نادراً ما يقوم حكم الا ويرتكز وعيياً على قاعدة او مفهوم نقدي. فالمفاهيم الاساسية للنقد تكونت منذ العصور الاولى وصارت عصراً بعد عصر تُنقض او تتمم أو تُستعاد ،وهنا المقصد ان الموضوع الخاضع للنقد متغيير بتغيير المفاهيم والقواعد لذا يجب ان يتم النقد ضمن البيئة والمجتمع والضروف الحقيقية لبناء المادة الخاضعة للنقد.
لذا قد يكون الناقد الاوربي متميز بفلسفته ونقده للمواضيع وذلك بسبب اهتمام المجتمع بالنقد وابراز اهميته بشكل واضح عن طريق بناء قواعد المنهج النقدي لقرون عديدة سابقة وصياغة مفرداتها ،ومما ساعد في ذلك هو نشر النظام وفلسفة المجتمع داخل الدولة الواحدة حيث تسود فكرة العصر وفلسفته على اغلب المواطنيين من افراد الشعب الواحد مع وجود الفروقات الفردية والشواذ عن القاعدة طبعاً...وهذه الافكار تراها تنتشر في التطبيق على العلوم الصرفة والعلوم الانسانية وبذلك يكون الناتج المادي مكملا لبعضه البعض .
قد يختلف النقد ومسميانه حسب اختلاف المواضيع الا انه في النهاية يجتمع باساسيات ثابتة تشترك بقواعد رئيسة يشترط تواجدها. فللنقد افرع كثيرة ومداخل عدة ولا يمكن للقارئ ان يكون ناقد لأن القارئ يستقي المعلومات دائماً اما الناقد فعمله تحليل المعلومات والتشكيك فيها أو توكيدها عن طريق تسخير الخبرة الواسعة وتطبيق مفردات النقد ليستخلص المعلومات الى معلومات مغايرة او مطابقة من حيث بنائها الشكلي والفلسفي والذوقي ويعرضها بشكل واضح قد يكون صعب الفهم لدى المتلقي البسيط لما يحويه من حكمة الناتج ،لذا يجب على الناقد ان تتوافر فيه الموهبة والعلمية لانه فعلاً فنان الحكمة. |