الاغنيه التي غيرت نهج الاغنيه العراقيه الى ما سمي بأغنية السبعينات
المكير
كلمات : الشاعر زامل سعيد فتاح
تلحين : الفنان كمال السيد
المكير اغنية تكتب جزءا مهما من تاريخ مدينة الناصرية
تثير اغنية المكير تاريخا ومشاعر وعواطف جمه عند اهل الناصريه القدماء . فهذه الكلمات غنيت قبل ذلك في الكيوف والاعراس لانها مثلت حاله اجتماعيه لا توجد الا في مدينة مثل الناصريه ايام زمان.
المكير هي تل المقير الاثري الذي توجد فيه الزقوره .. زقورة اور الشهيره. المكير المقصود في الاغنيه هي محطة
السكك الحديد على سكة الحديد بين بغداد و البصره فقد سميت المحطه باسم المنطقه التي سميت المكير.
البريطانيون الذين بنو السكه لم يهمهم ان تمر بالناصريه بل بنوها لتمر فقط بألاور التي تبعد ١٥ كيلومتر عن الناصريه.
لذلك كان على اهل الناصريه كي يركبوا القطار ان ياخذوا قطارا صغيرا فرعيا الى الاور (المكير) التي ياتيها القطار الصاعد الى بغداد في الثانيه عشر ليلا و القطار النازل الى البصره في الساعه الثالثه
يصل القطار الفرعي الى المنطقه المسماة (المقير) أو (المكير) بتعبير أهالي الناصرية، للالتقاء بالقطار الواصل بين بغداد والبصرة في الساعه العاشره ليلا و يعود فجرا للناصريه و يقف في محطه تقع على بعد امتار من النهر قرب جسر الناصريه .
في هذا القطار الصغير كان يركب من المودعين اكثر من الركاب و يصل الجميع الى المحطة وينتظروا ساعات على الرمال البيضاء مع الشاي و الاحاديث و النظرات المتبادله.
وما ان ياتي القطار الرئيسي المقصود من بغداد او البصره حتى تبدا لحظات الوداع الحقيقيه بالعناق و البكاء . فمن كان يسافر من الناصريه .. الجندي و طالب الكليه ويرحل القطار مطلقا صرخته الداويه لينهي التوديع .
ثم يعود المودعون في حزن لا يوصف لا يلطفه وصولهم مدينتهم في المحطه المطله علـى النهر اللامع العريض.
هذا هو الجو العاطفي المحموم الذي تصفه القصيده و التي يصف بها الشاعر توديعه لحبيبته الذاهبه للبصره ربما للجامعه .هذه الطقوس والجو العاطفي المشحون فيها و الذي لا يستوعبه الا من عاشه كالراحلين زامل سعيد الفتاح وكمال السيد،فصاغا أجمل أغنية (مشيت وياه للمكير أودعنه..) بصوت المطرب المعروف ياس خضر