أحد النماذج الحيَّة على إبداعات الملا عثمان اللحنيَّة د. باسل يونس ذنون الخياط

2020-10-17

د. باسل يونس ذنون الخياط

أحد النماذج الحيَّة على إبداعات الملا عثمان اللحنيَّة د. باسل يونس ذنون الخياط


 أحد النماذج الحيَّة على إبداعات الملا عثمان اللحنيَّة

د. باسل يونس ذنون الخياط
العديد من ألحان الملا عثمان الموصلي أصولها تنزيلات دينية يتم تحوير كلماتها وتُنسب إلى آخرين أو إلى التراث. سنكتفي في هذه المقالة بذكر نموذج واحد على ذلك.
تنزيلة "آل الرسول المرتجى غوث العوالم":
لقد صاغ الملا عثمان كلمات وألحان هذه التنزيلة في مدح سيد الأنام محمد (ص)، وتقول كلماتها:
آل الرسول المرتجى غوث العوالم ... هم للورى سفن النجا عند الدواهم
يا عترة الهادي الاغر عطفا علينا ... فيكم للحسن المستتر نحن اهتدينا
تهدى لهم طول المدى أزكى صلاتي ... ما لاح بدر أو بدا في الكائناتِ
عثمان يرجوكم غدا حال المماتِ ... هم للورى سفن النجا عند الدواهم
لقد لاقت هذه التنزيلة بلحنها الرائع نجاحا كبيرا، وقد وُضعت الموسيقى الخاصة بها كموسيقى تصويرية عند تصوير أول فيديو لمركز الموصل سنة 1925، وهي باللغة التركية:
 
 
لقد تم تغير الكلمات الأصلية، فتحورت إلى التنزيلة المعروفة "لغة العرب أذكرينا" باللحن نفسه، وقد واقتبسها فنانون في الشرق الأوسط وأوربا والهند تحت عناوين مختلفة. ومن الذين غنوها بصيغتها الأصلية الفنان الكبير يوسف عمر (1918-1986) وبنفس اللحن (النهاوند) بمرافقة آلة السنطور التراثية مقرا بنسبها للملا عثمان:
 
 
لغةَ العربِ أذكرينا واندُبي ما فاتْ ... كيف ننساكِ وفينا نسمةُ الحياة
هكذا الدهرُ علينا في شقى الأنكابْ ... كيفَ لا يرضوا بنوكِ طالعْ الأسوادْ
وتم تغير الكلمات مرة ثانية ليولد الموشح الديني الرائع " وقفتُ بالذلِّ في أبوابِ عزكمُ" وباللحن نفسه وقد اشتهر في حلب ودير الزور والمغرب العربي، حيث يناجي العبد الذليل بارئه مستشفعا من ذنوبه قائلا:
وقفتُ بالذلِّ في أبوابِ عزكمُ ... مستشفعاً من ذنوبي عندكم بكمُ
فإن رضيتم فيا عزي ويا شرفي ... وإن أبيتم فمن أرجوهُ غيرَكمُ
******
اُمرِّغ الخدَّ ذُلاً في الترابِ عسى ... أن ترحموني وترضَوني عُبيدكمُ
فإن رضيتم فيا عزي ويا شرفي ... وإن أبيتم فمن أرجوهُ غيرَكمُ
******
نسيتُ كلَّ طريقٍ كنتُ أعرفها ... إلا طريقا يؤديني لرَبعكمُ
أنــَـا الــفـــقـــيـــرُ إلــيــكـُــمْ والــغـــــنِـــــيُّ بـــكـُــمْ ... ولــيـــسَ لـِــي بـَـــعـــدَكـُــمْ حِـــرْصٌ عَــلـَـى أحـَــدِ
******
لا غــَـــيــَّـــبَ اللهُ عـَـــنا وَجـْــهــَــكــُــمْ أبــَــــــداً ... حـَـتــى يـَـطِــيــبَ بــكـُـمْ عَــيْــشِـــي إلـــى الأبــَـــــدِ
 
 
 
ثم تم تغير الكلمات مرة ثالثة إلى كلمات عاطفية لتولد الأغنية الشهيرة "يا عذولي لا تلمني فالهوى قتّال":
يا عذولي لا تلمني فالهوى قتّالْ ... إنني مُغرم صبابة أرتجي الوصالْ
في لقاءكم فارحموني يا اهلي لاي لاليلا ... ان طرفي من جفاكم لازال وطالْ
يا منية القلب صني يا نور الصباح ... في مديحكم هل ترى يقبل المطالْ
وقد غناها إلهام المدفعي ونجح واشتهر بها، كما غناها الفنان طه غريب:
 
 
اللحن في مصر:
وفي مصر تم اقتباس اللحن الأصلي وتغير الكلمات إلى (يا بنات اسكندريّة عشقكم حرام):
يا بنات اسكندرية عشقكم حرام ... داب قلبي و داب جسمي كلو من الغرام
https://soundcloud.com/rude-regez/ljmexk08byv3
اللحن خارج العالم العربي:
لقد وصل هذا اللحن الخالد إلى البلقان في الثلاثينات، وهو معروف في تركيا ويعتبرونه هم من التراث التركي، وأشهر من غناه المغنية التركية الشهيرة (صفية آيلا) زوجة الموسيقار (محيي الدين حيدر) وآخرون غيرها.
وغنى المطرب زكي موران Zeki Müren في الستينات، أغنية "في الطريق إلى أسكودار" باللحن نفسه، وتعد هذه الأغنية من التراث الشعبي التركي وتروي قصة امرأة ورجل وهما في الطريق إلى مدينة أسكودار الواقعة في الطرف الآسيوي من إسطنبول.
 

 

 

تهيئة الطابعة   العودة الى صفحة تفاصيل المقال