بين (بهوى المختار) و (طلعت يا محلى نورها ) روائع الألحان بين سيد درويش والملا عثمان

2020-11-20

د. باسل يونس ذنون الخياط

بين (بهوى المختار) و (طلعت يا محلى نورها ) روائع الألحان بين سيد درويش والملا عثمان


 
روائع الألحان بين سيد درويش والملا عثمان
بين (بهوى المختار المهدي) و (طلعت يا محلى نورها شمس الشموسة)
د. باسل يونس ذنون الخياط
يُعد الشيخ سيد درويش (1892-1923) أحد أشهر تلاميذ رائد الموسيقى الشرقية الملا عثمان الموصلي (1854-1923)، وكما هو واضح من تواريخ الميلاد فإن الملا عثمان يكبر سيد درويش 38 سنة، والملاحظ أنهما توفيا في لسنة نفسها. ومن الأمور التي أكدها العديد من الباحثين قصة التقاء سيد درويش بالموصلي خلال فترتين: الأولى دامت عشرة أشهر والثانية دامت قرابة السنتين، وقد ذكر الكاتب المصري محمد علي حماد أن تلك الرحلة كانت حجر الأساس في بناء شخصية سيد درويش الفنية واستفاد كثيرا من أستاذه الملا عثمان.
من المحاور الأساسية التي اهتم بها المؤتمر الموسيقي العربي الثاني الذي انعقد في قاعة الشعب في بغداد عام 1964 موضوع اقتباس ألحان الموسيقار الضرير الملا عثمان الموصلي. ومن الشخصيات التي شاركت في المؤتمر المرحوم الأستاذ وروحي الخماش (1923-1998) والمرحوم الأستاذ جميل بشير (1920-1977) والمرحوم الدكتور محمد صديق الجليلي (1903-1980).
والمرحوم الدكتور محمد صديق الجليلي من الشخصيات المعروفة جيدا في الأوساط الثقافية وكان يمتلك مكتبة عامرة تضم نوادر الأسطوانات الموسيقية. لقد قدَّم الدكتور الجليلي للمؤتمر الموسيقي العربي الثاني وثائق سمعية وبصرية تؤكد بما لا يقبل الشك عائدية الكثير من أشهر الأغاني الشائعة في العراق والشام ومصر إلى العملاق الملا عثمان الموصلي. ومن بين هذه الأغاني بعض الأغاني المنسوبة إلى تلميذه الشيخ سيد درويش، مثل (طلعت يا محلا نورها شمس الشموسة) و (زوروني بالسنة مرة) وغيرها.
وبعد أن أيقن المؤتمر بالأدلة القاطعة عائدية هذه الألحان للملا عثمان، أوصى بأحقية الملا عثمان بها، وقد احتج الوفد المصري على هذا القرار وخرج من القاعة.
تنزيلة (بهوى المختار المهدي):
من تنزيلات الملا عثمان الجميلة تنزيلة في حب الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام عنونها (بهوى المختار المهدي)، وهي من مقام الپنجگاه العراقي الأصيل، وقد غناها سيد إسماعيل الفحام وآخرون.
تقول كلمات هذه التنزيلة (قسم من الكلمات تم تحويرها بمرور الزمن):
بهوى المختار المهدي .. نَقّلْ ودادكْ
ببنيهِ سورُ المجدي .. رَوِّح فؤادكْ
***
بثناهم نصُّ الذِكر .. قد صح نقلا
وبهم آيات الطُهرِ .. بالكون تُتلى
رفعوا أعلام الفخر .. فازدادوا ميلا
إن تَهِمْ فيهم يا عثمان .. تَغنم مرادكْ
***
فعليهم باري الاكوانْ .. صلَّى وسلَّم
ما سارتْ أو حطتْ ركبانْ .. قصدا لزمزمْ
فاتخذهم حصنَ الايمانْ .. يا قلبُ تسلمْ
ومن الوهابِ المنانْ .. تغنم مفازكْ
تحوير التنزيلة العثمانية إلى أغنية مشهورة:
لقد تم تحوير لحن تنزيلة الملا عثمان (بهوى المختار المهدي) إلى الأغنية الشهيرة (طلعت يا محلى نورها شمس الشموسة) وقد غناها سيد درويش في مصر بعد أن غيَّر كلماتها بديع خيري، وقد نُسب اللحن إلى سيد درويش.
لقد أفرزت هذه الأغنية جدلا واسعا بين العراقيين الذين يؤكدون نسبها إلى الملا عثمان والمصرين الذين ينسبوها إلى سيد درويش. وقد نالت أغنية "طلعت يا محلى نورها" شهرة واسعة في أرجاء العالم العربي، وانتشرت في مصر والشام وفلسطين والعراق، وكانت سببا في شهرة كبار المطربين الذين غنوها مثل صباح فخري وفيروز.
لقد أهدنا الفنان المبدع (رامز الراوي) تسجيلا جميلا صوتيا لتنزيلة (بهوى المختار المهدي)، وقد تم تحويله إلى فيديو، ونقدمها الآن هدية للأصدقاء الأعزاء، وهي تُعرض لأول مرة، علما أن هذه النسخة هي النسخة الوحيدة المتاحة الآن في الإنترنت لهذه التنزيلة الرائعة:
 
 
لقد غنت فرقة الموسيقى العربية (فرقة عبد الحليم نويرة) أغنية (طلعت يا محلى نورها) ونسبتها إلى الشيخ سيد درويش:
 
 
وغناها الفنان الكبير صباح فخري:
 
 
وغنتها الفنانة الكبير فيروز:
 
 
وغناها كثيرون آخرون مثل فرقة سراج:

 

 

تهيئة الطابعة   العودة الى صفحة تفاصيل المقال