قاعة الدكتور خالد إبراهيم (قاعة الغناء الجماعي) في قسم الفنون الموسيقية / كلية الفنون الجميلة / جامعة بغداد
2021-02-18
فاطمة الظاهر
قاعة الدكتور خالد إبراهيم في قسم الفنون الموسيقية
الدكتور خالد ابراهيم عبدالله (رحمه الله) كان أستاذ الموسيقى في كلية الفنون الجمبلة ورئيس قسم الفنون الموسيقية سابقاً.. كانت له قاعة خاصة في القسم تسمى بأسمه ( قاعة الدكتور خالد إبراهيم ) ولا تزال .. يستخدمها الدكتور لتدريس الطلاب العلوم والنظريات الموسيقية بالاضافة الى ماده الغناء الجماعي ، و حديثنا اليوم عن مادة الغناء الجماعي.
في مادة الغناء الجماعي يجتمع طلاب قسم الفنون الموسيقية ولجميع المراحل الدراسية ( من المرحلة الاولى حتى المرحلة الرابعة) في قاعة الدكتور خالد ابراهيم ، وقد سبق وأن قسم الطلاب حسب طبقاتهم الصوتية .. بالنسبة لأصوات الرجال يجلسهم في جانب من القاعة وفي المقدمة تأتي أصوات الباص ثم يليهم الطلاب ذو أصوات التينور وخلفهم أصوات الألتو .. وفي الجانب الاخر من القاعة .. يجلس الطالبات بدءاً من أصوات الميزوسوبرانو في مقدمة القاعة ثم خلفهم الطالبات ذوات أصوات السوبرانو .. وهكذا إسبوعياً يأخذ الطلاب أماكنهم بشكل أنسيابي لأخذ حصة الغناء الجماعي والتي تشتمل على غناء الكورالات من أوبرات وآريات أو أرتوريات بالنسبة للغناء الغربي الكلاسيكي أضافةً الى الغناء العربي من موشحات أو أناشيد وطنية حماسية عراقية وعربية وأبتهالات دينية.. وعادةً ما يكون في مؤخرة القاعة بعض الطلاب التابعين لأقسام أخرى في كلية الفنون الجميلة وبعض الضيوف من خارج الكلية ليستمتعوا بتنوع الأصوات وهي تؤدي الغناء الجماعي الغربي والعربي ، يشارك الدكتور خالد أبراهيم في هذا الدرس الأساتذه الأفاضل الحاملين لشهادة الماجستير في وقتها والمعينين على ملاك الكلية مثل الدكتور ميسم توما ( رئيس قسم الموسيقى في الكلية حالياً) والأساتذة ( أحسان زلزلة وسماح حسن وفراس يا سين).
تقع قاعة الدكتور خالد ابراهيم في واجهة مدخل القسم .. ما أن تدخل قسم الفنون الموسيقية من بابه الرئيسي تأتي في الواجهه تماماً قاعة الدكتور خالد ابراهيم وهي قاعة كبيرة جدأ تتراوح مساحتها ما بين 8 الى 10 امتار عرضاً و 18 – 20 م طولاً
عند دخولك القاعة أول ما يجذب نظرك يافطة كبيرة مكتوب عليها بالخط العريض بيت من الشعر ، أختاره الدكتور خالد ابراهيم لتبقى طول فترة رئاسته وتدريسه في القسم معلقة فوق السبورة أمام الجميع بشكل دائم وبالتأكيد أختارها لغايةٍ كبيرةٍ في نفسه.. مكتوب على اليافطة
مَلأَى السَنَابِلُ تَنْحَنِيْ بِتَوَاضُعِ .. والفَاْرِغَات َرُؤُوسُهُن شَوامِخُ
حالما قرأت هذه اليافظة أبهرتني دقة كلماتها وجمال معانيها ، وهي تقال لمن يدعون ما ليس فيهم
وكنت أتسأل عن كاتب هذا البيت من الشعر .. فهنالك من يقول إنها للمتنبي وآخرون يقولون إنها للإمام الشافعي ، وحاولت البحث عن هذه المقولة في كتبي وفي ديوان المتنبي إلا أنني لم أجد أثراً لها في ديوانه ، وسلّمتُ في إنها لربما تكون للإمام الشافعي .
من مده قصيرة عاودت البحث عن هذه المقولة من جديد وقد وجدت بعض المعلومات عنها من مصدر موثوق وهو الباحث والمؤرخ الدكتور إبراهيم العلاف حيث كتب يقول :
مَلأَى السَنَابِلُ تَنْحَنِيْ بِتَوَاضُعِ .. والفَاْرِغَات َرُؤُوسُهُن شَوامِخُ
" قالها شاعر ، ومؤرخ مصري قبطي هو عبد الله جرجس بن أبي ياسر بن أبي المكارم بن أبي الطيب بن قردينة بن الطيب بن يوسف بن العميد .. وكان يقال له الشيخ المكين .. ولد سنة 1202 وتوفي سنة 1273 .. عاش في العصر المملوكي وعاصر السلاطين ( شجرة الدر ، وعز الدين أيبك ، والظاهر بيبرس) اشتغل كاتب ديوان الجيش المصرى، وقبله كان أخوه الأسعد إبراهيم يعمل بوظيفة كاتب الجيوش في عهد الملك الأيوبي العادل ، وهو نفسه ( عبدالله بن العميد) كان رجل دولة في العصر المملوكي وبالتالي كان مطلعا على أحداث تاريخية مهمة من تاريخ مصر انذاك
من أهم كتبه: " المجموع المبارك" أرخ فيه احداثاً من بداية العالم لغاية عصره ( عهد الظاهر بيبرس ) أيام المماليك ، وله كذلك كتاب " مختصر البيان في تحقيق الإيمان "
كان ابن العميد ضليعا في اللغتين العربية والقبطية .. و له إهتمامات في علم الفلك. ذكر ابن العميد فى تأريخه إن لقب ( البابا ) يعني : ( أبو الأباء ) وقد استخدم لأول مره فى مصر لتمييز ( البطريارك ) وبعدها انتقل اللقب الى روما حيث الفاتيكان" .
الصوره أدناه لبعض طلاب المرحلة الرابعة (2004) في قسم الفنون الموسيقية – كلية الفنون الجميلة مع الدكتور خالد ابراهيم في القاعة الخاصة به (قاعة الدكتور خالد إبراهيم)
ويبدو في الصورة الدكتور خالد إبراهيم متوسطاً المجموعه ، وفي الصورة الباحثه فاطمة الظاهر يقف الى جانبها الزميل صباح وخلفة الزملاء خالد كمر وزياد هادي وحيدر ، والزميله رند عازفة الكلارنيت يقف الى جانبها الزميل أنمار العمار وخلفه الزملاء أرقم البياتي والزملاء أنس وحيدر الشافي.. والشخص الواقف خلف الدكتور خالد ابراهيم متوسطاً الصورة فهو الزميل سامر سعد.
رحم الله الدكتور خالد إبراهيم كان مربياً فاضلاً ترك أثراً كبيراً في نفوس طلابة لما يمتلكه من العلم والخلق والادب الكبير ، وحبه لطلابة رغم الحزم الشديد معهم والذي غالباً ما يبرره في مصلحة تقدمهم وتفوقهم في مجال أختصاصهم .. لروحة السلام والرحمة والمغفرة وجنان الخلد.
بعض صور الدكتور خالد إبراهيم عند زيارته القاهرة والمكوث فيها لمدة (عشرة أشهر) قدم فيها 4 بحوث لأغراض الترقية العلمية والتي أقرتها جامعة حلوان / قسم التربية الموسيقية على أنها بحوث أصيلة .. ألا أن رئيس اللجنة العلمية وهو زميله الدكتور طارق حسون فريد رفض قبولها كي يحجب عنه لقب الأستاذية وبقي طوال مسيرته المهنية حاملاً للقلب أستاذ مساعد ومات وهو بحسرة حصوله على لقب الأستاذية..سامح الله الدكتور طارق حسون فريد .. وهما اليوم بين يد ربٍ عادلٍ ورحيم.
|