عبد الفتاح حلمي


 هو واحداً من الفنانين الذين أناروا الفن بأشعاعات إبداعهم ، عاصر معظم مغني وعازفي الاغاني التراثية في زمن الفن الجميل ، وكان واحداً منهم عازفاً للكمان واحيانا يظهر عازفاً للعود خلف المطربين والمطربات اللآئي تنقل اغنياتهم عبر أثير أذاعة بغداد او تلفزيون بغداد انه الفنان  والباحث والمؤرخ وعازف الكمان في فرقة الاذاعة والتلفزيون عبد الفتاح حلمي الذي قدم لنا جهداً كبيراً وكنزاً  نفيساً من خلال جمعه النصوص وتدوينه النوتات الموسيقية لما يزيد عن 300 أغنية من غناءنا العراقي التراثي  ليسعد جميع من احب هذا الفن التراثي الاصيل ، وتعتبر أصداراته لكتب " أنغام من التراث " أجمل ما قدمة الفنان المرحوم عبد الفتاح حلمي الى العراق الحبيب الى مهد الحضارات ورائد التاريخ
اصدر الاستاذ عبد الفتاح حلمي ثلاث كتب حيث جمع فيها معظم النصوص للاغاني العراقية التراثية مرفقة معها النوته الموسيقية لكل اغنية ، اول كتاب صدر له هو كتاب" أنغام من التراث" والكتاب الثاني " أصوات وذكريات" اما الكتاب الثالث " الوان من الالحان" وقد قام الفنان وبناءاً على طلب السيدة فاطمة الظاهر مديرة الموقع بأعداد كتاب رابع حيث جمع فية معظم ما غناه الفنان ناظم الغزالي وسليمة مراد وزكية جورج ، وسوف يقوم موقع الوتر السابع – موقع الموسيقار روحي الخماش بالعمل على طباعته ونشره كما وعدناه
في الجزء الثالث كلمة للاستاذ عبد الفتاح حلمي نود ان ننقلها لكم حيث يقول فيها :" جميل جداً ان تتذلل الصعوبات مهما كانت امام العمل النابع من الاعماق فبعد ان تمازجت الالحان الاصيلة في داخلي استطعت ان استلهم منها مشاعر حقيقية دفعتني للحفاظ على تراثنا العملاق ففي هذا الكتاب (( الوان من الالحان)) وهو الكتاب الثالث من (( أنغام من التراث العراقي )) فية تسمو بعض القيم النبيلة التي تتجلى في كلمات والحان خالدة بقت وتبقى عبر الاجيال القادمة مناراً للالهام والابداع الموسيقي المستوحى من ماضي الأمة العظيم المتواصل الذي لم تتوقف صوره الرائعه عن رفد الحضارة للعالم اجمع."
ثم يضيف في كلمته ويقول:" أضع بين أيديكم جزءاً بسيط من ذلك الوفاء لتلك الالحان التي شدا بها المطربين انذاك المعبرة عن الحس المرهف لمشاعر الفرد العراقي الرقيقة في أروع صورها ، ارجو ان أكون قد وفقت في جمع الكلمات والالحان وتدوينها موسيقياً أملاً ان تحظي بأهتمام المتذوقين للاصالة. "

عاش الفنان عبد الفتاح حلمي سنوات عمره الاخيرة يعاني المرض والحرمان الشديد مما اضطره الى بيع معظم ما يملك من اثاث ومستلزمات المنزل لكي يعيش ، اضطر يوماً ان يبيع حوض غسيل الصحون لكي يوفر قليلاً من المال للعيش ولم يطلب صدقة او مساعده من احد وبقي هذا حاله حتى وافته المنية في اواخر التسعينيات من القرن المنصرم ، رحمه الله برحمته الواسعة واسكنه فسيح جناته.
يسر موقع الوتر السابع ان يقدم مجموعة من النصوص والتدوينات الموسيقة من كتب الاستاذ عبد الفتاح حلمي على مدى الايام القادمة ، حيث فعلاً بدأ موقع الوتر السابع بنشر كلمات ونوتة بعض الاغنيات وسوف نعمل على نشر اعمال اخرى تلبيةً لرغبة اصدقاءنا الاعزاء.