ياحريمه ... انباكت الكلمات من فوك الشفايف . ياحريمه. سنينك العشرين مامرها العشك والعشك خايف ياحريمه .
مكتشــف النجــوم . وشـريان الاغنية العراقيـة وفارسهـا وسفيـرها بالحانه الخالدة .انه فنـان الشعــب ..( الموسيقــاروالملحـن العراقي الكبير.. محمــد جــواد أمــوري ).
ولـد الفنان الموسيقارالعراقي الكبيرمحمد جواد اموري في مدينة (طويريج) احدى مدن محافظة كربلاءالعراقية عام 1935. كان قد أكد في إحدى مقابلاته أن أحدا لم يكتشف موهبته ولاكن شجعه في صباه ابن عمته الموسيقي الراحل لطيف المعملجي. فكان قد وجد فيه الموهبة الفريدة في عشقه للموسيقى والغناء فحفظ وتعلم الكثير من اغاني وموسيقى التراث العراقي الزاخر بالالوان والمقامات . فقد شجعته البيئة التي عاش بها فتاثر بانغامها ومنها الردات الحسينية . فكان معظم الشباب في مدينته ينظمون الشعر والدارمي والابوذية فهم في مباراة شعرية مستمرة ويحبون الغناء الريفي لذلك نشأة افكاره المحبة للشعر والفن فتركت هذه البيئة صداها في مخيلت وذاكرته الشابه اليافعه فاصبح محمد جواد اموري الصبي الصغير يبحث عن الالة الموسيقية التي تكتمل فيها احاسيسه وترضي طموحه. فكان والده نجارا. فاتقن اموري بعض من خصائص النجارة. فعندما ذهب الى بغداد مع والده وشاهد الالات الموسيقية أخذ لوحة ومسامير واسلاكا وصنع بنفسه الة القانون وبعدها اشترى نايا من القصب فاتقن العزف عليه وكان يسمع اصدقائة التلاميذ عزفه في المدرسة الابتدائية وكانوا يستمعون له باعجاب
فقد بدأ عشقه للموسيقى في سن مبكرة مما دفعه لدراستها وصعود سلم الفن درجة درجة. ففي عام 1959 تقدم للدراسة في معهد الفنون الجميلة فكانت فرصته الذهبية لصقل موهبته الموسيقية وتهذيبها واستمر بدراسة الموسيقى والتي كانت مدتها ثمان سنوات فتخصص بعدها بآلة الكمان الغربية . فتعلم على يد أساتذته أصول ونظريات الموسيقى الاكاديمية . فانتسب آنذاك الى الفرقة السمفونية الوطنية العراقية وعمل فيها لمدة 16 سنة كعازفآ لالة الكمان عزف خلالها مختلف السمفونيات والقطع الموسيقية لكبار الموسيقيين العالميين .
فقد نمى موهبته الفريدة في مجال التلحين والغناء وعززها بالعلم فاصبح عملاق من عمالقة والموسيقى والتلحين والغناء العراقي الذي رفد الحياة للاغنية العراقية واكتشف العديد من نجوم الغناء العراقي الذين ذاع صيتهم باجمل الالحان التي صاغها لهم واغنى بها المكتبة الصوتية العراقية والعربية. ويقف الملحن والموسيقارالكبير محمد جواد اموري على حافة تاريخ زاخر بالعطاء والابداع اللحني والغنائي وقد احتل مكانة مهمة في عالم الاغنية العراقية خلال نصف قرن من الزمان امضاها في وضع اجمل واروع الالحان والانغام فاصبحت اغانيه خالدة فعبرت عن مسيرة زاخرة بالابداع حملت هموم العراقيين وافراحهم واحزانهم وامالهم في الحرية والعيش الكريم فاصبحت ترافق الصغير والكبير كعنوان للحزن وصدق المشاعروالحنين للذكريات والوطن مترجمة آهات ولوعة العشاق. فعند سماع الناس لانغام اموري الشجية تتحرك فيهم العواطف والوجدان فتنهمرالدموع حزنآ وطربآ وحنين .لقد عاش في كل بيت من بيوت العراقيين الذين يترقبون الحانه من الاذاعة باصوات المطربين الذين قدمهم للساحة الغنائية وابرزهم الفنان الكبير المطرب حسين نعمة واغنية ياحريمة والتي اصبحت نشيدآ للحــب والحــزن والحــرمان والحنيـن لجميع العراقيين.
لقب الموسيقارالكبيرمحمد جواد اموري بالقاب عديدة. منها ﺻﺎﻧﻊ اﻟﻨﺠﻮم وشريان الاغنية العراقية وصوت الارض والعلم الاكبروالقاب اخرى وقد شهد له النقاد وأهل الفن أنه منح الاغنية العراقية خصوصية وشجن وهوية ومساحة يجتمع فيها اللحن والكلام والموسيقى والايقاع والتراث والحداثه فكساها حلة جديدة. فقد ﻗﺪم ﻟﻠﺴﺎﺣﺔ اﻟﻐﻨﺎﺋﯿﺔ اﻛﺜﺮ ﻣﻦ 33 ﻣﻄﺮﺑﺎ ﺻﺎر ﻏﺎﻟﺒﯿﺘﮭﻢ ﻧﺠﻮﻣﺎ ﻓﻲ ﺳﻤﺎء اﻻﻏﻨﯿﺔ اﻟﻌﺮاﻗﯿﺔ. وأبرزهم الكبار حسين نعمة والفنان ياس خضروانوار عبد الوهاب والدكتورفاضل عواد والفنان حميد منصوروالفنان الراحل صباح السهل والفنان الكبير سعدي الحلي والفنان كمال محمد والفنانه نغم محمد والفنانة وفاء بغدادي والفنانة الكبيرة مائدة نزهت والفنان كريم منصور والفنان كريم حسين والفنان الراحل قيس حاضر والفنان محمد السامروالفنان قحطان العطار والفنان رياض أحمد والفنان فؤاد سالم والفنان مضر محمد والفنان الراحل ستار جباروالفنان نؤاس(إبن الفنان أموري) وغيرهم من نجوم الغناء ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺗﻠﺤﯿنه لما يزيد عن الخمسمائة أﻏﻨﯿﺔ. وقد لمع معظمها في فترة عقد السبعينات التي يعد أموري احد فرسانها. واجملها (ﻣﺮﯾنه ﺑﯿﻜﻢ ﺣﻤﺪ) (ﯾﺎﺣﺮﯾﻤﺔ) (ﻋﻠﻰ ﺷﻂ اﻟﻔﺮات) (الهدل) (انا ياطير ) (افز بالليل) (يانجوم صيرن كلايد) (عد وانه عد ونشوف) (توصيني) (جاوبني تدري الوكت) وأغنية (نخل السماوة يكول طرتني سمره) التي كانت جواز مرورالفنان الكبير حسين نعمة الى قلوب الناس ما دفع بأموري بأن يلحن له مزيداَ من اجمل الألحان الخالدة ومنها (ياحريمه) (حبيبي انساني وآنه أنساك) (مالي شغل بالسوك) (نوبه شمالي الهوه) (اضحيلك) (رديت) (مكتوب أشوفك من بعد) (راحن وانكضن) (ضيعنا القدر) (ودعني) (ياكمر) (يمطول الغيبه) (جاوبني تدري الوكت بوكاته غفلاوي / ليش المعاتب كلف / والشوك سكتاوي . التي تعبر عن روح الفنان اموري.
كان الفنان الكبير الاستاذ محمد جواد اموري من هواة السفر، وجواز سفره آلة العود التي يحملها معه في كل رحلة، فعشاقة يحبون الاستماع الى اغانيه من خلال صوته الشجي واوتار عوده لاسيما واغانيه يعشقها ويرددها مغتربون وعرب كثير ومن مختلف انحاء العالم من السويد والدنمارك والخليج واوربا امريكا وبلدان مختلفة وهذا دليل على الصدق في العلاقة المتبادله بينه وبين الناس فقد التقا بالعديد من الفنانيين الكبار امثال الفنان الكويتي الراحل (عوض دوخي) في الكويت ولحن له اغنية (ياحبيبي هل جفاك النوم مثلي) ولقد سجلها تلفزيون الكويت.
الرحيــل: رحل الملحن والموسيقارمحمد جواد أموري في يوم الجمعة من شهرمضان11/7/2014 بعد صراع مع المرض مخلفاً إرثاً فنياً كبيرآ وأغاني راسخة في الذاكرة العراقية والعربية منذ حقبة السبعينات التي كان أحد فرسانها. والذي توفي في منزله في بغداد عن عمر 79 عاماً بعد معاناة طويلة مع المرض. وهو الذي عانى من وضع صحي سيئ جدًا خلال السنوات الثلاث الأخيرة بعد تعرضه لحادث دهس تسبّب بكسور في أنحاء مختلفة من جسده وإصابته بعدها بجلطة دماغية وضعته تحت العناية المركزة لوقت طويل لتتابع انتكاساته الصحية في القلب ما وضعه في عزلة تامة عن الناس وفي حالة عجز عن الحركة والنطق ويعد الموسيقار الراحل محمد جواد أموري أحد عمالقة التلحين والغناء العراقي الذي استطاع ترسيخ أعماله بكلماتها وألحانها في الذاكرة الإجتماعية والفنية العراقية والعربية . فلقد رثاه العديد من الفنانيين والمثقفين العراقيين فقال فية الفنان الدكتور فاضل عواد.إذا أردت أن تعرف الهوية العراقية فيجب الإستماع الى ألحان الملحن الكبير محمد جواد. وقد رثاه الموسيقار الكبير فاروق هلال فقال.( وداعآ ايها العلم الاكبر.وانت سائـرلمثواك الاخير. ياابا نصيرانت العلم الاكبر في موسيقانا العراقية.وااسفي على هذا الزمان.اموري الذي شغل الحياة بالحانه الشجية يرحل دون وداع مهيب؟؟طوال عمرك يابانصير لم تطاطاء راسك لاحد.. وغدآ سطأطئون رؤسهم لك.المبدعون الأصلاء في كل زمان هذا قدرهم.سينجلي الليل وتسطع الشمش لاعلى مثواك فحسب وانما على تمثالك الذي ستنحته الانامل البراقة يموما ما.) وقد رثاه الملحن الكبير محسن فرحان فقال ( اذا كنت انا طابوقة في حاحط الفن فانت فينا الحائط فاليوم نعزي فيك الاغنية العراقية). وقد رثاه الملحن الفنان سرور ماجد فقال(رحل محمد جواد اموري ليطلق رصاصة الرحمة على الاغنية العراقية ) وقد رثاه الكثير من الشعراء واصدقائة والجمهورالعراقي ومحبيه.رحل اموري كالنخيل واقفآ وقد بكته الالحان والحروف والنغم .ستبقى ذكراك بيننا كشمعة نورها ينير ظلماء النفوس رحل وبزمن تمر به الاغنية العراقية بلفظ انفاسها الاخيرة بعد ان كانت تغرد بمبدعيها الكبار.رحللوا ورحل معهم العطاء الرمز.
رحم الله الفنان الموسيقار الاستاذ الملحن محمد جواد اموري برحمته الواسعة واسكنه فسيح جناته .وداعآ ياسيد الالحان والعلم المرفرف على ربوعنا الخضراء. رحلت عنا ولم نكرمك بموكب مهيب كما كرمتنــا.. عتبي الكبيرعلى الزمان الغدروعلى نفسي. وعتبي على الذين كان اموري السبب في رفعتهم .وعلى بلادي .واهلي وناسي . واقول لك يااستاذنا ابا نصير.. (جاوبني تدري الوكت بوكاته غفلاوي . ليش المعاتب كلف / والشوك سكتاوي ؟. لقد خنا الوفاء فيك يامن منحتنا الوفاء.. فوااسفاه ياعراق ..اهـاكــذا يكـــرم فيـــك النخيـــل.)