المطربه العراقيه بدريه انور ( 1903 - حتى اواخر الستينات)
تعتبر بدرية انور من اشهر المطربات اللواتي ظهرن في العقد الثاني و الثالث من القرن الماضي ببغداد ، واسمها الحقيقي بدرية محمود ...اما اسم انور فقد اضيف الى اسمها الحقيقي . و تكوينها المعنوي من بدر و نور , هي من مواليد بغداد عام 1903 محلة جديدة حسن باشا .
كانت بدرية صبية لم تتجاوز السادسة عشر من العمر تتسم بالجمال ... جمال الصوت و الشكل .انصرفت الى صغير من ذويها لتنويمه (بنغمة خاصة معروفة لدى العراقيين) . و بصوت شجي و كلمات مؤثرة فسمعتها جارتها و هي تردد معها تلك الكلمات . فقالت لها : لماذا لا تسجلين بعض الاسطوانات في شركة التسجيل فصوتك جميل و مناسب جدا و لك قابلية كبيرة على تعلم الغناء .ولاذت الصبية بدرية بالصمت او انها استنكرت ان تدعي الى مثل هذه الامور . اذ ان ابوها رجل ورع و تقي و محافظ . وكان الخروج عن العادات و التقاليد في الربع الاول من القرن العشرين ببغداد امر صعبا و لا يمكن تجاوزه . الا ان جارتها استمرت في اقناعها حتى تمت موافقتها . فأنقادت الى شركة تسجيل الاسطوانات . الا ان والدها توفى قبل ان تنشر اول اسطوانة لها . و بعدها اخذت الغناء مهنة لها لكسب العيش . بعدما رأت المجال واسعا و الفرصة مواتية . عملت كمطربة في الملاهي بعدما ذاع صيتها . وتوسطت لدى شركة تسجيل الاسطوانات لعدد كبير من المطربات انذاك . فسجلت لهن بعض الاسطوانات امثال منيرة الهوزوز و سليمة مراد و سلطانة يوسف . اشتركت مع المطربة ام كلثوم في ملهى الجواهري سنة 1932 عندما زارت العراق و كانت ام كلثوم معجبة بصوت بدرية , و قد سجلت اسطوانتين من اغاني ام كلثوم و هي : اغنية (صدق و حبك من يقول ) و اغنية (ياحلو ياللي مسهرني ) . و من طريف ما حصل للمغنية بدرية انور . في اول حياتها الفنية انها اتفقت مع صاحب ملهى (نزهة البدور) عام 1928 ان تعمل بملهاه بصفتها مغنية لا راقصة وان تجلس في المسرح للغناء و هي ترتدي العباءة البغدادية ، و ما كان من صاحب الملهى الا الرضوخ لما عرضته , و لما ظهرت هتف لها الرواد هتافا مستمرا لانها اول مغنية عراقية تظهر على المسرح بالعباءة البغدادية , و على اثر ذلك نظمت لها اغنية (يام العباية حلوة عباتج ..زينة بصفاتج) . التي اشتهرت بالعراق وبعدها انتقلت الى سوريا وغنتها المطربة السورية سهام رفقي . وسجلت عشرات الاسطوانات منها اغنية : ون ياقلب ون.. و على جسر المسيب (و التي غنتها ايضا المطربة صديقة الملاية) ولابجي واون بسكوت (و غنتها الفنانة وحيدة خليل) و خية لوصي المار مايقبل وصية (غنتها المطربة سلمية مراد) وراح ولفي وغيرها الكثير , الا ان بدرية مالبثت ان تركت الغناء بعد فترة من اشتهارها بسبب بعض التغيرات الفسيولوجية التي طرأت على صوتها و لهذا لم تأخذ نصيبا من الشهرة كما اخذته العديد من المطربات اللاتي عاصرنها .
بدريه انور مطربة تعلقت بالأغاني العراقية الأصيلة فكرست جهودها لحفط هذه الأغاني و ترديدها على الدوام حتى قدر لها أن تغني في مسارح المقاهي و الملاهي البغدادية خلال فترة العشرينات و الثلاثينات. فأصبح صوتها و غنائها حديث الأوساط الفنية و الشعبية أنذاك، ونتيجة لنجاحاتها دعتها شركة "جرامفون" لتسجيل بعض أغانيها غير أن المدرب في الشركة ذلك الوقت "عزوري العواد" لم يفسح المجال لها لتسجيل اغانيها القديمة حرصاً على رواج أغانيه التي اعدها للشركة. ولم تسجل سوى قطعة واحدة هي -النعي- التي حذت حذوها المطربة جليلة أم سامي.
ومن أشهر أغانيها هي أغنية "دلول يالولد يبني" والتي غنتها جميع المطربات العراقيات ذلك الوقت تقريباً والكثير من المطربات المعاصرات حتى أصبحت هذه الأغنية ترنيمة ترددها الأمهات العراقيات قبل نوم أطفالهن.
ومن اغانيها أيضاً : ( راح ولفي ) ( نارك سرت بحشاي ) و ( مكتوب علي نوح واذيه) )
و( يا أم العباية)
توفيت المطربه بدريه انور اواخر عام 1960