لصناعة الموسيقى في العراق الفرصه الكافيه لوقف الفوضى على ارضه الذي اجتاحته جحافل الجيش الامريكي في عام 2003 . وأن الموسيقيين يعتبرون ظاهرة بارزة بين العديد من الأشخاص الذين اضطروا إلى المنفى، قبل وبعد 2003 على حد سواء ، وهذه الفنانه عايدة نديم واحده من أولئك الفنانين العراقيين والتي تميزت وتفردت بنمط غنائها معبرة عن الارض العراقيه التي نبعت منها ونمت فيها بأسلوب جديد متفرد حيث تمزج التراث بالحداثه.
ولدت عايده نديم في العام 1965 في بغداد ، وكانت طفولتها مليئة بالتنوع الثقافي حيث كانت تستمع للاغاني العربية والتركية فوالدتها من أصول تركية. وفي الثانية عشر من عمرها درست الموسيقى الكلاسيكية في مدرسة الموسيقى والباليه في بغداد وتخصصت بدراسة آلة الباسون ، حيث ساعدتها هذه الآلة في فهم الموسيقى الكلاسيكية أضافة الى الموسيقى المحلية على حد سواء ، ثم درست في الجامعة المستنصريه فرع الترجمة ببغداد عام 1988 ، في الوقت نفسه كانت عضواً في الفرقة السيمفونية الوطنية العراقية من 1986 إلى 1991. وبعد تخرجها من الجامعة حصلت على منحة دراسية فانتقلت عام 1991 إلى الدنمارك، والتحقت للدراسة في الأكاديمية الملكية الدنماركية للموسيقى.
في عام 1991، وجدت نفسها تعيش في الدنمارك، حيث تابعت دراستها في الأكاديمية الملكية الدنماركية للموسيقى. وبدأت في تطوير مهاراتها باعتبارها مطربة مستنده على مهاراتها السابقه والتي كانت قد استلهمتها من الغناء العراقي والغناء التركماني الشائع في شمال العراق.
ظهرت في المملكة المتحدة في غلاستونبري، ومهرجان ووماد الشعبي كامبريدج مع فرقتها ( أريبين اندر جراوند- ) ،
Arabian underground group
والتي اسستها في العام 1998
أصدرت أول ألبوم لها مع فرقتها ( أرابين اندر جراوند).
Arabtronica (2002)
تجاربها الكاملة في الغناء ونتائجها يمكن التعرف عليه من خلال الاستماع لالبومها.. الخروج من بغداد (2005).
حيث انها عملت على كتاب الكلمات ووضع الالحان لهذا الالبوم متأثرةً بعقلية ( آكي نواز) وهو من الاوائل الذين تأثرت بموسيقاه التي يطلق عليها ( العرقية الصناعيه) وكان أول منتج اعتمدته في انتاج اعمالها الغنائيه.
موسيقاها تجمع الوان غناء الدول المجاورة للعراق الذي عاشت فيه ، وغناء الرحالة ، والأرابيسك ، والغناء الشعبي الاسيوي ، أضافة الى استخدامها الشعر العراقي التقليدي مع بعض كلماتها الخاصة التي تضعها ، اضافة ً الى أستخدامها بعض الكلمات الغير اللفظية في الغناء . لكل ذلك استطاعت عايده ان تتصدر في المقدمة وحصلت على العلامة التجارية لغناءها المتفرده به .
في لقاء اجري للفنانه عايده نديم أجرته معها السيده فائقه رسول سرحان في عمان لأذعة العراق الحر حيث تقول : " أن البدايات في المهجر لم تخلُ من صعوبات " ، لكن أساسها الموسيقي المتين وإصرارها على إثبات هويتها العراقية ورغبتها في الاطلاع على الفنون الغربية ومزجها بثقافتها الشرقية ساعدها في تخفيف الصعوبات وتحقيق النجاحات الفنية، إذ تشتهر في أوروبا بإسلوبها غير التقليدي في الموسيقى والغناء والأداء أيضاً، فهي تمزج في أعمالها الفنية أنغام آلات الكترونية بآلات شرقية وتضع المستمع لأغانيها والمشاهد لعروضها الفنية في أجواء وطقوس خاصة، فهي تسعى باستمرار إلى مزج الفلكلور والتراث بالحداثة، وهو أسلوب لاقى الترحيب في أوروبا لكنه لم يُلاقِ نفس الترحيب في المنطقة العربية.
بعد سنوات قضتها في الدنمارك انتقلت للإقامة في السويد وأصدرت هناك ألبومها الثاني " الخروج من بغداد" الذي لقي نجاحاً مبهراً، وتم تأهيله إلى جائزة BBC الموسيقية في عام 2007.
غنت عايدة قصائد لشعراء عراقيين كالشاعرة لميعة عباس عمارة وشعراء عرب، وأهدت أغنية رحيل لروح الشاعر محمود درويش، واختير ألبومها الجديد "ما وراء الدمار" في قائمة أفضل عشرة البومات إنتاجاً في أوروبا، وحاليا يتسلق هذا الألبوم قائمه تشمل نتائجها 25 دولة أوروبية ليكون الرابع أوروبياً لشهر نيسان 2013. وقد كرمت مؤخرا من قبل وزارة الثقافة السويدية مع مجموعة من الفنانين تم اختيارهم على أنهم سفراء للموسيقى البديلة في السويد.
الفنانة عايدة تشتهر أيضاً بمسرحياتها الموسيقية، وهي تستعد الآن لإعداد مسرحية موسيقية جديدة ستعرض في ثلاثة مسارح ملكية في السويد والنرويج والدنمارك. وقد شاركت في أكبر المهرجانات التي تقام في أوروبا وتم ترشيحها لنيل جوائز عالمية في الموسيقى كما أحيت عشرات الحفلات الغنائية في أوروبا.
وضمن نشاطاته الثقافية والاجتماعية، أقام مؤخراً مجلس الأعمال العراقي الذي يتخذ من عمان مقراً، حفلاً غنائياً للفنانة عايدة نديم بعنوان "بين الجد والزجل"، وهو أول حفل تقدمه الفنانة للجمهور العراقي، حيث غنت فيه أغاني عراقية لسيدات الطرب العراقي وخصص ريع الحفل إلى الأطفال العراقيين المصابين بأمراض السرطان الذين يُعالجون في المستشفيات الأردنية. وتعرب عايدة عن سعادتها بهذه المشاركة في حفل خيري يذهب ريعه للعراق، وتؤكد أنها ستواصل تقديم حفلات خيرية لخدمة أهلها في العراق وتتمنى أن تساهم في تهذيب الذائقة الفنية العراقية كما تأمل في أن تقدم المزيد من الأعمال الفنية وتشتهر في المنطقة العربيه.