هي أول فرقة موسيقية وغنائية نسائية في العراق، تأسست في أوائل عام 2003 أطلق عليها اسم فرقة عشتار الفنية، ما يميزها ان جميع أعضاؤها من النساء الشابات اللواتي جمعن بين الخامة الصوتية المتميزة والأذن الموسيقية والأنامل التي تعزف على أصعب الآلات، وبعضهم ينتمي لعائلة فنية واحدة، مما شكل ظاهرة لافتة أهم ما يميزها انها متعاونة فيما بينها يجمعها هدف أسمى وهو الارتقاء بالفن والذوق الى مصاف اعلى، تلك الفرقة تمكنت من تحدي الكثير من الظروف الصعبة التي مرت بهن، خصوصا سنوات العنف الطائفي ما بعد الاحتلال، ولكن تلك الايام زادت من عزيمة الفرقة على التواصل والإبداع..
مديرة الفرقة الشابة هلا بسام عازفة السنطور ، فنانة مثابرة انهت دراساتها في معهد الدراسات النغمية بتفوق اذا كانت الاولى على دفعتها ، ثم واصلت الدراسة في كلية الفنون الجميلة وتخرجت من قسم الموسيقى فيها موسم 2003 ــ 2004، قالت لنا: تتالف الفرقة حالياً من ست عازفات، وادخلنا عليها عازفين اثنين من الرجال كي يكتمل نصاب الفرقة بعد انسحاب العنصر النسوي فيها لاسباب كثيرة، وهم كل من هلا بسام مسؤولة الفرقة واعزف عل اله السنطور وأختي هزار بسام عازفة جوزة وهويدا حنا يلدا عازفة قانون وسارة بيان عازفة سنطور وهلال بسام اخي خريج كلية الفنون الجميلة يعزف على آلة الإيقاع وكان بالأصل عازف قانون لكنه اضطر للعمل على آلة الايقاع بسبب عدم وجود بديل له، وهو يعمل الان بمشاركة زميل له، وتواصل محدثتي هلا بالقول : مشاركتنا اليوم تأتي ضمن مشاركات عديدة سابقة في الكثير من المهرجانات والاحتفاليات سواء داخل او خارج البلد، بالأمس كان عددنا اكبر لكن اليوم وبسبب ظروف البلد عانينا من انسحاب بعض العضوات منهن من سافرن الى الخارج ومنهن من التزمت بيتها
ومنهن من تزوجت وبسبب ضغط الاهل والزوج تركت العمل في الفرقة.
*وكيف هي شهرتكم في الوسط الفني والثقافي؟
- نحن مشهورين في الوسط الثقافي والمجتمع بشكل عام، واكيد هناك من لا يعرف اصلا بوجود فرقة فنية نسوية في العراق! او يرفض حتى ان يعرف بالامر، لكن مايعيننا هنا اننا مازلنا نواصل مسيرتنا والحمد لله نجد تشجيعا من قبل الأوساط الفنية هنا وقبلها تلقينا تشجيعا من قبل عائلتنا فوالدي استاذ جامعي قسم تربية رياضية ووالدتي مدرسة جامعية استاذة وهم يحبون الفن واصروا على ان ندخل مدرسة الموسيقى والباليه كي نتقن العزف على الالات الموسيقية التي نحب ونطور من قابلياتنا الفنية، ولا انسى طبعا تعاون زوجي فهو فنان ومخرج اذاعي وهو متفهم لعملي.
*وكيف تجدين عملك في هذا المضمار، اقصد كونكم فرقة فنية نسوية وسط مجتمع لا تزال العادات والتقاليد تتحكم به بشكل كبير؟
- قالت والأسى بدا واضحا من صوتها: بصراحة نحن مظلومين لان الدولة لا ترعى الفنون، ولا تدير بالا بأهمية تشجيع الفرق الفنية، خصوصا النسوية منها ، وعانينا الكثير خصوصا وسط ظروف صعبة جدا بالرغم من كوننا حالياً نعمل كمدرسات في مدرسة الموسيقى والباليه، لكن ما تزال نظرة المجتمع للفنون واشتراك المرأة فيها تشوبها الثغرات وبحاجة لعين كاشفة كبيرة كي تحفز على الجمال فقط في الفن والادب والفكر والثقافة وتشذب من الحالات السلبية او الطارئة التي تصيب عملنا بالشوائب. اما المشاكل التي تواجه عملها كأمراة فهي صعوبة الظهور في المجتمع، وصعوبة تقبل مجتمعنا للمرأة الموسيقية فتقول : "الفرق بين الفنانة العراقية والعالمية كبير، هناك وعي فني مفتوح فالموسيقى درس مهم في جميع المدارس ، حاليا وضع المرأة الفنانة في العراق يتحسن مع تحسن الوضع الأمني".
*أصعب موقف مر بكم خلال عملكم ؟
- حصلت معنا الكثير من المواقف، منها موقف مع الجهات الأمنية وكان السبب الاول هو قلة الوعي الثقافي لبعض هذه الفئات التي عادة ما تسيء لعمل الفنان خصوصا ، بعضهم ينظر للفنان بنظرة مبتذلة مع الأسف، وذات مرة دعينا الى حفل في وزارة الثقافة للمشاركة في إحدى الفعاليات هناك فما كان من الجهات الأمنية المسؤولة عن مدخلها الا ان تمنعنا من الدخول كونهم غير مبلغين بوصولنا وصاروا يمازحونا بطريقة سيئة، مما أزعجنا كثبرا، فقمنا بشكوتهم لدى الجهات الادارية في الوزارة وتم اتخاذ اللازم بحقهم، ومن المواقف الطريفة ( استذكرها لنا شقيق الفنانة هلا الفنان بسام قائلاً ) اذكر انه في مرة اتصل بي مدير دائرة الفنون الموسيقية واخبرنا ان لدينا حفلة موسيقية صباح يوم الاثنين المقبل، وبالفعل ولما حل ذلك اليوم قمنا مبكرين وهيأنا كل استعداداتنا ولوازم علمنا وقبل ان نصل بقليل الى المكان المعني اتصلنا بالمدير كي نتاكد انه موجود ولكن جاءنا رده كأنه صحا للتو من نومه وهو يقول مابكم؟ قلننا له استيقظ لدينا موعد الحفل، فقال ضاحكا لا ليس اليوم، قصدت الاثنين من الأسبوع المقبل !! وعندنا من حيث اتينا...
*وهل تأخذ الفنون حقها المتاح الان من ناحية الاهتمام بها وتفعليها برايك؟
نعلم جيدا ان الاجواء غير مستقرة بشكل عام، وميول الناس مختلفة ، البعض يحب الموسيقى والآخر لا يهتم بها، وهذا مما يؤثر على وضع الموسيقى العراقية ، انا اعتقد انها تواجه عاصفة كبيرة واخشى ان تتقاذف هذه العاصفة موسيقانا ، يساعد في ذلك تفشي الجهل وانتشار الستلايت والقنوات الفضائية والجيل الحالي ليس ذواقا مع الاسف". وترى هزار ان الموسيقى تنمو من خلال المؤسسات الفنية ، فوزارة الثقافة تفتقد الى الميزانية وهذا يؤثر على انتشار الفنون ومنها الموسيقى.
*ماهي طموحاتكم المستقبلية؟
نتمنى ان تعم الثقافة مجتمعنا وتصير هي السيدة على كل المناخات الموجودة، ويزداد فهم الناس للفنون اكثر وان يحب الجميع الخير لغيره، وبشأن فرقنا نحب ان نتواصل ونعمل ونكبر ويصير لنا مكانة اكبر ونحقق كل مايشغل بالنا من تطورات وانتشار بين بقية الفرق المحلية والعالمية. كما احلم بوجود كوادر تدريسية مثقفة لتنمي عقول الاطفال في مختلف مجالات الحياة ومنها الموسيقية وتزرع في نفوسهم حب الوطنية الحقيقية.
اما هزار بسام عازفة جوزة وكمان ومدرسة في مدرسة الموسيقى والباليه فقالت:انا بالأساس عازفة كمان من كنت طالبة في مدرسة الموسيقى والباليه، ولما كنت ادرس في المعهد الدراسات الموسيقية اختاروا لي آله الجوزة بدلا من الكمان كي يكتمل التخت الشرقي مع اخوتي وهم يعزفون على التي السنطور والجوزة ، وعن علاقتها بالفرقه تقول: انا احب عملي كثيراً وفرحان هبه كونه حقق لي مااحب وسافرت الى معظم دول العالم وبصراحة ان مهنتي هي من اوصلتني لتحقيق مااحلم به، واتمنى اليوم ان تعود للفن مكانته الاولى من حيث الازدهار والاهتمام به من قبل الجهات المعنية وخصوصا وزارة الثقافة وياريت تراعي مسألة مهمة وهي زيادة رواتب الفنانين لانها لاتوازي الجهد المبذول ولاجل ان يستطيع الفنان من يطور من ذاته ويتمسك بمهنته اكثر.
المجتمع يرفض المرأة الموسيقية
هزار ترى ان الموسيقى تنمو من خلال المؤسسات الفنية ، فوزارة الثقافة تفتقد الى الميزانية وهذا يؤثر على انتشار الفنون ومنها الموسيقى. اما المشاكل التي تواجه عملها كأمراة فهي صعوبة الظهور في المجتمع، وصعوبة تقبل مجتمعنا للمرأة الموسيقية فتقول : "الفرق بين الفنانة العراقية والعالمية كبير، هناك وعي فني مفتوح فالموسيقى درس مهم في جميع المدارس ، حاليا وضع المرأة الفنانة في العراق يتحسن مع تحسن الوضع الامني".
وعن طبيعة المقطوعات المقدمه واهميتها تقول دأبت الفرقة منذ تأسيسها على احياء الاغاني التراثية العراقية. فقدمت باداء متميز اغاني زهور حسين، وناظم الغزالي، ووحيدة خليل، وسليمة مراد، ومائدة نزهت، وغيرهم من الفنانين العراقيين الكبار.ولشدة حبي لاغاني زهور حسين صار زملائي ينادوني بهزار حسين.