ليل البنفسج - تحليل ميزوجولوجي لملحمة النهاوند بوسليك في الغناء العراقي المعاصر- الأستاذ علي المعلا

2020-12-28

ليل البنفسج - تحليل ميزوجولوجي لملحمة النهاوند بوسليك في الغناء العراقي المعاصر- الأستاذ علي المعلا

 الوتر السابع


 البنفسج - تحليل ميزوجولوجي لملحمة النهاوند بوسليك في الغناء العراقي المعاصر- الأستاذ علي المعلا 

 

( ملحمة النهاوند بوسليك في الغناء العراقي المعاصر)
ذات التعدد الايقاعي والتنويع التونالني لمبدعيها الاساتيذ الكرام الملحن المتفرد طالب القرغولي بصوت المطرب الكبير الفنان ياس خضر من نظم الشاعر الفطحل مظفر النواب.
تلبيةً لرغبة الذوات الكرام الاصدقاء الاعزاء 
 الذين اشاروا اليًَ بأهمية تناول البنفسج بالشرح والتحليل 
والى طلبة الموسيقى وعشاق النغم والمقامات الموسيقية :
نستمع الى الرمزية الغنائية الكبرى الموسومة ( البنفسج ) .
وما أود ذكره هنا انني عندما عقدت العزم على تشريح وتحليل البنفسج خيًرت نفسي بين الكتابة عن اللرواش مع التحليل الميزوكولوجي للاغنية او ان اتناول احد الامرين وقد وجدت ( موضوعة اللرواش ) ستثقل كاهل القراء المتابعين وطلبة الموسيقى الكرام فآثرت ان اتناوله في مطالعة موسيقية علمية مختصة بتعريف اللرواش ومسمياته الاخرى وانواعه وميازينه في موسيقانا الشرق عربية في وقت لاحق ان كان في العمر بقيًَه بإذنه تعالى .
لمحه تأريخية حول البنفسج :
البنفسج : صيدلية في مدينة الناصرية كعبة الاحرار في جنوب العراق كان يجتمع فيها اعضاء الحزب الشيوعي العراقي في اوائل الستينيات من القرن الماضي وقد نظمَ شاعرُها كلماتها في مدينة السماوه قلعة الابطال وتحديداً في سجن نقرة السلمان وتقاضى ملحنها اجراً نقدياً ثمانية دنانير فقط وسميت بالرمزية لانها في الاصل قصيدة سياسية تحولت الى اغنية وجدانية عام 1973 .
والآن لنبتدأ على بركة الله 
التحليل الميزوكولوجي للبنفسج :
السلم الموسيقى : نهاوند البوسليك بسلمه ذو الحساس الهارمونيك ري الدوكاه - مي ناتوريل عشاق بوسليك - فا الجهاركاه - صول النوى - لا الحسيني - سي بيمول عجم - دو# دييز شهناز - ري محير جواب الدوكاه .
وهو من نوع الجمع المنفصل ببعده الطنيني الكائن بين درجتيه الرابعة والخامسة ويتضمن جنس جذع نهاوند بوسليك على درجة الدوكاه وجنس فرع حجاز على درجة لا الحسيني.
التوصيف التونالني : نغم نهاوند بوسليك معشق بأجناس سلًميه شرق عربية تتضمن تجنيس الهزام مع تجنيس البيات وتجنيس الصبا تشكل بمجموعها تراكيب نغمية تتضمن ستة انغام رئيسة.
( النهاوند والهزام والبيات والراست والبستنيكار والشوق انكيز )
القالب - الفورم: راسيتال غنائي عراقي لكونها قصيدة من الشعر الدارج المنظوم بقوافي متعددة.
التونالتي - النغم : نهاوند بوسليك.
التونيك - درجة الركوز : للغناء ري الدوكاه وعند الختام درجة المحير جواب الدوكاه.
التوناليتا : النهاوند - الهزام - الشور - البيات عشيران - البيات حسيني جواب العشيران - الشور - الصبا - النهاوند - راست الدوكاه نيشابورك - الحجاز - الهزام - الصبا - النهاوند .
التونينا : درجة فا قرار الجهاركاه (قبا جهاركاه ) - ودرجة فا ماهوران جواب الجهاركاه .
انترفال الغناء - البعد الصوتي : آركاتشاتورا ثالثة صغيرة ري مي فا ركوزاً على درجة فا الجهاركاه.
اللازمة الموسيقية : خمسة كاديهات رئيسة عبارة عن جمل موسيقية جسرية على شكل آرشيهات وترية تربط بين اجزاء الميلودي الكاديه الاول نهاوند والثاني سيكاه هزام والثالث بيات والرابع صبا والخامس نهاوند .
سولو انفرادي : عدد خمسة سولوهات على النحو التالي :
سوكسية آلة القانون و باريويتا آلة الاكورديون و سوكسية آلة الكيبورد بمصاحبة الايقاع مع الوتريات على شكل حوار تارة بين القانون والوتريات وتارة بين الاكورديون والكيبورد وثالثة بين الاكورديون والايقاع مع الوتريات جاءت على شكل سلسال نغمي بديع عند المقدمة الموسيقية مع اوفرتير هوائيات عدد اثنان الاول لآلة الكيبورد وهي تجسد وتحاكي آلة الساكسفون والثاني لآلة الناي قبل الختام في الجزء الأخير عند الغناء.
آرماتورا - دليل السلم : سي بيمول العجم فقط- اما الدو # دييز تكتب ضمن المسار الميلودي ولا تحتسب ضمن الكيساينتشر بوصفها سابعة وحساس السلم.
امباسون نوت - الدرجات الاعتراضية : سي كار بيمول + فا كار دييز اما درجة الدو# فلا تحتسب لانها من ضمن الدرجات الرئيسة للسلم الموسيقي الخاص بنهاوند البوسليك.
الميزان العام : لرواش دوبليه دواليه4/2 - 4/4 .
الجدول الزمني للضرب الايقاعي المصاحب :
 تنويعات ضرب الوحدة المدوُرة على النحو التالي:
1-  لف شرقي معشق بالوحدة الصغيرة 0:37
2- الزفة دواليه 1:30
3- الوحدة المقسومة والمصمودي الصغير البلدي2:17
4- الوحده الصغيرة 3:17
5- الوحدة الكبيرة  4:24 مع دخول الغناء
6- هجع عراقي دوبليه يتكرر ثلاث مرات 7:52 - 8:46 - 9:33
     عند تجنيس الشور البيات المشرب بالصبا شلون اوصفك 
7- الوحدة الكبيرة : 12:10 ياللي ما جاسك سهر بالليل 
8 - الوحدة الصغيرة : 12:36 ياللي جرة سما بعينك
9- ايقاع الوحدة المقسومة بالاسلوب المصري المسماة 
      (وحده بلدي مقسوم مصري ) 13:11
10- الوحدة الصغيرة : 13:33 عند مامش بمامش 
11- فالت ميزان حر بدون ايقاع يسمى - سانزا : 14:11
12- الوحدة الصغيرة : 14:41 عند انا حبيت الذي بحبهم لمتني.
13- الوحدة الكبيرة : 15:11 عند يا طعم ياليله من ليل النفسج.
المدى الصوتي : 
واحد اوكتاف مع سادسة صغيرة وفقاً لطبيعة الميلودي من درجة لا العشيران الى درجة فا جواب الجهاركاة باحتساب درجة العجم سي بيمول .
نوع الغناء : تقليدي كلاسيك فورم .
المسار النغمي :  للمقدمة الموسيقية والاغنية.
يبتدأ الميلودي بمقدمة موسيقية تتضمن جمل موسيقية من نغم النهاوند على درجة الدوكاه تجسدها آلة القانون على شكل - سانزا فيرماتو - مع آرشيهات للوتريات خالية من الايقاع وبمعدل 15 مازورة موسيقية على الميزان الرباعي 4/4. 
بعدها يدخل الايقاع مع الوتريات وهي تجسد تكنيك الليبراتيك تيريمللو بتنويع من الجمل الموسيقية من نغم النهاوند على درجة الدوكاه تصاحبها آلة الاكورديون على ذات النغم بصياغة سولو باريويتا مع آلة الكيبورد على الميزان الثنائي 4/2 ويعاد هذا النسق مرتين.
وعند الدقيقة 1:30 يدخل ايقاع الزفه بصيغة الدواليه بجملة موسيقية ذات طابع ايقاعي بنغم النهاوند على درجة الدوكاه على شكل دوبليه دواليه بين درجتي لا عشيران وري الدوكاه تجسدها الوتريات مع الايقاع وآلة القانون بالتناوب في الميزان الايقاعي بين الثنائي والرباعي تخللها التنويع الايقاعي بين ضرب الوحدة الصغيرة عند الدقيقة 1:42 واللف الشرقي عند الدقيقة 1:56.
وعند الدقيقة 2:17 نستمع الى تناوب في الضرب الايقاعي بين الوحدة المقسومة والمصمودي الصغير - البلدي - يعاد مرتين وعند الدقيقة 3:17 نستمع الى ضرب الوحده الصغيرة وبذات الجمل الموسيقية من نغم النهاوند على درجة الدوكاه تجسده الوتريات مع آلة القانون والاكورديون والايقاع يعاد مرتين ايضاً.
وقد حملت المقدمة الموسيقية سمات وخصائص الاغنية السبعينية ذات المقدمة الطويلة حيث تضمنت 6 ستة جمل موسيقية متنوعة كلها جاءت بنغم النهاوند بوسليك على درجة الدوكاه. 
(( الغناء ))
نغم النهاوند 
يبتدأ الغناء بجملة غيناسيقية من نغم النهاوند على درجة الدوكاه وعلى الميزان الرباعي على ضرب الوحدة الكبيرة عند 
يا طعم . يا ليلة من ليل البنفسج
يا حلم . يا مامش بمامش طبع قلبي من طباعك ذهب
ترخص و اغليك و احبك .
الانتقالة الاولى الى نغم الهزام على درجة فا كار دييز 
عند انا متعود عليك هواي يا سوله ابسكتي.
الانتقاله الثانية الى نغم الشور - البيات المشرب بالصبا- على درجة لا الحسيني جواب العشيران عند ياطواريك من الظلمه تجيني جانن اثيابي علي غربه قبل جيتك ومستاحش من عيوني والمتني وعلى المامش عودتني التي يتجسد بها تجنيس الشور بكل وضوح  عند - وآلمتني وعلى المامش علمتني - وعند انا حب هوايه قبلك ذوباني ثم على ذات الجملة الشعرية يقفل الغناء بتجنيس البيات من خلال لازمة موسيقية تستقر بنغم البيات على درجة العشيران.
الانتقاله الثالثة : ( بنغم البيات ) 
فقد جاءت الجملة الموسيقية بنغم البيات ركوزاً على درجة لا الحسيني جواب العشيران وقد جسدتها الوتريات مع سولو آلة الكيبورد حين جسدت محاكاة آلة الساكسفون الهوائية التي غابت عن الفرقة الموسيقية وعلى وقع ضرب ايقاع الهجع العراقي بصيغة الدوبليه الذي تكرر بالتناوب ثلاث مرات .
الانتقالة الرابعة ( بنغم الشور البيات المشرب بالصبا)  عند شلون اوصفك وانت كهرب وانا دمعة عيني قمرة ليل دمعه شلون اوصفك وانت كهرب وانا قمرة عيني دمعة ليل ظلمه ركوزاً على درجة  لا الحسيني جواب العشيران.
الانتقالة الخامسة ( بنغم الصبا )  عند شلون اوصفك وانت دفتر وانا جلمه ركوزاً على درجة الحسيني جواب العشيران ويعاد هذا النسق ثلاث مرات.
الانتقالة السادسة : ( من نغم النهاوند على الدوكاه )
عند ياللي ما جاسك سهر بالليل ياللي بين حواجبك غفوة نهر يعاد هذا النسق مرتين.
الانتقالة السابعة : ( تجنيس راست النيشابورك على الدوكاه )
عند ياللي جرة سما بعينك خاف افززها من اقللك انا احبك , يعاد هذا النسق مرتين.
الانتقالة الثامنة : ( الحجاز مع السيكاه تجسيد نغم الهزام )
آلة الناي تجسد تجنيس الحجاز ركوزاً على درجة لا الحسيني من خلال اوفرتير قصير بمصاحبة الوتريات التي جسدت تجنيس الهزام ركوزاً على درجة فا كار دييز عند مامش ابمامش وللمامش يا ميزان الذهب وتغش واحبك يجسد اربع مرات.
ثم تأتي السانزا وهي موسيقى حره خاليه من الايقاع تسمى في موسيقانا الشرق عربية - الفالت بشكل قصير جدا يكاد لا يلحظ.
يتلوها الغناء بتجنيس الصبا ركوزاً على درجة الحسيني عند ارد اقلك فرني حسنك يا بنفسج وانت وحدك دوختني يا بنفسج يجسدها مرتين ثم يستمر بأداء تجنيس الصبا عند وعلى حبك انا حبيت الذي بحبهم لمتني , ثلاث مرات مع الاعادة . 
وتلك الانتقاله النغمية قد تضمنت نغم البستنيكار فقد جاء جنس الجذع من السيكاه ركوزاً على درجة الفا كار دييز وجنس الصبا ركوزاً على درجة لا الحسيني جواب العشيران.
الانتقاله التاسعة والاخيرة ( نغم الشوق انكيز )
وهو احد اشهر انغام النهاوند بهي الجمال الذي يتضمن تجنيسي الصبا والنهاوند معاً فقد انتقل بالغناء من تجنيس الصبا ركوزاً على درجة الحسيني عند انا حبيت الذي بحبهم لمتني الى تجنيس النهاوند الذي قفل به الغناء ركوزاُ على درجة ري الدوكاه عند يا طعم يا ليله من ليل البنفسج يا عطر عطرين يا شنهي واحبك .
الكادنسيه خاتمة الغناء : Cadance 
( نغم نهاوند بوسليك )
بأداء الفاليست العالي لمفردة - ياطعم - التي جاءت بنغم النهاوند بوسليك بأداء جنسيه الحجاز والنهاوند معاً انطلاقاُ من درجة ري الدوكاه وركوزاً على درجة ري المحير جواب الدوكاه.
انتهى ,,,,,,,
تعريف بعض المصطلحات الواردة اعلاه :
الكاديه : الجملة الموسيقية المؤقته التي لا ترتكز باستقرار تام واضح المعالم كالقفلة المسماة كادنس او كادنسيه ذات الاستقرار التام وهو اصطلاح نغمي شائع لدى الموسيقيين في الاستوديوهات حديثاً ويسمى قديماً لدى شرًاح الموسيقى العربية ب (( الاواز ))  ومفردها - اوازه .
التونالتي : النغم الرئيس الذي يرتكز عليه الغناء او القطعة الموسيقية.
التونالني : مجموع انغام متعددة بمعنى التنويع النغمي.
التوناليتا : جميع الاجناس الموسيقية المتجسدة في الاغنية او القطعة الموسيقية.
التونينا : اوطأ درجة موسيقية مع اعلى درجة موسيقية ضمن الاغنية او القطعة الموسيقية.
الليبراتيك : اصطلاح يطلق على القوس والريشة ذات النبر السريع وهو ما يعرف بإسم ريشة الفرتاش في العراق وتركيا ويسمى في بعض الاقطار العربية كمصر وبلاد الشام بالفرداش ويعرف في الموسيقى الغربية ب- التيريمللو  . 
الباريويتا : اصطلاح ايطالي يطلق على السولو الخاص بآلة الاكورديون وهو غير شائع الذيوع في موسيقانا الشرق عربية.
الأوڤرتير : مفردة انجليزية وتعني مُسكٍب الدمع وتطلق على السولو الانفرادي للآلات الهوائية سواء كانت النحاسية او الخشبية وهي تختلف عن قالب الأوڤرچور الأوركسترالي الذي يعني الاستهلال او الافتتاح .
السوكسيه : مفردة فرنسية تطلق على المقطع الغنائي الانفرادي في الموسيقتين الغربية والعربية وعلى السولو الانفرادي لآلة البيانو الغربية وبذات الوقت تطلق في الموسيقى الشرقية على السولوهات الانفرادية للآلات الوترية النقرية كالعود والقانون .
الفيرماتو : يطلق على الاصوات المتتالية للدرجات الموسيقية الصادرة عن الآلات الوترية كالعود والقانون ذات الرنين المستمر وفي نظريات الموسيقى تُعبٍر مفردة ( الفيرماتو ) عن الدرجة الموسيقية ذات الرنين المستمر  والتي يتوقف رنينها بناءاً على رغبة وتقدير العازف وعادة ما تأتي في الدرجات الموسيقية التي تختم بها القطع الموسيقية ويرمز لها بعلامة 
( هلال ) منحني تحته نقطة وتلك العلامة تسمى -  باوزيه - وتعني نهاية تقديرية يحددها العازف .
ملاحظات مهمة جداً الى طلبة الموسيقى :
الملاحظة الاولى :
البيات المشرب بالصبا يسمى نغم الشور. 
الصبا المشرب بالبيات يسمى نغم كوجك.
الملاحظة الثانية:
للانتقال النغمي السليم من سلم المانير الصغير او نغم النهاوند الى نغم الصبا ننطلق من الدرجة الخامسة للسلم على عكس سلم الماجير الكبير او نغم العجم الذي ننطلق من درجته الثالثة لتجنيس الصبا.
تلك قواعد نغمية متعارف عليها لدى المؤلفين والملحنين في موسيقانا الشرق عربية ولكن بنفس الوقت لا يفوتني التنويه الى ان الابداع الوجداني للفنان لا يخضع الى القواعد في بعض الاحيان وهنا استحضر مقولة المؤلف العالمي بيتهوفن حينما قال ان كانت موسيقاي لا تخضع للقواعد الموسيقية فالتخضع القواعد لموسيقاي .
تحياتي مع التقدير والله ولي التوفيق.
الطالب لمرضاة الله تعالى
علي المعلا 
في الرابع والعشرين من تشرين الثاني
2020

تهيئة الطابعة   العودة الى صفحة تفاصيل الخبر