الآلات الإيقاعية

2021-05-26

الآلات الإيقاعية

 الوتر السابع


 

 
الآلات الإيقاعية
 
3 ـ الآلات الإيقاعية
تستخدم معظم الآلات، من صنفي المتميزة الأصوات والرقية (الجلدية) لغرض الإيقاع في الموسيقى، لهذا تستعمل في الأوركسترا باسم الآلات الإيقاعية. وقد استقطبت اهتمام عدد غير قليل من المؤلفين الموسيقيين فاستخدموا الكثير من طاقاتها وميزاتها الإيقاعية، سواء في الموسيقى التقليدية أو في موسيقى الجاز أو الموسيقى الشعبية.
والمبدأ الأساسي للتصويت في الآلات الإيقاعية هو القرع percussion أي ضرب أدوات مصوتة، بطرائق متعددة، كالصدم أو النقر أو الطرْق أو الحكّ أو الهزّ أو الدّلْك إلى غير ذلك من أساليب التصويت المختلفة. على أن هذه الآلات، مهما اختلفت أشكالها، تعود إلى صنفين أساسيين: أولهما، آلات ذات أصوات غير معيّنة الحدة indefinite pitch تستعمل للإيقاع فقط، لأنها تصدر أصواتاً مبهمة لا تماثل أياً من درجات السلم الموسيقي، ومنها الطبل الكبير والصغير، والمثلث، والطبق الرنان وغيرها الكثير. وثانيهما، آلات ذات أصوات معينة الحدّة definite pitch تستعمل للإيقاع والنغم معاً، إذ إنها تصدر أصواتاً معينة تطابق درجات صوتية مميزة في السلم الموسيقي فتمكنها من تشكيل نغمات وألحان موسيقية بحسب إمكاناتها الصوتية، كالتيمباني والإكسيلوفون والسيليستا celesta.
تستخدم الآلات الإيقاعية في معظم الفرق الموسيقية على اختلاف أنواعها، إذ إن مهمتها الرئيسة ضبط الإيقاع وإضفاء اللون الزخرفي الإيقاعي على القطعة الموسيقية، وقد يصل عددها في بعض الفرق الموسيقية إلى ما ينوف على ثلث عدد الآلات التي تستعملها الفرقة.
ولعل أولى الآلات الموسيقية التي صنعها الإنسان كانت من فصيلة الآلات الإيقاعية وقد استخدم في صنعها الأدوات الطبيعية التي كانت تحيط به كالعصي والحجارة وثمار القرع وجذوع الأشجار المجوفة وجلود الحيوانات وغيرها.
 
وقد رافقت بعض الآلات الإيقاعية الطقوس الدينية عند الكثير من القدماء كالسومريين والبابليين والآشوريين، وكان للطبل بين هذه الآلات منزلة كبيرة أو مقدسة في بعض الحالات.
والآلات الإيقاعية كثيرة، وفيما يلي أهم ما يتداول منها:
أ ـ الآلات ذات الأصوات غير المعيّنة الحدّة:
وفيها الآلات المتميزة الأصوات والآلات الرقيّة.
(1) الآلات المتميزة الأصوات ومنها:
ـ الصنوج cymbals: وهي صحون معدنية رقيقة كبيرة ومقعّرة مصنوعة عادة من النحاس، يراوح قطر الواحد منها بين ثلاثين وستين سنتيمتراً تقريباً، تستعمل إما مفردة بضربها بعصا خشبية أو معدنية تشبه الفرشاة، وإمّا مزدوجة يضرب الصنج الواحد بالآخر، وقد تصنع صنوج ذات نغمة محددة لتتلاءم مع آلات أخرى. وتستخدم الصنوج في مختلف أنواع الفرق الموسيقية ولاسيما العسكرية والراقصة منها. ويعود استعمالها إلى ما بين الألف الأولى والثانية قبل الميلاد في البلاد السورية القديمة والمصرية.
ـ الطبق الرّنان gong:هو طبق كبير من الفولاذ يراوح قطره بين تسعين ومئة وعشرين سنتيمتراً تقريباً، يضرب بعصا طويلة تشبه عصا الطبل الكبير. صوته قوي ذو صدى عميق ومستمر، فيه مسحة من الغموض. وأصل هذه الآلة شرقي آسيوي من جاوة أو الصين، استعملت في أوربة منذ نهاية القرن الثامن عشر.
ـ المقارع (الكاستنييت): وهي قطعتان من الخشب القاسي (أبنوس غالبا) أو النحاس مقعرتان تضرب إحداهما الأخرى. والمقارع شرقية الأصل انتقلت إلى أوربة عن طريق العرب في الأندلس وأصبحت تستعمل في الموسيقى الإسبانية الراقصة. تربط الواحدة منها بالإبهام من كل يد، والأخرى بالسبابة أو الوسطى ثم تطرقان معاً في إيقاعات جذلة متلاحقة. وهناك شكل آخر من المقارع خشبي الصنع ذو قطعتين مربوطتين على طرفي مقبض يدوي طويل.
 
ـ المثلث triangle: وهو قضيب معدني فولاذي على شكل مثلث مفتوح في إحدى زواياه، يعلقه العازف بإصبع يده اليسرى من إحدى زاويتيه المغلقتين، ويضرب بعصا معدنية صغيرة على أحد أضلاعه أو جميعها، ورنينه بلوري النغم. وكان موتسارت أول من أدخله مع الطبل الكبير والصنوج إلى الأوركسترا، فاستخدم هذه الآلات في أوبراه «اختطاف من السراي» عام 1782م.
(2) الآلات الرَقيّة، ومنها
ـ الدرابُكَّة أو الدُربَكّة: ويسميها بعضهم «الطبلة»، وهي آلة شعبية عربية مخروطية الشكل دقيقة التجويف في وسطها، يشد على فتحتها الكبرى غشاء جلدي. تصنع من الفخار المشوي أو الخشب أو المعدن. يضع العازف الآلة تحت إبطه أو بين ركبتيه ويقرع على وجهها الجلدي بكلتا يديه، وقد يستعمل أصابعه منفردة لإصدار إيقاعات مميزة. والدرابكة مع الرق، آلتان أساسيتان في فرقة التخت الشرقي [ر. الفرقة الموسيقية] والفرقة الموسيقية العربية الحديثة.
ـ الدف، الرق tambourine: الدف «طارة» خشبية قطرها أقل من ثلاثين سنتيمتراً، يشد على وجهها غشاء جلدي، ويمسك العازف الدف بكلتا يديه عمودياً وينقر عليه بأصابعه. وقد وجد الدف في بلاد ما بين النهرين وما جاورها منذ الألف الثالث ق.م. ويذكر هنري فارمر H.Farmer، المستشرق الإنكليزي، ما ورد في أحاديث الناس من أن الدف نقر عليه لأول مرة في زفاف الملكة بلقيس إلى سليمان. وعرف نوع آخر من الدف أيام العرب وهو الدف المربع الشكل. فقد ورد في كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني أن المغني طويس [ر] كان يضرب على الدف المربع. وهناك دفوف كبيرة تسمى مزاهر (ج. مِزْهَر) قطر دائرة الواحد منها خمسون سنتيمتراً تقريباً وقد يزود بعضها بحلقات معدنية صغيرة في إطارها. وكثيراً ما تستعمل المزاهر في بعض الاحتفالات الدينية.
والرق دف مستدير يحوي إطاره ذو التجاويف على صناجات نحاسية صغيرة تعطي أصواتاً مرحة عند هزّها. أخذ الفرنجة هذه الآلة عن الشرق وشاع استعمالها بينهم منذ القرن الخامس عشر، كما تبين لوحات بعض مصوري ذلك العهد.
ـ الطبل الصغير side drum, snare drum: 
إطار أسطواني عريض خشبي أو معدني يشد على وجهيه غشاءان جلديان، يحمله العازف، معلقاً في وسطه أو على عاتقه أو موضوعاً فوق حامل، ويضرب على وجهه العلوي بعصين خشبيتين أو معدنيتين (برأس كالفرشاة)، وقد تشد على وجهه الأسفل أوتار من معي الحيوان أو النايلون أو المعدن تتجاوب مع اهتزازات الوجه العلوي المضروب، ويستخدم الطبل الصغير في الإيقاعات المميزة والدقيقة، لذا فهو عماد الفرق الموسيقية العسكرية. ويستخدم كذلك في كثير من الفرق الموسيقية المختلفة. وقد أدخلت هذه الآلة إلى أوربة عن طريق العرب وعرفت هناك منذ القرن الرابع عشر الميلادي.
ـ الطبل الكبير bass drum: وهو أكبر طبول الأوركسترا ويشبه الطبل الصغير. يحمل أو يوضع عمودياً ويضرب على أحد وجهيه، عادة، بمضرب ذي رأس كروي من الصوف القاسي أو اللباد، ويصاحب في معظم الحالات بالصنوج. صوته عميق وقوي، يمكن استخدامه كصوت الرعد أو المدفع.
وقد استخدم الطبل في الفرق الموسيقية العسكرية السلجوقية والمملوكية ثم العثمانية فيما بعد، واستخدم في الفرق الأوربية منذ أواخر القرن الثامن عشر، إلى جانب بعض الآلات الإيقاعية الأخرى. ويستعمل هذا الطبل، كالطبل الصغير، في أنواع كثيرة من الفرق الموسيقية كالأوركسترا والفرق العسكرية وفرق الجاز وغيرها.
ب ـ الآلات ذات الأصوات المعيّنة الحدّة
وفيها الآلات المميزة الأصوات والآلات الرقية.
(1) الآلات المميزة الأصوات، ومنها:
ـ مجموعة الأجراس chimes' bells tubular: جهاز يتألف من عدة أنابيب معدنية رنانة مختلفة الأطوال، معلقة في إطار، تضرب بمطرقة خاصة فتعطي أصواتاً تتطابق مع درجات السلم الموسيقي الملون. تستخدم في الأوركسترا لإصدار أصوات براقة مرحة أو مأسوية تماثل نواقيس الكنائس.
ـ الإكسيلوفون (زايلوفون): آلة تتألف من عوارض متدرجة الأطوال من الخشب القاسي كالأبنوس لتصدر أصوات السلم الملون، مرصوفة كملامس البيانو البيضاء والسوداء وتضرب بمضربين خشبيين.
استخدمت هذه الآلة، منذ القديم، شعوب آسيوية وإفريقية وأمريكة، ولم يتعرفها الأوربيون إلا في القرن السادس عشر. وفي منتصف القرن التاسع عشر أصبحت بدعة فنية في أوربة، تستخدم في الحفلات الموسيقية، لما لها من صوت زجاجي النغم. ومن المؤلفات الموسيقية المتعددة التي استخدمت الإكسيلوفون: متتاليات «كسّارة البندق» لتشايكوفسكي [ر] Tchaikowsky، و«رقصة المقابر» لسان سانس [ر] Saint-Säens الذي مثّل فيها قرقعة عظام الموتى.
وهناك آلة شبيهة بالإكسيلوفون ذات أصل إفريقي تدعى ماريمبا marimba أصبحت شائعة الاستعمال في أمريكة الوسطى.
ـ السيليستا: آلة تشبه البيانو الصغير من حيث الشكل وتتألف من سلسلة رقائق معدنية منغّمة تضرب بمطارق رقيقة رنانة كالأجراس، وقد استهوت تشايكوفسكي فاستخدمها في قطعته «رقصة الجنيّة من باليه» «كسّارة البندق»، فكان أول مؤلف موسيقي يضمها إلى الأوركسترا.
ـ الغلوكنشبيل glockenspiel: (أي صوت الأجراس)، وهي آلة تشبه الإكسيلوفون إلا أن عوارضها المصوتة مصنوعة من معدن رنان كالفولاذ. يتألف مداها الصوتي من ديوانين ونصف، وتستعمل أحياناً مع البيانو. وقد استخدم موتسارت هذه الآلة في أوبراه «الناي السحري» the magic flute، ليصور أصوات الأجراس السحرية. كما استخدمها آخرون من بعده.
 
(2) الآلات الرقية، ومنها:
ـ التيمباني timpani أو kettledrum: وهي آلة إيقاعية أساسية في الأوركسترا. ويقال إن الأوركسترا التي لا يوجد فيها عازف تيمباني ممتاز ليست من مستوى جيد.
والتيمباني تشبه مرجلاً في شكلها، ويبلغ قطر فوهتها ستين سنتيمتراً تقريباً. تصنع من النحاس وتثبت على حامل دوّار، يشد على الفوهة غشاء جلدي ذو لوالب جانبية لضبط الدرجات الصوتية إضافة إلى «دوّاسة» pédale، وتستعمل لها عدة مضارب مختلفة الأنواع والأشكال. وتضم الأوركسترا عادة، ثلاثاً أو أربعاً من هذه الآلة ذات طبقات صوتية مختلفة لتغطية مدى صوتي واسع، لأن الآلة الواحدة لا تغطي أكثر من خمس درجات. إلا أن عدد هذه الآلات قد يزداد أو ينقص في الأوركسترا بحسب متطلبات القطعة الموسيقية. وكانت الأوركسترا حتى عصر بتهوفن تستخدم آلتي تيمباني، ثم اكتشف المؤلفون الموسيقيون فيما بعد، تأثيرات مهمة لها. فكتب برليوز[ر] Berlioz مثلاً لثمانية أزواج منها في جزء «توبا ميروم» tuba mirum من مؤلفته القداس الجنائزي requiem.
وأصل التيمباني شرقي عربي، كانت تحمل على صهوة جواد وتدعى الكبّارات.
ـ النقّارات: ومفردها نقّارة وهي آلة إيقاع عربية إسلامية. والنقارة طبل من نوع خاص على هيئة قصعة أو طاسة مصنوعة من الفخار أو الخشب أو المعدن، قطر وجهها يقارب العشرين سنتيمتراً وارتفاعها نحو عشر سنتيمترات (وهي الأكثر شيوعاً)، شد على وجهها رق مثبت بحبال أو برقائق جلدية بشكل خيوط قابلة للشد لضبط طبقتها الصوتية، وتقرع بمطرقة ذات رأس معقوف أو مستدير. تحمل النقارات مزدوجة على صهوة جواد أو على ظهر الإبل (وتسمى هذه الأخيرة بنقارية الجمّال) مثبتة على جانبي الدابة. ولكل نقارة صوت يختلف عن الآخر حدة بمقدار فاصلة رباعية أو خماسية، وقد يكون لأحدهما صوت مميز بسبب إحداث ثقب في قعر النقارة. وكان العازف يضرب على الواحدة منهما نقرة قوية «دُمْ» وعلى الأخرى نقرة ضعيفة «تَكْ».
استعملت النقارات والطبول والكوسات في العصور الإسلامية في البدء خمس مرات في اليوم إيذاناً بوقت الصلاة عند باب الحاكم، ثم صارت تستعمل في المناسبات المختلفة مثل الحروب ومواكب الحج والأعياد والاحتفالات الشعبية. وكانت معروفة في سورية القديمة في عصور ما قبل الإسلام. ويذكر المؤرخ بلوتارك (46-120م) Plutarque أن السوريين استخدموا النقارات عوضاً عن النفير في إحدى هجماتهم في حرب الغزاة الرومان الذين كانوا بقيادة الحاكم الروماني كراسّوس (115-53ق.م) Crassus.
وتوضح كثير من الرسوم التي زينت بعض المخطوطات العربية القديمة كيفية استعمال النقارات في العصر الإسلامي. فقد رسم الفنان العراقي يحيى بن محمود الواسطي (القرن 13م) في إحدى مخطوطات مقامات الحريري، المؤرخة عام 1237م، مجموعة من الفرسان يحملون الأعلام والشعارات، يظهر بينهم شخصان ينفخان في النفير، وشخص آخر (في أعلى الرسم) يقرع بعصوين معقوفتين على نقارتين محمولتين على جانبي صهوة جواد. والنقارة هنا هي على شكل كأس كبيرة ذات فتحة واسعة وقاعدة صغيرة، وتشاهد زخارف مختلفة على شكل خطوط على جسم النقارة وعلى الحافة العليا منها موضع تثبيت الغشاء الجلدي وربطه فوق فوهتها.
 
انتقلت النقارة إلى أوربة في زمن الحكم العربي الإسلامي في الأندلس وفي أثناء الحروب الصليبية بأسماء مماثلة فسميت ناكّيروني naccheroni في الإيطالية، وناكير nacaires في الفرنسية، ونيكرز nakers في الإنكليزية، انطلاقاً من الاسم العربي، وظلت التسمية تلازمها حتى منتصف القرن السادس عشر حين أصبحت تيمباني في الإيطالية، وهي الأكثر شيوعاً، وكيتلدرام في الإنكليزية وتيمبال timbales في الفرنسية.
تقسم الآلات الإيقاعية إلى:
أولاً: الآلات ذات الرق
وهي الآلات التي يكون النقر فيها على جلد رقيق مشدود على إطار أو صندوق صوتي، ويكون النقر على هذه الآلات إما باليد أو بواسطة المضارب ، وجسم هذه الآلات إما أن يكون إطاراً كما هو الحال في الدفوف والطبول ، أو أسطوانة مثل بعض الطبول والدربكّة ، أو بشكل كأس أو إناء مثل التمباني والنقارات.
 
ثانياً: الآلات المصوّتة بذاتها
وتنقسم إلى قسمين:
1- نوع يمكن تمييز درجة صوته ، ويصنع هذا النوع من قطع خشبية أو معدنية أو أنابيب أو صناديق مصوّتة على شكل آنية ، وتستعمل المضارب في النقر على هذه الآلات ومنها الإكسيليفون والميتالفون والأجراس وغيرها.
2- نوع لا يمكن تمييز درجة أصواته مثل المصفقات والصنوج والكاسات. ونلاحظ أنه في الوقت الذي كتب فيه فلاسفة وعلماء من العرب والمسلمين أمثال الخليل بن أحمد والفارابي والكندي وابن زيلة والأرموي والخوارزمي بمضمون مؤلفاتهم دراسات علمية عميقة عن الإيقاع، نراهم يتركون معالجة ووصف آلات الإيقاع نفسها.
 
الدفوف
إن الأسماء التي تطلق على الآلات الداخلة في فصيلة الدفوف متنوعة مثل الرق – الدائرة – البندير- المربع – الغربال. وفي المراجع القديمة توجد كلمات أخرى تدلّ على الدفوف مثل الدرادل والمزاهر. وتختلف الدفوف من حيث الشكل والحجم. فهناك الدفوف المستديرة وهي صغيرة وكبيرة. وهناك الدف المربع. كما إن بعض الدفوف تتصل بإطارها صنوج نحاسية، ويسمى هذا النوع (الرق) . أما الدفوف التي تحمل في إطارها حلقات صغيرة من الحديد عوضاً عن الصنوج النحاسية فتستعمل في الأذكار والمناسبات الدينية.
لقد أوردت المراجع العربية القديمة أقوالا خرافية ومتضاربة بخصوص الدفوف. والدفوف المربعة منها والمستديرة الخالية من الصنوج والحلقات الصغيرة كانت معروفة ومستعملة في عصور ما قبل الإسلام، وهي مازالت مستعملة في الوقت الحاضر في الأقطار العربية والإسلامية.
إن أقدم أثر يحمل مشهد النقر على الدف المستدير يعود إلى فجر السلالات الأولى، في حدود
(2650 قبل الميلاد). واستناداً إلى الآثار، نستطيع أن نقول:
1- الدفوف المستديرة كانت معروفة منذ الألف الثالث قبل الميلاد.
2- وجود نوعين من الدف المستدير ، صغير وكبير.
3- وجود طريقتين لمسك الدفوف ، الأولى أمام الصدر والثانية قريباً إلى الكتف أو الجانب الأيسر على الأكثر.
4- إن النقر على الدف غالباً ما يتم بواسطة الأصابع وأحياناً بواسطة العصا.
5- إن الدف المستدير كان يستعمل من قبل النساء والرجال.
6- إن استعمال الدف المستدير كان في أثناء السلم والحرب.
7- إن النقر على الدفوف كان منفرداً ، وأحياناً كثيرة يرافق العود والكنّارة والناي والصلاصل والكاسات بصورة ثنائية أو جماعية.
وفي الآثار الإسلامية ظهرت مشاهد النقر على الدف المستدير الصغير وكذلك الرق. أما الدف المربع فقد ورد ذكره في الكتب والأشعار فقط دون أن نجد له أثر إسلامي.
 
الطبول
للطبول أشكال مختلفة كثيرة، منها الطبل المستدير الكبير والطبل الطويل والطبل الأسطواني والنقارات ( التمباني ) والكوبة والطبلة ( الدربكّة ) . ومعظم هذه الآلات كانت معروفة في عصور ما قبل الإسلام، واستمر استعمالها في العصور الإسلامية ثم انتقل بعضها من الشرق إلى اوربا عن طريق صقلية وإسبانيا التي لاتزال تستعمل هذه الآلات وفي مقدمتها آلة التمباني .
النقارات
النقارات كما جاء في معجم الموسيقى العربية هي طبول ذات وجه واحد مصنوعة من الفخار أو النحاس على هيئة الطاسة، يشدون على فوهتها رقاً، والعمل يكون على اثنين منها إحداها الحروب ومواكب الحجاج والأعياد.
كانت النقارات مجهولة لدى العالم الإغريقي والروماني لغاية القرن الأول قبل الميلاد، حيث تعرّف الرومان لأول مرة على النقارات واستعمالها أثناء الحرب التي دارت بين الحاكم الروماني على سوريا (كراسوس 115-53 قبل الميلاد) وبين الجيش العربي الذي استعمل في إحدى هجماته على الجيش الروماني النقارات عوضاً عن النفير. واقتبست أوربا النقّارة من الشرق مع التسمية. ففي إنكلترا كانت تعرف ب (ناكيرز nakers ) وفي فرنسا ( nacairs ) .
أما النوع الكبير من النقارات فيعرف في أوربا باسم ( تمباني وهي تسمية إيطالية حديثة .
التّمبانـي يُعرَف النّوع الكبير من النّقارات في أوروبّا باسم "التّمباني"، وهي تسمية إيطاليّة. وهي في الواقع تسمية حديثة لأنّ التّسمية التي كانت سائدة حتّى مُنتصف القرن السّادس عشر هي "النّكِرز" والتي ترجع في أصلها إلى التّسمية العربية "نقارة". تمباني لفظ إيطاليّ يُطلق على طبولٍ ذات صندوقٍ مُصوِّتٍ كبيرٍ، على شكل آنيةٍ نصف كرويّةٍ أو قصعةٍ. يتفاوت طول قطرها في المتوسّط بين 50 و80سم، وتُصنع من النّحاس أو من معدنٍ خفيفٍ، يُشدّ عليها غشاء من جلد نوعٍ خاصٍ من الأسماك، وقد تُصنَع من النّايلون. تُجعَل في أسفلها فتحةٌ لحفظ تساوي ضغط الهواء. ويجري التّحكم في قوّة شدّ الرّق وضبط درجة حدّة الصّوت بواسطة مفاتيح أو مشدّاتٍ تُثبّت على الحافّة العُليا من الطّبلة، وعدده في العادة ستة أو ثمانية، يحرّكها في وقتٍ واحدٍ جهازٌ يَستخدمه العازفُ بقدميه ويُسمّى دواسة بيدال، ممّا يجعل ضبط الآلة غايةً في السّهولة. يُدَقّ على آلة التّمباني بِمَضارب من الخشب أو الخيزران، تُغَطّى رؤوسها بالجلد أو اللّباد أو الصّوف أو الفلّين أو الإسفنج أو المطّاط. استُعمِلَت هذه الآلة في العصور الإسلاميّة في المُناسبات المُختلفة مثل الحروب ومواكب الحجّاج والأعياد. وكانت تُحمَل على ظهور الخيل. اقتَبَسَت أوروبا هذه الآلة من الشّرق مع طريقة وضعها على جانبيّ ظهور الخيل. وأُدخِلَت التّمباني إلى الأوركسترا الأوروبّية في القرن السّادس عشر، وذلك بفضل المُلحّن الإيطالي "مُونتيفردي". وفي القرن السّابع عشر، أخذت آلة التّمباني مكانها الثّابت في الأوركسترا. أمّا في الموسيقى العربيّة فقد اختفت التّمبَاني منذ مدّةٍ طويلةٍ.
النقارات - Nouvelle page 1
النقارات ... يدق على آلة التمباني بمضارب من الخشب أو الخيزران تغطي رؤوسها بالجلد أو ...
النقارات
النقارات هي طبول ذات وجه واحد مصنوعة من المعدن أو الفخار، وهي على هيئة طاسة أو إناء نصف كروي تقريبا وفي وسطه ثقب وتشد على فوهته قطعة من الجلد، وقد تتصل الواجدة بالأخرى بواسطة خيط جلدي.
والعادة يكون القرع على النقارتين بضرب العازف على واحدة منها (الدم) وهي الضربة القوية، وعلى الأخرى يضرب (التك). يضع العازف آلته أمامه على الأرض أو على المنضدة ويستعمل مضرابين من الخشب. وأحيانا يحمل العازف آلته على جنبه الأيسر عند العزف وهو واقف. تبلغ مقاييس إحدى النقارات كالآتي:
قطر الفتحة العليا 18 سم، قطر الثقب الأسفل 5.5 سم، والارتفاع 9.5 سم.
تستعمل النقارات في الموسيقى والرقص الشعبي وفي قراءة الموشحات وتصاحب الدفوف في أيام المناسبات الدينية.
المستعمل في الوقت الحاضر لم يكن معروفا في عصور ما قبل الإسلام، بل في العصر العباسي(750-1285م). وكانت تستخدم النقارات في الموسيقى العسكرية وفي الأعياد والاحتفالات الشعبية وموسيقى قصور الملوك والموسيقى الدينية.
التمباني الحديثة نقارات تونسية
التمباني:
يعرف النوع الكبير من النقارات في اوروبا باسم التنباني وهي تسمية إيطالية أما التسمية الانكليزية فهي (kett drum ) وهي في الواقع تسمية حديثة لان التسمية التي كانت سائدة حتى منتصف القرن السادس عشر فهي (Nakers ) والتي ترجع في أصلها إلى التسمية العربية نقارة.
التمباني لفظ يطلق على طبول ذات صندوق مصوت كبير على شكل آنية نصف كروية أو قصعة. يتفاوت طول قطرها في المتوسط بين 50 و80 سم وتصنع من النحاس أو من معدن خفيف، يشد عليها غشاء من جلد نوع خاص من الأسماك، وقد تصنع من النايلون. تجعل في اسفلها فتحة لحفظ تساوي ضغط الهواء، ويجري التحكم في قوة شد الرق وضبط درجة حدة الصوت بواسطة مفاتيح أو مشدات تثبت على الحافة العليا من الطبلة، وعددها في العادة ستة أو ثمانية، يحركها في وقت واحد جهاز يستخدمه العازف بقدميه يسمى دواسات ( pédales ) مما يجعل ضبط الآلة غاية في السهولة.
يدق على آلة التمباني بمضارب من الخشب أو الخيزران تغطي رؤوسها بالجلد أو اللباد أو الصوف أو الفلين أو الإسفنج أو المطاط.
استعملت هذه الآلة في العصور الإسلامية في المناسبات المختلفة مثل الحروب ومواكب الحجاج والأعياد، وكانت تحمل على ظهور الخيل.
اقتبست اوروبا التمباني من الشرق مع طريقة وضعها على جانبي الخيل، وادخلت التمباني إلى الأوركسترا الأروبية في القرن السادس عشر، وفي القرن السابع عشر، أخذت مكانها الثابت في الأوركسترا. أما في 
 
تهيئة الطابعة   العودة الى صفحة تفاصيل الخبر