تاريخ تأسيس معهد الفنون الجميلة

2013-08-04

تاريخ تأسيس معهد الفنون الجميلة

بعد نثر البذور الأولى في تعلم الموسيقى على الطريقة العلمية والفنية التي نثرها الفنان الرائد الأستاذ الراحل حنا بطرس والتي كبرت فكانت شجرة وافرة الظلال أثمرت بالمعهد الموسيقى الحديث معهداً كبيراً لفنون عديدة أطلق عليه أسم معهد الفنون الجميلة. 
 


 تأسيس معهد الفنون الجميلة في بغداد

  
بقلم : الموسيقار سالم حسين الأمير
 
بعد نثر البذور الأولى في تعلم الموسيقى على الطريقة العلمية والفنية التي نثرها الفنان الرائد الأستاذ الراحل حنا بطرس والتي كبرت فكانت شجرة وافرة الظلال أثمرت بالمعهد الموسيقى الحديث معهداً كبيراً لفنون عديدة أطلق عليه أسم معهد الفنون الجميلة. 
في الأول من كانون الثاني عام 1936 افتتح ببغداد معهد الموسيقى العراقي وعين الموسيقار الكبير الأستاذ محي الدين حيدر مديرا له، وكان المعهد في أول افتتاحه يشغل جناحاً خاصاً في نادي المعلمين بمنطقة الوزيرية، وقد اقتصر الدوام فيه على بعض أفراد الفرقة الموسيقية لدار المعلمين الابتدائية ومدرسي الأناشيد الذين انصرفوا إلى تنويط الأناشيد المدرسية وتعليمها للطلبة، وقد دخل المعهد في ذلك الوقت عدد من هواة الموسيقى من الجنسين ووضع نظام خاص به واستخدم للتدريس فيه عدد من كبار الموسيقيين من عرب وأجانب، وتنقل المعهد عند استقلاله عن نادي المعلمين في عدد من البنايات أولها في منطقة السنك، ثم انتقل إلى رأس القرية ومنها إلى شارع أبي نؤاس فالبتاويين في العام 1940 حيث أبدل اسمه إلى معهد الفنون الجميلة عندما فتح فيه فرع التمثيل تولاه الأستاذ حقي الشبلي وفرع للرسم تولاه الأستاذ فائق حسن وفرع للنحت تولاه الفنان جواد سليم إضافة إلى فرع الموسيقى بقسميه الشرقي والغربي بإشراف عميد المعهد الأستاذ محي الدين حيدر، ولسوف اقتصر الحديث عن معهد الفنون الجميلة بفرع الموسيقى. 
كانت الدراسة في معهد الفنون الجميلة تستغرق ست سنوات، والدراسة فيه مسائية، وكان الكثير من طلابه يشغلون وظائف في الدولة أو يمتهنون حرفاً حرة أو يدرسون في الكليات والمدارس الأخرى نهاراً. وفي العام 1946 انتقل المعهد إلى بناية حديثة في شارع الأمام الأعظم مزودة بمسرح كبير وقاعات كبيرة للدراسة، وكانت تقام على ذلك المسرح الحفلات الموسيقية الكبيرة التي يؤمها الكثيرون من المسئولين في ذلك العهد منهم الملك والوصي على عرش العراق ورؤساء الوزارات والوزراء وجموع غفيرة من المثقفين وعشاق الموسيقى، وكثيراً ما كانت تلك الحفلات تنقل إلى الجمهور عن طريق الإذاعة، كذلك أقيمت على مسرح معهد الفنون الجميلة حفلات للفرق الأجنبية ومغنين أجانب وفرق موسيقية عربية وأجنبية كانت تصل إلى بغداد بدعوة من الحكومة العراقية
كانت الدروس التي تدرس في قسم الموسيقى بفرعيه الشرقي والغربي هي
القسم الشرقي (العملي) - العود والقانون والناي
 
القسم الغربي (العملي) - الكمان والبيانو والفيولونسيل والكلارنيت والفلوت والترامبيت والترامبون والاوبوا، وكانت هناك أيضاً دروس نظرية تتناول نظريات الموسيقى والإملاء الموسيقي وقراءة الموسيقى (الصولفيج) والعزف الجماعي وتأريخ الموسيقى الشرقية والغربية واللغتان العربية والإنجليزية وتربية الصوت. وقد تكلف بمهمة التدريس في المعهد إلى الأساتذة التالية أسماؤهم
العود والفيولونسيل (الجلو) - الأستاذ الشريف محيي الدين حيدر
القانون - الأستاذ نوبار ملهاسيان
الناي - الأستاذ الشيخ علي الدرويش
الكمان - الأستاذ ساندو آلبو والأستاذ جميل سعيد
البيانو - الأستاذ جوليان هيرتز ومعزز زيادة كمساعده له 
الآلات الهوائية - الأستاذ حنا بطرس
وبعد ان تطور المعهد واتسع في مناهجه وكثر عدد طلابه استخدمت أدارته بعض خريجيه البارزين في التدريس واستقدمت بعض الأساتذة الكبار من الخارج نذكر منهم الموسيقار الأستاذ مسعود جميل بك الطنبور أستاذاً للفيولونسيل والأستاذ جودة جاغله أستاذاً للكمان الشرقي والأستاذ حلمي رت أستاذاً للقانون والأستاذ نجدة وارول أستاذاً للقانون أيضاً ، والأستاذ النبكي أستاذاً للناي والأستاذ عبد المنعم عرفة أستاذاً للتاريخ والنظريات الموسيقيه ومدام طوفتيان لتدريس تربية الصوت والأستاذ لويس ناشد أستاذاً للقانون، أما أساتذة الدروس النظرية فكانوا يتألفون من الأستاذ حنا بطرس للنظريات الموسيقية والإملاء والصولفيج والأستاذ شكري المفتي للغة العربية والأستاذ جعفر قطب للغة الإنجليزية
 
وعندما كثر عدد طلاب المعهد اضطر بعض الأساتذة إلى تعيين من تخرج في الدورات الأولى بدرجة امتياز أو من كانوا لا يزالون في طور الدراسة بصفة محاضرين في المعهد، ونذكر منهم الأساتذة جميل بشير وسلمان شكر ومنير بشير ويعقوب يوسف وغانم حداد وسركيس آروش (في فرع العود). ومن المتخرجين نذكر نازك الملائكة وسالم ذياب وياسين عبد القادر وفوزي باياس ، وفي فرع الكمان الأساتذة جميل بشير وسامي عبد الرزاق وآرام بابوخيان وآرام تاجريان، وفي فرع البيانو الأساتذة فريد الله ويردي وسلفا بوغيان وبياتريس اوهانسيان وتاليا هالكياس وماري هالكياس وفيوليت دبي وديزي الكبير ووليم ريمونه وموروزاك، وفي الفيولونسيل الأستاذ هاكوب قوليو مجيان، وفي الآلات الهوائية الأساتذة حمدي محمد صالح ومنير الله ويردي وبطرس حنا بطرس وشاكر عبد الله، وكمحاضرين في القانون الأساتذة سالم حسين وجمال سري، وقد برهن خريجو المعهد بكل فروعه على قدرتهم الفائقة في التدريس فمنهم من عين مدرساً فيه ومنهم من واصل دراسته خارج العراق ومنهم من أكمل دراسة أخرى كالطب والهندسة والحقوق 
في العام 1952 فتح القسم الصباحي لإعداد المعلمين ومدة الدراسة فيه خمس سنوات بعد الدراسة المتوسطة وألزم الطالب المتخرج ان يعين في وزارة التربية معلماً للدروس الفنية كالموسيقى والأناشيد والمسرح والرسم والنحت والزخرفة والسيراميك والخط، ومع فتح القسم الصباحي استحدثت فروع كثيرة منها السينما والتصوير والجيتار والاكورديون والفلوت والكونترباص والسنطور والجوزة والإيقاع
كان الإقبال على القسم الصباحي كبيرا بينما قل الإقبال على القسم المسائي بعد أن انتقل معهد الفنون الجميلة إلى بنايته الجديدة في شارع دمشق بالمنصور، وقد ألغيت الدراسة المسائية مراراً ولكنها في كل مرة كانت تعود لاستئناف عملها، وقد ضم المبنى الجديد الذي انتقل إليه المعهد في العام 1973 أقساما عديدة وقاعات واسعة ومسرحا على الأسلوب المتطور واستديو للتصوير والتسجيل
تخرجت في القسم الصباحي دورات عديدة عين خريجوها معلمين في وزارة التربية وأرسل من نبغ منهم لإكمال دراسته في الخارج، وبعدها عادوا للتدريس في المعهد أو أعضاء في الفرقة السيمفونية الوطنية كعازفين ومؤلفين أو مشاركين في فرق الإذاعة والتلفزيون أو مدرسين في مدرسة الموسيقى والباليه ومعهد الدراسات النغمية، وقد تعاقبت على معهد الفنون الجميلة إدارات كثيرة منذ إنشائه حتى اليوم والمدراء الذين عينوا فيه كانوا كلا من: الأستاذ الشريف محيي الدين حيدر والأستاذ عزيز سامي والأستاذ ذوالنون أيوب والأستاذ الشريف محمد أمين حيدر والأستاذ حقي الشبلي والدكتور خالد الجادر والأستاذ جاسم العبودي والأستاذ اسعد عبدالرزاق والدكتور علي الزبيدي والدكتور عزيز شلال عزيز والأستاذ مخلد المختار والأستاذ غازي المشكور. وقد استبدل اسم العمادة بالمديرية وألحقت بمدير العام بدلا من وكيل أقدم في وزارة التربية والتعليم
 
تهيئة الطابعة   العودة الى صفحة تفاصيل الخبر