سيرة الفنان معتز البياتي - عازفاً ومولفاً وأستاذاً لآلة العود
وأخر رواد مدرسة العود البغدادي التي أسسها الشريف محي الدين حيدر(رحمه الله)
كتابة : الباحثة الموسيقيه فاطمة الظاهر
يعتبر الاستاذ معتز البياتي عازفاً ومؤلفاً وأستاذاً لآلة العود ومن الطراز الاول ، وعلى مدى 25 سنة درّس العزف على آلة العود عملي ، وحاضر في المعاهد والكليات الموسيقية ، ويعتبر من المتقدمين جداً في العزف ، وهو الوحيد من الذين حافظوا على مدرسة الشريف محي الدين حيدر بعد ان ورثها من أستاذه الموسيقار سلمان شكر ، ولا نبالغ لو قلنا انه الوحيد اليوم على الساحة الفنية العراقيه الذي ألتزم بخط الشريف ولم يتحول عنه ، لذلك يعتبر الأستاذ معتز البياتي آخر رواد مدرسة العود البغدادي التي أسسها الشريف محي الدين حيدر من خلال تأسيسه معهد الفنون الجميلة في بغداد في العام 1936.
ولد الحاج معتز البياتي في 4/4/1940 ، في بغداد ، كان الطفل معتز في صغرة شعلة من النشاط والحيويه ، لدية الكثير من الطاقات وخاصة بما يتعلق بالفنون وبعض أشكالها ، الا انه في صغرة لم يستطع سوى ان يتأثر ويقلد والده ((محمد صالح البياتي الذي كان من مشاهير أبطال لعبة الملاكمة ، فهو المدرب والحكم الدولي ولقد حصل على بطولة بغداد والعراق في لعبة الملاكمة سنة 1957 واحد أبطال نادي السكك التابع لمديرية الطيران المدني ، وهو كذلك بطل بغداد في كرة الطاولة ( الزوجي ) سنة 1957 أضافةً لأجادته السباحه وكرة السله)) ، وعي الطفل وهو بعمر 6 سنوات فوجد أبوه بطلاً رياضياً ومن المستوى المتقدم ، وكان يدرب أبناءه وخاصةً معتز وهو اكبر الاولاد في العائله على كيفية التقدم على الخصم وكيفية الرجوع عنه وكيفية المباغته وتوجيه الضربه ثم الدفاع ، فعشق لعبة الملاكمة والتي كانت تشبهه بأبيه لكي يكون بطلاً مثله ، انتمى لهذه اللعبة وتمرن وتدرب حتى أصبح ملاكماً كوالده ، فحصل على بطوله نادي السكك وبطولة بغداد وذلك في العام 1957 عندما كان في الصف الثالث المتوسط ، ولكن في الوقت نفسه كانت لدية ميول للفنون وخاصة الرسم ، وكان يقضي الكثير من الوقت في رسم البورتريه والمناظر الطبيعيه بالفحم والالوان الزيتيه والباستيلية ، كذلك كان ولوعاً بتخريم الآيات القرانية وتخريم طرر العود مع عمل زخارف للفنكر بورد والمضرب ، حيث أظهر تمكنة في هذا النوع من الفن أيضاً، ولكن الفتى كان يشعر ان هنالك الكثير من الطاقات والرغبات الفنية والتي لم تشبع روحه وخاصة عند سماعه لآلة العود التي كان ينصت اليها بتمعن ودقة ويتفكر بتلك الآلة الجميلة وأوتارها وقدرتها على أصدار تلك الاصوات الساحرة.
في العام 1954 حيث كان معتز بعمر 14 سنة كان قد حضر حفل ختان لآبن خاله ، وكانت هنالك فرقة من المكفوفين يحيون ذلك الحفل ، شده صوت العود ، فحمل نفسة وذهب ليقف جانب العواد يتأمل تلك الآلة وتلك النقرات التي يحدثها ذلك العواد على هذه الاله ، وهنا شعر الفنان الصغير بأن لديه رغبة جامحه في تعلم العزف على آلة العود ، وبما أنه يعيش في كنف عائلة محافظة وخاصة من جهة الاب ، وبعد ان طلب الفتى معتز من والده ان يشتري له عوداً ، رفض والده تلك الفكرة وأستطاع ان يقنعه بأن مهنة العزف لا تليق بة ولا بعائلته وان هو اراد العيش منها فعلية ان يصبح من عازفي الملاهي .. سكت الفتى عن طلبة وتركه .. الا ان هاجس العزف يسيطر عليه وبقوة ، ولكن احتراماً لوالده الذي كان يحبة ويطيعه في كل شئ ترك الامر .
وفي احدى أيام العطلة الصيفية وبعد انتهاء الموسم الدراسي من العام 1958 كان الطالب معتز في الصف الخامس الثانوي...) ، أصطحبة زميل دراسته ( فؤاد اسماعيل العبيدي) الى محل الخطاط ( محمد حميد حداد) زميلهم في الدراسة ايضاً لكي يشاهد العود الذي اشتراه محمد ، حيث كانت كل رغبته ان يرى آلة العود عن قرب ويحملها فيتلمس صندوقها ويتمعن بأوتارها وزخرفتها ولربما يشترية من زميله محمد ، ولكنه وجد العود بحالة يرثى لها ، عوداً مهلهلاً مهشماً ولم تضبط اوتاره .. تركة وقفل راجعاً للبيت وهو محكماً رأية ومتخذاً قراره بشراء عود جديد .. تحدث الى والدته وطلب منها أن تشتري له عوداً ، كانت والدته مديرة مدرسة وسيده مثقفه وتقدر المواهب التي يمنحها الله لعباده من البشر ، وكان معتز ذو مواهب متعدده فبالاضافه لمهارته في (الرسم والرياضة والتخريم) ، فأن الله وهبه روحاً نقية ونفساً محبة للناس لم يخطئ بحق أحد ، ذو شخصية ناضجه وقويه رغم صغرة ومقارنةً مع أقرانه ، لذلك امتلك منزلةً خاصهً في قلب والدته تميز بها عن بقية اخوانه واخواته ، فلبت له الطلب وأعطتة المبلغ فذهب مع خاله واشترى عوداً سورياً بسيطاً من محمد أبن الأسطة علي العواد بمبلغ 13 ديناراً لا يستحق قيمة المبلغ ، الا انه فرح به فرحاً كبيراً ، فأخيراً اصبحت هذه الآلة ملكاً له ... ولكنه لا يستطيع العزف عليها ، فبقي 6 أشهر يتأمل صورتها وشكلها .
وقد اسعفه الحظ عندما زارتهم في البيت احدى المعلمات العاملة في المدرسة التي تديرها والدته ، وشاهدت العود وفهمت بأنه لمعتز الا انه لا يعرف العزف عليه ، فأقترحت عليه ان يأخذ دروس موسيقية عند اخيها ( جورج جابرو) وهو خريج معهد الفنون الجميله ويعمل عازف لآلة الجلو في التلفزيون العراقي مرافقاً للمغنين ، وبدأ معتز يدرس على يد أول معلم له في الموسيقى ( جورج جابرو) الذي علمة الموسيقى بشكل علمي أكاديمي ، حيث بدأ معه بدراسه السلم الموسيقي وطريقة عزف العلامات الموسيقية ( الروند ، النوار ، الكروش ....) مع أعطاءه بعض التمارين القصيرة والبسيطة لتقوية علومه الموسيقية .. وبقي يدرس عنده طوال موسم العطلة الصيفية ، وفي نهاية العطلة عزف معتز لأستاذه موسيقى ( سوق العبيد - لفريد الاطرش) أضافة الى بعض القطع الصغيرة من أغنيات ام كلثوم ومحمد عبد الوهاب والمدونه في كتب ( عبد الرحمن جبقجي) والتي كان يحرص معتز على اقتناءها من خلال زياراته المتكررة وشراءها من شارع المتنبي ، وقد اقترح علية معلمه التسجيل في معهد الفنون الجميله.
كان ذلك في نهاية العام 1959 فقدم لاول مرة للمعهد الا انه لم يقبل وذلك لعدم معرفته بآلية الامتحان وكذلك لأرتباكة أمام كبار الموسيقين ( جميل بشير وسلمان شكر والاساتذه الغربيين). وفي الوقت نفسه كان معتز قد قدم أوراقه ليعمل في مديرية الطيران المدني وقبلت اوراقه وعين في قسم الانواء الجوية وبدأ عمله كراصد ومنبئ جوي في العام 1960.
في نفس هذه الفتره من العام 1960 قدم معتز لمعهد الفنون الجميلة ثانيةً فقبل هذه المرة ولكن في قسم القانون على عكس رغبته ، فتوسط له محمد علي العواد عند الاستاذ سلمان شكر ، وتم نقله الى قسم العود ليكون تلميذاً لجميل بشير مع مجموعة من الزملاء والتي تضم ( عباس جميل ، عبد الرزاق حلمي وعبدالله حافظ وشاكر) حيث كانوا في مراحل دراسيه متقدمة عنه ، وكان عدد طلاب جميل بشير لكافة المراحل لا يتجاوز الثمانيه طالباً.
درس الاستاذ معتز في معهد الفنون الجميلة - القسم المسائي ، كانت بنايته في ( منطقة الكسرة - الاعظمية) في نفس المبنى الذي يشغله قسم المسرح في كلية الفنون الجميلة حالياً. وكان مواظباً على الدوام المسائي يحضر دروسه الموسيقية بكل دقة واتقان وتمارينه المكثفة التي يبذلها في سبيل أتقان عزفه ، وفي المرحلة الثانيه في المعهد ، وبما أنه موظف في هيئة الانواء الجوية يؤدي عمله على أكمل وجه ويشهد له الجميع بأجتهاده وتفانية في عمله ، ولانه موظف يعرف جيداً المسؤولية التي تقع على عاتقه ومخلصاً في كل مجالات الحياة ، رصد في المعهد ان الاساتذه لا يدرسون ولا ينفعون تلاميذهم من علومهم التي تعلموها على أيدي أساتذه أجلاء افنوا حياتهم من أجل تعليم طلابهم ورفعهم الى أرقى المستويات في الموسيقى أمثال (الشريف محي الدين حيدر ومسعود جميل بيك الطنبوري - رحمة الله عليهما) فأعترض معتز على تهاونهم في التدريس ، ولكن من يعترض على سوء عمل وأداء أستاذه يعتبر كفراً وشركاً ، فبدأت المضايقات تحيق بمعتز من كل جانب مما أضطره لترك المعهد بعد أن أنهى دراسة سنتين فيه وكان من الطلبة المتقدمين لدرجه انه استطاع ان يعزف بعض من منهاج المرحلة السادسة في المعهد وهو كان لا يزال طالباً في المرحلة الثانية... وكان ذلك في العام 1962 ، ولهذا السبب ولسبب اخر عائلي أضطرة الى كسر عوده وترك الموسيقى والعزف لمدة سبعة سنوات كاملة ، فتحول عشقه من عشقِ لآلة العود الى عشق رب السموات والارض ، فبدأ يتعمق بالامور والمسائل الدينيه ويتعبد بشكل مكثف راجياً النور من الله لكي ينور طريقه نحو طريق الخير ، وفي سنة 1965 قدم أوراقه الى كلية ( الدراسات الاسلامية والادب العربي ) وتفرغ للدراسة بشكل كامل مع أستمراره بالعمل في هيئة الانواء الجوية في مديرية الطيران المدني ، والتي كان يعمل له فيها ألف حساب لآستقامته وتفانية في العمل ، وترقى خلال فترة خدمته فيها الى منصب رئيس قسم الدراسات والبحوث ثم مديراً لقسم التنبؤ الجوي وبقي فيها حتى العام 1988 .
تخرج الاستاذ معتز من الجامعه ( كلية الدراسات الاسلامية والادب العربي ) في العام (1968 - 1969) ، وبعد تخرجه من الجامعه ، ذهب مع مجموعه من أصدقاءه لحج بيت الله الحرام .. فأصبح منذ ذلك الوقت يلقب بالحاج معتز البياتي .
عاد أشتياقه لعوده ، الا انه لم يعزف ، خاصةً وانه اليوم خريج كلية الدراسات الاسلامية وحاج ، وبطريق الصدفة يلتقي باحد الاصدقاء القدامى عند الاسطة محمد على العواد كان هو الاخر عازفاً لآلة الكمان وقد سبق له وان كسر آلتي كمان كان يمتلكهما ، وقد أشار عليه بأنه أستشار علماء الدين بخصوص العزف .. وقد أخبروه بأنه مادام العزف ليس للهو او الرقص والغناء وليس في الملاهي فهو ليس حرام ، فرجع الحاج معتز الى البيت بعد أن أشترى عوداً من صناعة أسطة علي العواد أخذاً المسأله بجدية أكبر من السابق وأبتدأ المشوار من جديد.
في العام 1973 وبعد ان تمكن من عزفة بشكل متفوق ، ذهب بنفسه الى معهد الفنون الجميله ( وكان قد انتقل المعهد الى المبنى الجديد في المنصور مقابل حديقة الزوراء ) وقابل الاستاذ سلمان شكر ( رئيس قسم الموسيقى في المعهد ) وطلب منه التسجيل في المعهد من جديد .. ومن حسن حظه فقد تذكرهُ الاستاذ سلمان شكر بشكل جيد حيث كانت هنالك معرفه سابقه بين سلمان شكر ووالد الحاج معتز الدكتور السفير محمد صالح البياتي (والذي كان مدير عام الطيران المدني في الخمسينيات ، ثم سافر الى النمسا لدراسة القانون الدولي فحصل على شهاده الدكتوراه في العام 1963 ، وعند عودتة الى العراق عين وزيراً مفوضاً في الخارجيه ، ثم استلم حقيبه وزارة الخارجية العراقية في براغ حتى نهاية الستينات ، ثم سفيراً في الاردن للفتره ( 1968 - 1970) ، فأرجعه الاستاذ سلمان شكر الى المعهد وفي المرحلة الثانية ، أي في نفس المرحلة التي ترك فيها الحاج معتز المعهد في العام 1962 . وقد تقدم لآداء امتحان القبول فعزف سماعي نهاوند ( لمسعود جميل بيك الطنبوري) فنال رضى الاساتذه المشرفين .
من الزملاء الذين كانوا في دورته في المعهد هم ( صلاح مجيد كسل ، عادل النعيمي ، باسم ، ورفيق وعبد الرزاق الطوباس وآخرون لم يتذكر أسمائهم بالكامل) ومن المفارقات الجميلة التي حصلت للحاج اثناء دراسته في المعهد ، أنه كان طالباً في المرحلة الثانية ولكن الاستاذ سلمان شكر كان يكلفه في تدريس بعض الطلاب الضعفاء في العزف او في العلوم الموسيقية ، واحيانا يكونون طلاب في مراحل دراسيه متقدمة على مرحلته .. والمفارقه الجميلة الثانية ان زميلهم ( صلاح مجيد كسل - طالب عندالاستاذ سلمان شكر ) كان كثير السفر خلال العطلة الصيفية الى أوروبا وخاصةً تركيا ، فكان يزود زملاءه ومنهم الحاج معتز ببعض الكاسيتات الموسيقية والنوطات لأعمال الشريف محي الدين حيدر .. مما ساعد الحاج معتز ان يفاجئ زملائه بعزف مقطوعات الشريف محي الدين حيدر وبأتقان عالي.. درس الحاج معتز سنتين عند الاستاذ جميل بشير وسنتين عند الاستاذ غانم حداد أما السنة الثانية والاخيرة فقد اكمل بها المعهد على يد الاستاذ سلمان شكر وتخرج سنة (1977- 1978).
تفوق الحاج معتز في دراسته في المعهد فتخرج منه بدرجه امتياز وحاز على المرتبة الاولى على جموع الطلبة بقسميه الشرقي والغربي ، فعينه الاستاذ سلمان شكر معيداً في المعهد في القسم المسائي ، فأصبح يعمل صباحاً في هيئة الانواء الجوية ، وفي المساء مدرساً لآلة العود في معهد الفنون الجميلة ، وبقي مدرساً فيه منذ العام ( 1978 ) ولغاية العام (1993) ، حيث قدم أستقالته عندما افتتح قسم الفنون الموسيقية في كلية الفنون الجميلة سنه ( 1987) وطُلبَ ليكون مدرساً فيه ، ولقربها من داره الذي يسكنه في راغبة خاتون وبعد المسافه وصعوبة التنقلات الى المعهد ، قرر الانتقال للعمل في الكلية المذكورة محاضراً ومدرساً لآلة العود وبدرجة خبير ، وبقي فيها حتى العام 2003 .
من منجزات الاستاذ الحاج معتز البياتي ، قيامه بتأليف كتابة الموسوم ( دراسات ومؤلفات موسيقية ) والذي صدر الجزء الاول منه في العام 1989 ، حيث تضمن (55) تمريناً من القطع الكبير أضافةً الى قطعاً موسيقية من نمط ( السماعي والبشرف واللونكا والكابريس والتأمل ... وألوان منوعة اخرى) قام على وضع مؤلفاتها الحاج معتز البياتي . وفي العام ( 2001 ) صدرالجزء الثاني منه وضمنه مجموعه جديده من مؤلفاته الموسيقية الكلاسيكية ، أضافه الى المجموعة الكاملة من مؤلفات الشريف محي الدين حيدر مع نبذه عن سيرة حياته ووصف لمدرسته ( مدرسة العود العراقيه ) التي أسسها الشريف محي الدين حيدر.
سافر الحاج معتز البياتي الى مملكة البحرين للقيام بتدريس آلة العود العملي في ( معهد البحرين الموسيقي) بموجب عقد ابرم مع مدير المعهد المذكور ، للموسم الدراسي ( 1999 - 2000) ، وقد نال على رضى ومحبة طلابه واحترام وتقدير المعنين في المعهد والمملكة البحرينيه.
تدرج الحاج معتز بالمناصب الادارية في مديرية الطيران المدني بعد انضمامه للعديد من الدورات العلمية، ومنها ( دورة الرصد الجوي ، دورة التنبؤ الجوي ، ودورة في الدراسات والبحوث ) ، أضافةً الى تقديمة البحوث ومنها
1)بحث يخص الرياح المحلية في العراق وبتأثير من التضاريس كعامل مناخي
2)بحث عن المدى اليومي لدرجة الحرارة في بغداد
وترجمته لبعض البحوث العالمية ومنها ( الانسان والتغييرات المناخية - تحورات طبقة الاوزون بسبب الفعاليات البشريه - وكذلك أستعراض التحورات الطقسية الحديثه ) كل هذه النشاطات أهلته لتبوء منصب رئيس قسم الدراسات والبحوث ، ومن ثم مدير قسم الانواء الجويه في هيئة الانواء الجوية - مديرية الطيران المدني.
كتحصيل حاصل لسنوات عملة مدرساً لآلة العود وعلى مدى خمسة وعشرون سنه ( 1978 - 2003) فقد تخرج على يده العديد من الطلاب العازفين الجيدين لآلة العود ومنهم :
المتميزون من خريجي معهد الفنون الجميلة - قسم الموسيقى والذين تتلمذوا على يد الحاج معتز البياتي هم :
سؤدد عوني ، مصطفى احمد امين ، ليث عبد الامير ، صادق جعفر ، سامي نسيم ، علي خليل عواد ، محمد هادي راضي ، عبد الجليل مرزا ( من البحرين ) ، سمير زكي نمر علان ( من الاردن) .
من طلاب الحاج معتز البياتي من الفنانين هم : المرحوم الفنان عارف محسن ، المرحوم الفنان داود القيسي ، المرحوم الملحن محمد نوشي ، الفنان علي خصاف ، الفنان سعدون جابر ، الفنان علي ناصر ، الفنان عزيز فاخر ، الفنان علي خليل عواد ، وآخرون .
المتميزون من خريجي كلية الفنون الجميلة - قسم الموسيقى : أحمد جميل ، نشوان فاضل ، غادة خالد جرجيس ، آمال احمد مينا ، رياض عباس ، دريد الخفاجي ، محمد عبد الرضا ، زياد هادي ، محمد عبد الوهاب المعاضيدي ، خالد حسين كمر ، يعرب كامل تايه ، رائد مانع نزال ، علي فرج الجاف ، صفوان فرمان ، صالح بستان ، علي فاخر ، سعد محمود ، وسام غانم جبار ، أيهاب هاشم صالح ، أحمد جاسم ، سرمد نوئيل ، يوسف عزيز يوسف ، سهاد نجم ، وغيرهم الكثيرين.
من طلابه المتميزين في معهد البحرين للموسيقى : مروان محمد مزرعاني ( البحرين) ، نزار أحمدي ( البحرين) ، خالد ناصر وهيب ( البحرين ) ، علي العلويات ( البحرين) ، مهدي جواد عاشور ( البحرين) ، فاضل راضي (السعوديه) ، قتيبة سليمان العلي ( الكويت) ، الاستاذ ضياء توفيقي ( البحرين) ، صكر شاهين ( البحرين ) ، حسين السماك ( البحرين) وأخرون كثيرون .
كذلك قام بعض الطلبة في ( كلية الفنون الجميله - قسم الفنون الموسيقية) بكتابة البحوث الاكاديمية المنهجية عن اسلوب الحاج معتز البياتي في العزف على آلة العود وبأشراف أساتذة القسم .
قام الحاج معتز البياتي بتخليد وتوثيق معظم مؤلفات الشريف محي الدين حيدر بالنوطة التي دونها في كتابة الموسوم ( دراسات ومؤلفات موسيقيه) أضافةً الى توثيق عزفها من خلال تسجيلات فيديو للحاج معتز يعزف مجموعة من قطع وسماعيات الشريف محي الدين حيدر ، صورها له مشكوراً ابنه النجيب عبد الرحمن معتز البياتي .
لدى الحاج معتز البياتي ملكة الكتابه فكتب العديد من المقالات والدراسات القصيرة وبما يخص الموسيقى والموسيقين منشورة على صفحته في الفيسبوك .. صفحة ( معتز محمد صالح)
حصل الحاج معتز البياتي على العديد من الجوائز والتكريم وكتب التقييم من الدوائر والمؤسسات الثقافية في العراق والبحرين ، حيث حاز على جائزة الابداع من وزارة الثقافه والاعلام سنة 1998 ، وحصل على شهادة تقديرية من وزارة الثقافه - دائرة الفنون الموسيقية سنة 2009 وغيرها الكثير.
يعتبر الحاج معتز البياتي هو أخر من تبقى كأمتداد لمدرسة العود العراقية والتي أسسها الشريف محي الدين حيدر ، وقد أخذ أصولها وبكل حذافيرها على يد افضل طلاب الشريف الا وهو الاستاذ سلمان شكر الذي كان هو الاخر محافظاً عليها ولن يتحول الى عزف أعمال أخرى خارج هذه المدرسة ، وقد تسلمها الحاج معتز منه وبقي محافظاً عليها طوال فترة خدمته في الفن الموسيقي ، لذا يعتبر الحاج معتز البياتي اخر من تبقي من الموسيقيين لهذه المدرسة حاملين لوائها ، فسافر الى أسطنبول وجلب معه تسجيلات الشريف ونوطاته وعممها على الكليات والمعاهد الموسيقيه في العراق ، أضافة الى نشر كافة اعمال الشريف محي الدين حيدر ، تدويناً بالنوطة من خلال مؤلفه ( دراسات ومؤلفات موسيقية ) الجزء الثاني ، ومن خلال تسجيل عزفة لجميع قطع الشريف بالفيديو ليستمع اليها الموسيقيين والمهتمين .
الحاج معتز البياتي لا يزال حتى يومنا هذا يستقبل طلابه ومحبيه وطالبي العلم وخاصة من الدارسين والباحثين في علم الموسيقى كونه يعتبر موسوعه في أصول العزف على آلة العود وخبيراً في صناعة العود من خلال وضعه قياسات علمية لاحجام العود الشرقي والتركي وقد سميت هذه القياسات ( بالعود الاكاديمي) اضافة الى علومه الواسعه بالأنغام وتاريخ الموسيقى .
عشقه لآلة العود جعلته يقتني العديد من العيدان الجميلة والتي لا تقدر بثمن ، جميعها من صنع اسطة علي العجمي وولده الاسطة محمد على العواد ، وهم من أشهر صناع العود في التاريخ.
-----------------------------------------------
ملاحظة : للعلم ، أن أسطة علي أسمه الحقيقي ( علي أكبر خان بابا) من مدينة تبريز ، أما ولده فأسمه ( محمد تقي على أكبر خان بابا) ( رحمهما الله).