محمد كريم
سيرة حياة الفنان محمد كريم
اعداد وكتابة : اسلام خزعل فاضل
ولد الفنان محمد عبد الكريم النعيمي في بغداد عام ١٩٢٥ احب الغناء منذ صغره وكان مولع بالغناء المصري آنذاك. امثال محمد عبد الوهاب ومحمد عبد المطلب
وصالح عبد الحي وام كلثوم وغيرهم . شارك في المؤتمر الكشفي للطلبة
الذي انعقد في سوريا دمشق عام ١٩٣٦ وكان من الحضور الموسيقار فريد الاطرش وشقيقته اسمهان
أعجبوا بصوته وأدائه الغنائي وحثوه على المواصلة والدراسة الاكاديمية ...
*دخل معهد الفنون الجميلة قسم الرسم وتخرج عام ١٩٤٥ وكان من الوجبة الاولى للمعهد .
*دخل الاذاعة عام ١٩٤٨
وكانت اولى اغانيه اغنية سحر (حبك لوعني ) واغنية (حيران بعدك ) وهن من الحانه قدمها آنذاك على الهواء مباشرتا
وكان من المؤسسين لجمعية الموسيقيين العراقيين الذي ترأسها الفنان علاء كامل وفي فترة الخمسينيات كانت الاغنية البغدادية في علوها وازدهارها الذي بدأت تتطور مع دخول الالات الموسيقية الجديدة وعازفين جدد من القطر المصري الشقيق امثال عزالدين صدقي وحليم السيد وعبيد محمد وغيرهم استطاع ان يحلق ويعلو في سمائها وبزغ نجمه بسرعة وذلك لنقاوة صوته واختياره الصائب لمفردات كلمات الاغاني التي بقت عالقة بالأذهان الى يومنا هذا مثال اغنيته الشهيرة
انا الربيت ولغيري يصيرون
الذي كتب كلماتها الشاعر البغدادي
ناصر التميمي و صاغ لحنها
الملحن الكبير احمد الخليل لحن له
العديد من الملحنين امثال
علاء كامل ؛ محمد عبد المحسن ؛ محمود عبد الحميد خزعل فاضل
وهو مؤلف وملحن النشيد الوطني الشهير الجيش سور للوطن .
******************
نشرة مجلة الف باء
عام 1979 لقاء قديم معه
*************
تركت الغناء لأسباب اجتماعية
* كان السؤال الأول الذي وجهناه إلى محمد كريم هو لماذا تركت الغناء؟
- تركت الغناء لأسباب اجتماعية تتعلق بالدرجة الأولى بنظرة المجتمع إلى المغني.
* الم تكتشف هذه النظرة إلا أخيراً؟
- لأسباب خاصة لا أريد الخوض فيها جعلتني اترك الزمن الغنائي، قبل الطفرة النوعية التي شملت نظرة المجتمع للفنان المغني وهي جزء من التربية الجديدة التي جاءت بها الثورة.
* متى هويت الغناء؟
- هويت الغناء وانا طالب صغير في ثلاثينيات هذا القرن (القرن المنصرم)، إلا أنني دخلت الإذاعة كمحترف في عام 1948
صوتي متكامل
* حدثنا عن صوتك؟
- إن صوتي متكامل فيه قرار وجواب.
ورأينا في صوت محمد كريم انه من الأصوات الجميلة المؤثرة التي عاشت ردحا من الزمن تعطي بتمكن وسلاسة يغني بعذوبة حلقت حولها الأسماع فكانت أغانيه تترنم بها ربات البيوت وطالبات المدارس وتتناقلها الشفاه، يتسع صوت محمد كريم إلى عشرة مقامات بدرجات صوتية أو تزيد بقليل، تنطلق مقاماته سليمة رائقة، تؤدي بكفاية، عالية الألحان المصممة لها، ونبراته فيها حلاوة ظاهرة وجزالة متميزة في الغناء.. تطرب السامع ذبذباته الصوتية بطيئة قليلا، ذلك أن ضيق تلك الذبذبات أو سعتها لا يؤثران على سرعتها، في أوتاره الصوتية غلظة وهذه الغلظة متكونة أساسا من بطء الصوت غير أن جمال نبراته الغنائية يقلل من تأثيرات هذه الغلظة في أدائه يكمن الحذق والبراعة والمسافة بين الدرجات الصوتية متوسطة ولذلك فان محمد كريم لا يلجأ إلى الجوابات العالية في غنائه، لان إطلاق صوته يعرضه إلى الضعف لهذا فان درجة غنائه لا تكتمل إلا عند الطبقة المتوسطة.
لا يستطيع صوته أن يصل إلى أصول في القرار بأية حال من الأحوال لذلك فان اغلب الألحان التي أداها كانت تحاول أن تكون مناسبة لدرجات صوته، يزدهر غناؤه وتنطلق نبراته في غناء المتوسط في الطبقة من ناحية العلو والانخفاض لذلك بقي صوته في المقدمة من أصوات الأغنية البغدادية عميق الأصداء قوي التأثير يحاور الأسماع في ألفة وانسجام.
* لماذا لم تتعلم العزف على آلة موسيقية؟
- من المؤسف جدا أنني لم أتعلم العزف على أية آلة موسيقية والسبب يعود إلى التزمت الذي كان يحكم بيتها، فلقد حطم والدي ثلاثة أعواد ومهما يكن فأنني أتحمل لوحدي هذا القصور.
انعدام المقاييس العلمية في اختيار الأصوات؟
* * لماذا لم نعد نسمع لك شيئا من تراثك الغنائي في الإذاعة؟
- كنت أتمنى أن توجه هذا السؤال إلى الإذاعة نفسها، أقولها بلا فخر ولا غرور أن الأغاني التي أديتها رددها الجمهور البغدادي على امتداد عصرنا بل أن المعاصرين من السمعية مازالوا يحتفظون لهذه الأغاني بالكثير من التقدير وحقيقة الأمر أن الإذاعة قد منعت الكثير من الأغاني العائدة لي وهي بهذا الإجراء قد قضت على أجمل أغاني التراث البغدادي ومهما يكن من أمر فأنني مؤمن بان الإذاعة ستعود يوما ما إلى الأغنيات العراقية الأصيلة.
سيرة حياة الفنان محمد كريم.. حضور جميل في الغناء البغدادي
كتابة كاظم السيد علي
محمد كريم.. صوت جميل ملأ لسماع مريديه في الخمسينات حتى منتصف الستينات من الاغاني الرائعة التي تنساب من حنجرته المتمكنة بألحانه العذبة، ومع نخبة رائعة من زملائه آنذاك. ازدهرت الأغنية البغدادية ونمت وتطورت بوعي متكامل من قبل مؤديها.
عمل الفنان كريم على تطوير موهبته وتنميتها حتى يحلق في سماء هذا العالم الغنائي الرحب وان يخوض تجربته الغنائية فاجتاز كل هذه الأمور بذكائه وموهبته رغم أنه لم يتعلم أو يدرس الموسيقى، ولم يعرف العزف على أية آلة موسيقية، لكنه منذ مشاهدته لفيلم الوردة البيضاء شغف بأغنية (يالوعتي ياشقاي) لمحمد عبد الوهاب، فنبت فيه البذرة الأولى للغناء ومن ثم تواصل بسماع اغاني السيدة ام كلثوم، وفريد الاطرش، واسمهان، وليلى مراد، ورياض السنباطى.
في العام 1936 انعقد المؤتمر الكشفي الطلابي في دمشق، كان محمد كريم من الطلبة المشاركين فيه، فغنى في ذلك المؤتمر.
وكان من بين الحضور آنذاك الموسيقار فريد الاطرش وشقيقته اسمهان فاعجب بصوته وحثه على مواصلة مسيرته الغنائية لقدرته على الأداء، وفعلا واصل بجد ، وكانت أولى الثمار اغنية (حيران بعدك) التي قدمها عبر الإذاعة ثم سحر حبك لوعني ومن خلال هاتين الاغنيتين، أصبح محمد كريم مطربا محترفا، فقد كانت الاغنيتان من ألحانه وكلماته، بعد ذلك استمر هذا المطرب بعطائه المتدفق.
حيث غنى ما يقارب أكثر من 115 اغنية منها، (ياشاعل بقلبي النار – الدنية حلوه – ابوي اشلون انساك – يالحبهم خاب ظنهم – لاتظن انه احبك – دايما على الساني – سالم ياحبيب الروح – انا الربيت والغيري يصيرون – حاسدني عليك – ياسمين – ولايسالي-اني عند روح كلمات ابراهيم احمد والحان خزعل فاضل ) علما أن الكثير من أغانيه لحنها لنفسه ومنها في عام 1945 نشيد (الجيش سور الوطن).
رغم أن والده حطم له ثلاثة أعواد، كما يقول، لكنه واصل طموحه الغنائي وقدم الكثير من الألحان التي ظلت خالدة بين عشاق اغاني التراث البغدادي لما تميز به من ملامح الأصالة البغدادية، تفرد الراحل بأسلوب خاص هو الابتعاد عن التقليد، وكان دائما حذرا من الوقوع به، واخيرا فإن صوت محمد كريم كان له حضور جميل في الغناء البغدادي.
|