تفاصيل الخبر
ثنائي الغناء في الاغنية العراقية على مدى قرن من الزمان
2015-10-20
الدويتو ( الديالوغ ) :
بحث وأعداد : الباحثة فاطمة الظاهر
هو نمط غنائي حواري يغنى بين مطربين أو أكثر ، تمتاز كلماته بالتعبير عن موضوعة مشتركة بين شخصيتين أو أكثر غالبا ماتكون تعبيرا عن موضوعات أنسانية كالتعبير عن معاناة الحب أو مرحه او عتاب بين الاثنين..وهو أقرب الى الدراما الغنائية
ممكن يغنى الديالوغ بين مطربين او مطربتين او مطرب ومطربة ، غالبا ماتتسم ألحانه بالخفة وبساطة تراكيبه اللحنية , وقد وضف هذا النمط في الكثير من الأفلام الغنائية المصرية التي كانت علامة مهمة في تاريخ السينما والغناء العربي .
لقد ازدهر هذا النمط من الغناء مع ازدهار الافلام السينمائية الغنائية والاستعراضية بدءاً من افلام الموسيقار محمد عبد الوهاب مع اسمهان وليلى مراد وديالوغه المشهور( حكيم عيون ) مع الممثلة راقية ابراهيم التي كانت ممثلة فقط ولكنه استطاع ان يوظف صوتها لاداء حوار غنائي في فيلم رصاصة في القلب ، كمحاورة غنائية بين بطلي الفيلم ، كذلك ثنائيات فريد الاطرش ومحمد فوزي وعبد الحليم حافظ الذين ادوا محاورات غنائية في افلامهم الغنائية وكان الرصيد الأكبر فيها للمطربة والممثلة شادية.
اما هذا النوع من الغناء في العراق ابتدأ بخطوات متواضعة وبقي في بداياته يتمثل بمحاولات قليلة جدا فقد كانت هناك محاولات مبكرة منذ العشرينات من القرن العشرين في أداءه وغناءه ، فكانت هنالك بعض التجارب للثنائيات والتي سجلت منذ عشرينيات القرن العشرين وعلى سبيل المثال .. ثنائي المطرب إسماعيل أمين البغدادي في عام 1926 سجل على إسطوانة شركة أوديون - مع مطربة في أغنية ( أصلي وأصلك بغدادي ) وسجل مطرب المقام الاستاذ محمد القبانجي والمطربة التونسية حبيبة مسيكة نفس الاغنية ( أصلي وأصلك بغدادي ) في ألمانيا - برلين عام 1928 لدى شركة بيضافون العراقي .. و( ثنائي منيرة الهوزوز وعزوري أهارون) و( ديالوج غنائي بين الاستاذ محمد القبنجي والفنانة زكية جورج بعنوان وردة جميلة) .. كذلك دويتو بدرية وحليمة
لقد استحسن مطربوا فترة الخمسينات والستينات هذا النمط من الغناء فظهرت مجموعة من التجارب الناجحه للغناء الثنائي والتي استهوت المستمع العراقي ومنها ثنائي رضا علي ونازك في أغنية "يا هلة بجيتج" في خمسينيات القرن الماضي
الجزء الثاني من ثنائي الغناء العراقي
لا زلنا في فترة الخمسينات والستينات ، نستطيع القول ان اكثر ملحن ولربما الوحيد الذي اعطى اهتمام خاص للغناء الثنائي في فترة الخمسينات هو الفنان رضا علي ، فبالاضافة الى غناءه دويتو مع المطربة نازك والذي استمعتم له أعلاه ، فقد غنى في فترة الخمسينات ثنائي مع المطربة وفاء في فلم ( أرحموني) - اوبريت وادي الرافدين
في نفس الفترة ظهر الثنائي ( سعدي توفيق وأزهار حسين ) بمجموعة من الاغنيات التي لحنها لهم الفنان رضا علي ومنها هذه الاغنية
سلمنا يا ريح الهاب - الحان الفنان رضا علي
كذلك في فترة الخمسينات عمل مطربي الريف على الغناء الثنائي واستمروا بتقديم هذا النمط من الغناء حتى سنوات الستينات فظهر ( ثنائي حضيري ابو عزيز ومطربة الريف )في مجموعة من الاغنيات الجميلة ومنها:
على الله ويا زماني
دويتو حضيري ابو عزيز ومطربة الريف - هاي النهاية
كذلك قدم المطرب الريفي داخل حسن دويتو مع المطربة الريفية ريم فقدما أغنية
لو رايد عشتري وياك
الجزء الثالث - ثنائي الغناء في الاغنية الريفية في العراق
فترة الخمسينات والستينات كانت من اخصب الفترات التي ظهرت فيها المحاورات الثنائية بين مطربي الريف كثنائي حضيري ابو عزيز وداخل حسن اللذان اشتهرا في اغنية يا حضيري بطل نوح
ولعل أول وأشهر ثنائي ريفي في العراق ظهر في فترة الخمسينات واستمر حتى نهاية الستينات هو الثنائي جواد وادي وعبد الواحد جمعه ، لقد قدما مثلاً رائعاً للثنائي الغنائي في فترة الخمسينيات وحتى منتصف الستينيات ، وهي الفترة الذهبية للثنائي الريفي (عبدالواحد جمعة وجواد وادي) حيث ادى هذا الثنائي عدداً من الاغاني التي ذاعت بين الجماهير وذلك لعذوبة صوتيهما ، وعندما تقدما للاختبار كأصوات جديدة للاذاعة وإستماع لجنة فحص الاصوات لهما إجتازا الاختبار. كان الفنان وديع خونده رئيس لجنة فحص الاصوات وقتها والمعروف باسم سمير بغدادي اقترح عليهما بان يكونا ثنائيا ، وبالفعل اصبحا ثنائياً ناجحاً لربما لن يجود الزمان بمثيلهما ، وتواصلت اغنياتهما المشتركة ، ولعل اشهر اغنياتهما (شالوا لا على مكصد وداعي) حيث اشتهرت واستهواها المستمعين ، وكانت من ألحان عبدالواحد جمعة ، قدما هذا الثنائي العديد من الاغنيات التي لا تحصى حتى انتشر غنائهما في العراق انتشاراً واسعاً ، ومن اغنياتهما على سبيل المثال لا الحصر اغنية يا حادي العيس
وأغنية تهنينا تهنينا
حكًي لو املهم
يامن تريد
أنا شبيدي
وسفه جفاني - جواد وادي وعبد الواحد جمعه
من فركًتك
اشتركت معهما الفنانة وحيدة خليل واغنية ياأرضنا يا أرضنا للثنائي جواد وادي عبد الواحد جمعة
الجزء الرابع - ثنائيات الغناء في السبعينات
في سبعينات القرن العشرين ساهمت الفنانة (مائدة نزهت) ببعض الدويتات الغنائية مع الفنان( احمد الخليل) ومنها الاغنية الوطنية ( كرد وعرب) ، وكانت بمناسبة اتفاقية الحكم الذاتي للأكراد أو بيان 11 آذار 1970 والتي ابرمت بين الحكومة العراقية والزعيم الكردي الملا مصطفى البارزاني وفيها اعترفت الحكومة العراقية بالحقوق القومية للأكراد مع تقديم ضمانات للأكراد بالمشاركة في الحكومة العراقية واستعمال اللغة الكردية في المؤسسات التعليمية
.
غنت المطربة مائدة نزهت مع المطرب فاضل عواد اغنية سنبل الديرة في العام 1973 بمناسبة تأميم النفط في الاول من حزيران عام 1972 حيث حررت حكومة العراق ثروة العراق النفطية من سيطرة الشركات النفطية الاجنبية الاحتكارية ، واصبح بيد الشعب
كذلك غنت مع المطرب ( فاضل عواد) اغنية (دور بينا ياعشك دويرة) والتي قدماها في مطلع الثمانينات
في السبعينات اشتركت الفنانة (احلام وهبي )مع المطرب (احمد سلمان ) بمحاورة وطنية بعنوان احنه احباب الوطن دجلة وفرات
وفي مطلع السبعينات ايضاً اشترك الفنان( فؤاد سالم) و الفنانة (شوقية العطار ) بأغنية تتغنى بحب الارض بعنوان ( ياعشكنا ) الحان الفنان حميد البصري ، والتي لا زال صداها واسعا عند الكثير من ابناء الوطن حتى يومنا هذا.
ومع مطلع الثمانينات وفي العام 1981 ظهر ثنائي سيتا هاكوبيان وسعدون جابر في اغنيتهما الوحيده " نحب لو ما نحب " التي لحنها لهما الفنان جعفر الخفاف
الجزء الخامس : ثنائيات الغناء في الربع الاخير من القرن العشرين
مع مطلع الثمانينات ظهر العديد من ثنائي الغناء ( الدويتو) ، وقد لاقى قبولا وتفاعلا من الجمهور الذي تعرف على نمط جديد من الغناء المشترك حيث انتشر على خارطة الغناء العراقي الحديث والذي شجع على بروز ثنائيات غنائية ولكن لم يكتب لها الاستمرار الأ مع الثنائي مي ووحيد اللذين شكلا ظاهرة ترسخت من خلال أنتاج مجموعة من الأغنيات المشتركة والتي شكلت علامة مهمة في الغناء العراقي قامت الفنانة( مي اكرم ) بالاشتراك مع الفنان (صباح محمود ) وكانا الاثنين عضوان ضمن فرقة الانشاد العراقية التي أسسها الموسيقار روحي الخماش وتحت تدريباته وقيادته ، فقدما اغنية اشتهرت في وقتها بعنوان( ليش ليش ياجارة)
ثم عملت ثنائي دائم مع الفنان ( وحيد سعد ) والذي هو الاخر عضو في فرقة الانشاد العراقية ، حيث قدموا العديد من المحاورات الغنائية من اشهرها أغنية (استعجل يا ميل الساعة مواعد حبيبي آنا)
كذلك ظهر في فترة الثمانينات من القرن العشرين الثنائي ( أديبة وعارف محسن ) في اغنية ( ناغيلي وناغيلك)
كذلك غنت اديبه مع رضا الخياط اغنية (جيت العب وية البيض)
وكذلك الثنائي سوسن ومحمد اللذان قدما مجموعة من الغناء الثنائي منها اغنية (صدك خليتني محتار) كلمّات حسن الخزاعي الحان علي عبدالله
محمد وسوسن اغنية صدك صارت
محمد وسوسن موال واغنية مانكول الحب ضاع
محمد وسوسن – بغيابي شلونكم
وظهر الثنائي ناظم وسهام ، جميع الثنائيات الذين ظهروا في فترة الثمانينات كانوا جميعهم اعضاء في فرقة الانشاد العراقية
ثم ظهر الثنائي الاخوين فاضل وفوزية عبدالله ، حيث اشتهروا بأغاني المعركة والاغاني الوطنية ـ ومن اشهر اغنياتهم أغنية (اسم الله على وطني ) كلمات كريم العراقي والحان علي سرحان
توقفت معظم الثنائيات وانحسرت عن الغناء في فترة التسعينات الا الثنائي مي ووحيد اللذان كانت لهم اعمال في هذه الفترة
ومع مطلع الالفينية الثالثة ظهر ثنائي (أياد عبد الحميد وسوزان) قدما بعض الاغنيات العراقية والمصرية من على شاشة تلفزيون بغداد ، ولكنهما انحسرا عن الساحه الفنية سريعاً ، كان من الممكن ان يستمرا ليكونا ثنائياً ناجحاً حيث يمتلكان الاصوات الجيدة والاداء الحسن ، أضافة الى انهما كانا الثنائي الوحيد المتواجد على الساحة الفنية أنذاك.
أستمع الى كوكتيل لاغاني عربيه مختلفه بعنوان كوكتيل الحب عرض في تلفزيون بغداد عام 2001 غناء الثنائي سوزان العراقيه واياد عبد الحميد
ومن هذا يتضح ان هذا النوع من الغناء الثنائي ( الدويتو) لم يأخذ حجما واسعا بين الفنون الاخرى من الغناء العراقي وبقي يقدم بين الحين والآخر على خجل وحياء وبنماذج قليلة جداً.
المزيد من الاخبار