الموسيقار روحي الخماش وتاريخ فرق الانشاد العراقية - فاطمة الظاهر
2013-08-04
كتابة : فاطمة الظاهر
في العام 1948 وصل الاستاذ روحي الخماش وهو الموسيقي والملحن والمغني المعروف والذي كانت تذاع اغنياته على الهواء مباشرةً وبشكل يومي من أذاعة القدس في فلسطين ، الاذاعة الاولى في الشرق الاوسط في فترة الثلاثينيات والاربعينيات ، وصل بغداد قادماً من فلسطين بعد مأساة الاحتلال والتقسيم التي المت بهذا القطر الشقيق فأستقبلته الأذاعة العراقية لتؤسس بجهوده القسم الموسيقي لأذاعة بغداد بعد ان كانت دار الاذاعة لا تملك سوى فرقتان موسيقيتان ، واشهر العازفين فيها هم الاخوين صالح وداود الكويتي ، وعازف السنطور ( حاكي بثو ) وعازف الجوزة ( يوسف حوريش) بالاضافة الى فرقة للجالغي البغدادي ، والذين غادروها تباعاً هجرة الى فلسطين مع بداية الاحتلال الاسرائيلي .
في العام نفسة تشكلت اولى فرق الانشاد العراقية في أذاعة بغداد بعد ان عملت الاذاعة العراقية على ضم جهود الاستاذ روحي الخماش الى جهود الفنان الحلبي الشهير وعازف الناي الشيخ ( علي الدرويش) والذي كان يبلغ من العمر وقتها ال80 عاماً ، وهكذا عملا سويةً على تأسيس فرقة للانشاد سميت في وقتها ( فرقة الموشحات الاندلسية) التي اخذت على عاتقها التدريب على تحفيظ الموشحات الاندلسية التي كان خبيراً بها الشيخ علي الدرويش ولا يقل عنه خبرةً الاستاذ روحي الخماش بحكم دراستة وتخرجة من معهد فؤاد الاول للموسيقى العربيه في القاهرة ، وفي صيف 1949 غادر الشيخ علي الدرويش عائداً الى بلده ومدينته حلب ، وهكذا يستلم الاستاذ روحي الخماش الفرقة بعد ان غير اسمها الى ( فرقة أبناء دجلة ) وقد ضمت فرقة الانشاد اصواتاً شابة واعدة لم تكن مشهورة آنذاك الا انها اشتهرت بعد عدة سنوات من العمل في هذه الفرقة ومنهم : جميل سليم ، محمد كريم ، ناظم الغزالي ، رضا علي ، خالدة عبد الجليل، واحمد الخليل الذي كان ومعه جميل سليم يساعدان روحي الخماش في تحفيظ الالحان لبقية اعضاء فرقة الانشاد.
بعدها بدأت تضم هذه الفرقة عدد من الموسيقين الجدد والاساتذه الدارسين ممن تخرجوا من معهد الفنون الجميله وفي مقدمتهم الفنان الكبير جميل بشير وشقيقة منير بشير والاستاذ غانم حداد ...
استمرت ( فرقة أبناء دجلة ) بالعمل حتى اواخر الستينيات بتقديم الموشحات الاندلسية والعربيه وكانت تبث موشحاتهم من اذاعة بغداد وشاركت في حفلات عديده وفي مؤتمر الموسيقى العربيه في بغداد سنة 1964 بموشح ( مداك ما لا يحصر ) من الحان الموسيقار جميل سليم .
أستمع الى فرقة ابناء دجلة في موشح مداك ما لا يحصر من مؤتمر الموسيقى العربيه في بغداد
1964
ولكن هذه الفرقة لم تستمر بالعمل بسبب تسرب العديد من اعضاءها كونهم يصبحون مطربين مشهورين او ملحنين كبار .
عادت فكرة أعادة فرقة الموشحات العراقية المنحلة في نهاية الستينات لتحل محلها ( فرقة الانشاد العراقية والتي تبنتها المؤسسة العامة للاذاعة والتلفزيون من أجل اعادة التراث الغنائي العراقي والحفاظ على الموشحات واﻷغاني التراثية ، فأنطلقت الفرقة من جديد في تشرين الاول عام 1971 تحت اسم ( فرقة الانشاد العراقيه ) وقد تبنى قسم المنوعات في تلفزيون بغداد هذه الفكرة ، وكانت ايضاً بقيادة الموسيقار روحي الخماش.
بدايات هذه الفرقة كانت امتداد للفرق التي سبقتها حيث ينصب أهتمامها على الموشحات الاندلسية والعربيه ، والموشحات العراقيه التي كان يلحنها الموسيقار روحي الخماش أضافة الى الموشحات الاخرى القديمة والتي لحنها الاخرون ، فكانت الفرقة تتدرب 3 ساعات يومياً بأشراف وتدريب الموسيقار روحي الخماش ، يعلمهم اصول الغناء والاداء .
وهذه نماذج للموشحات التي كانت تغنيها الفرقة
موشح ما احتيالي - قديم
موشح بأبي باهي الجمال - قديم
موشح الكون الى جمالكم مشتاق - للموسيقار التونسي الصالح المهدي
موشح بالذي اسكر - قديم
وفي بداية نشأتها اشتركت الفرقة في التصفيات الاولى التي اقامتها رئاسة مجمع الموسيقى العربي في تونس ، ونجحت في التصفية الاولى ولكن لظروف زمنية لم تستطيع حضور المباراة الاخيرة لوصول بطاقات السفر متأخرة عن الموعد ، وكانت مشاركتها هذه في تونس بثلاث موشحات سجلت بعد ذلك لتلفزيون بغداد وهي موشح ( يا هلالاً ، حبيبي عاد لي ، وموشح حبيبي لا تطل هجري ، جميعها من الحان الموسيقار روحي الخماش ) ، وقد فاز موشح حبيبي عاد لي بالجائزة الاولى في هذا المهرجان .
في مرحلة لاحقة بدأت الفرقة الاهتمام بتطور الاغنية العراقية التراثية واعادة توزيعها موسيقياً بشكل فني حديث ، ونفذت وفق ذلك 3 اغاني هي ( جان القلب ساليك ، ون يا قلب ، وانعيمة ) مع تغيير طفيف في كلمات الاغاني ولكن طابع الاغنية ظل محافظاً على شكلة الترائي الاول ، وقد حازت هذه الاعمال على نجاح كبير بين جمهور المستمعين والمتذوقين مما دعاها الى تقديم المزيد من الاغاني العراقية التراثية بأسلوب وتوزيع جديد ، واتخذت الفرقة خطة ضمن منهجها العام للاستمرار بتطوير الاغاني العراقية القديمة الجيده.
استمع الى أغنية جان القلب ساليك
اغنية أنعيمة
مما زاد من مشاركاتهم في أمسيات فنية خصصت لها شهرياً من أذاعة بغداد أضافةً الى العديد من المشاركات في احياء حفلات ومهرجانات داخل وخارج العراق
اولى الموشحات التي سجلت سنة 1972 وعرضت من خلال شاشة تلفزيون بغداد هي :
موشح حبي زرني - لدرويش الحريري
همت في دنياك - لروحي الخماش
رماني بسهم هواه - لداود حسني
لما بدا يتثنى - لسيد درويش
رب ساق - لروحي الخماش ،
معظمهم العازفين كانوا اساتذة في معهد الفنون الجميلة وقد اهتمت المؤسسة العامة للاذاعة والتلفزيون بأعضاء الفرقة المنشدين والمنشدات والعازفين على حد سواء بأعطائهم اجور جيدة ، وقامت دار الازياء العراقية التابعة لوزارة الاعلام بتصميم الملابس الخاصة بالمنشدات وتنفيذها ، كما ساهمت مصلحة الخياطة العامة بخياطة ملابس المنشدين بشكل موحد.
اولى المجاميع التي انضمت الى فرقة الانشاد سنة 1971 - 1972 هم :
المنشدين المنشدات
عبد الامير محسن.... شوقية حسون احمد
كاظم سعد خلف .... سهام نعيم رزوق
باهر هاشم الرجب .... ماجده احمد عمر
نزار فيصل علي .... فضيلة عبد الجبار
محمد ابراهيم الجميلي .... انتصار عبدالله محسن
جميل جوزي خليفة .... ميساء فاضل الشماع
فؤاد عبدالله احمد .... ماجده فاضل الشماع
عبد الرضا هادي الجنابي .... نادية عبد الجبار وهبي
جاسم محمد امين .... ازهار صادق امين
فؤاد علي الخياط .... فريال صادق امين
محمد سعيد محي الدين .... نعيمة محمد صادق
حكمت محمد احمد .... جنيفياف توفيق امين
عباس عزيز محمد .... نور الهدى محمد العقراوي
محي الدين عبد السلام .... اديبة
معد علي شفيق .... سهام محمد
عبد الرضا كاظم كريم .... مي اكرم
عارف محسن... عامر توفيق ... وقاسم اسماعيل
وبقيت مجاميع الشباب والشابات تتوالى في الانضمام لهذه الفرقة
وقد ضمت الفرقة الموسيقية العازفين التالية اسماءهم
( آرام بابوخيان - طارق اسماعيل - خالد ابراهيم - محمود حمد - صبري خليل - سامي شاكر - عبد الهادي اسكندر - خضر حمودي - حميد البصري - علي الامام - شكر العبيدي - حسين قدوري - نوري حسن - ابراهيم الخليل - هاشم الخياط - قصي عبد الجبار ).
شهد عام 1985 ذروة اشتداد المعارك على جبهات الحرب العراقية الايرانية مما فرض ضغوطاً على فرقة الانشاد لادماجها في الجهد الاعلامي الذي كانت الاغنية واحد من اهم عناوينها ، مما أدى الى حدوث تعارض في المواقف بين رسالة واهداف الفرقة كونها معنية بحفظ التراث الغنائي وبين اغنية الحرب واهدافها مما دعى قائد الفرقة ومؤسسها على الانكفاء والعزلة في مزرعته بحجة الانشغال بها ، وهذا ما ادى الى فرط عقد الفرقة وتوقفها. ولم تعاود الفرقة عملها حتى بعد عودة الخماش من عزلته لممارسة اعمالة الفنية ، حيث فضل ان يبقى مدرساً لنظريات الموسيقى العربيه والعزف على آلة العود في كل من معهد الفنون الجميلة ، معهد الدراسات النغمية ، بيت المقام العراقي ، كلية الفنون الجميلة- قسم الفنون الموسيقية .