تمتازالبصره بتراثها الموسيقي المتمثل بتنوع ايقاعاتها التي ورثتها عبر الاجبال. ومنها الوافده وخاصة الافريقيه التي تأثرت بها البصره بحكم موقعها الجغرافي كميناء بحري يستقبل الكثير من السفن القادمه من البلدان الاخرى
الوتر السابع
المصدر :كتبها الأستاذ مجيد العلي لموقع الوتر السابع
فن الخشابه - فنٌ بصريٌ اصيل
تمتازالبصره بتراثها الموسيقي المتمثل بتنوع ايقاعاتها التي ورثتها عبر الاجبال. ومنها الوافده وخاصة الافريقيه التي تأثرت بها البصره بحكم موقعها الجغرافي كميناء بحري يستقبل الكثير من السفن القادمه من البلدان الاخرى ، وقد أصبحت هذه الايقاعات وعلى مر الزمان جزء من موروث المدينه . ولكن هناك تراث موسيقي من الايقاعات الاصيله والنابعه من عراقتها وتمتد جذورها الى عمق تأريخها ومن هذه الأيقاعات إيقاع الخشابه.
الخشابه موسيقيا تعني ايقاع من فصيلة البسيط ومن الوزن الرباعي واما الخشابه كتسميه فترجع الى الاشخاص الذين كانوا يقومون بصناعة السفن والزوارق الخشبيه في جنوب البصره وكانوا يقومون بإداء هذا اللون الغنائي خلال استراحاتهم وجلسات السمر الخاصه بهم والخشابه كلون غنائي يعني غناء المقام العراقي بمصاحبة الآت الايقاع فقط وهذا ما جعل البصره تتميز عن بقية مدن العراق الأخرى مثل بغداد والموصل وكركوك في إداء هذا اللون في المقام العراقي .
يروي الدكتور "محمد مهدي البصير" بان هذا اللون من الغناء يعود الى ثورة الزنج ، عندما إستولى صاحب الزنج على البصره كانت تقام له حفلات ترفيهيه وقد طلب من المغنون أن يغنوا له مثلما كان المغنون يغنون في قصور العباسيين من أنماط غنائيه فاستجابوا له وغنوا المقامات مع الآت الايقاع فقط لانهم لم يكونوا يجيدون العزف على غيرها من الآلات الموسيقيه الاخرى وكانت هذه بداية غناء المقام العراقي مع الايقاع وحده والتي تميزت به البصره.
وتقوم في البصره فرق شعبيه بتقديم فن الخشابه يطلق عليها اسم (الشدات) ومفردها (شده) وذلك في مناطق البصره المختلفه في المناسبات والافراح ، وعادة يكون عدد اعضاء الشده يتراوح ما بين عشرين وتلاثين شخصا ويكون جلوسهم على الارض المفروشه بالبسط ويتصدرهم في الجلوس عازف الايقاع الانفرادي على الطبله الصغيره والمصنوعه من الفخار وفتحتها الكبيره مغطاة بغشاء من جلد الاغنام او السمك وتسمى (الكاسوره) ، والعازف عليها يسمى(الكاسور) ويجلس خلفه مباشرة قارىء المقام ويكون عن يمينه عدد لايقل عن اربعة عازفي ايقاع ومثلهم عن يساره ويطلق عليهم اسم (اللوازيم) ، ومن ثم يليهم بالجلوس مجموعة المنشدين ويطلق عليهم اسم (الرواديد) وهولاء يقومون بالغناء الجماعي اضافة الى التصفيق الايقاعي ويكون المسؤول عن انتظام الايقاع واعلان بداية ونهاية الغناء والتصفيق هو (الكاسور).
وتتكون الوصله الغنائيه لشدات الخشابه ويطلقون عليها اسم (الفصل) من تقدبم المقام العراقي ولابد ان يكون من مقام (البهيرزاوي) او (الحكيمي) فقط و بمصاحبة ايقاع الخشابه البطيىء وعند اتنهاء المقام يتم تغير ايقاع الخشابه نفسه الى اسرع و بزمن ثنائي ولكي يقوم (الرواديد) بترديد اغنيه شائعه وبعدها يتغير الايقاع الى ايقاع تنائي معتدل السرعه ويطلقون عليه اسم خشابه جنوبي ، ومن خلاله يقوم احد الرواديد بغناء انفرادي ما يشبه الموال او الليالي ويطلقون عليه المصري وبعده تعود مجموعه(الرواديد) لتقديم مذهب الاغنيه السابقه مع ايقاع الخشابه المصاحب لها ويختتم الفصل . وفي جميع مسار الفصل يكون هناك عزف انفرادي للكاسور وتصفيق للرواديد.
واما الزي الذي يرتديه اعضاء شدة الخشابه فهو الدشداشه والجفيه(الكوفيه).
ومن اشهر فرق الخشابه (الشدات) التي كانت تقدم هذا اللون التراثي في مناطق البصره المختلفه وعادة كل شده تحمل اسم مؤسسها والكاسور فيها وهي كما يلي:-
شدة ابو دلم وشدة ملا عدنان في منطقة الزبير وشدة خلف السعيد وربيع خميس في ابي الخصيب وشدة فرحان في منطقة التنومه وشدة كريم الخضري في كردلان وشدة الماس بمناوي الباشا وشدة محمد وحسين بتور في البصره القديمه وشدة عباس حاجم في العشار بمنطقة الرباط وشدة صالح ضاحي في الكباسي الجزيره وشدة ابو عقيل بالزبير وهناك فرق كثيره ولكن اقتصرنا بذكر المهمه منها.
وفي العام 1976 تم تشكيل فرقة البصره للفنون الشعبيه التابعه لمديرية المسارح والفنون الشعبيه بوزاره التقافه والاعلام العراقيه وقد تم تعين الفنان مجيدالعلي رئيسا للفرقه وكل من الفنانين قصي البصري وطالب جبار مدربان للفرقه والفنان الشعبي عبود علي (ابو ناظم) خبير في فنون (الهيوه) . وكان الهدف من تشكيلها هو الاهتمام بتجميع التراث االشعبي الموسيقي الغنائي وعرضه بشكل مدروس من خلال فرقه تقوم بايصاله و بتقديمه على مسارح العالم لتعريفهم بهذا الموروث العراقي البصري والحفاظ عليه ، وفعلا نجحت الفرقه بذلك من العروض التي قدمتها على مسارح الدول العربيه والعالميه وحازت على الاعجاب وكانت فقرة الخشابه عندما تقدم ببرنامج الفرقه كانت تشد المشاهدين لهذا الفن الممبز وخاصة عندما يقوم عازف الايقاع (الكاسور) الفنان سعد اليابس في جعل الطبله (الكاسوره) تغرد ايقاعات ملونه تثير الاعجاب ومع زميله قارىء المقام ستار الحجي في ادائه للمقام العراقي بمصاحبة ايقاع الخشابه البصري المميز الذي اصبح من سمات مدينة البصره وناقلا لملامحها.
الأستاذ الموسيقي مجيد العلي
ملحن وخبير موسيقي
محاضر بكلية الفنون الجميله بالبصرة قسم الموسيقى
الخشابه كلون غنائي يعني غناء المقام العراقي بمصاحبة الآت الايقاع - أستمع الى مقام بهيرزاوي بصوت قارئ المقام الشهير أبو عوف مع فرقة الخشابه