من طرائف الفنانين ايام زمان
2017-09-08
يرويها المحامي قحطان المتولي
الاستاذ المحامي قحطان عبد الباقي المتولي احد مؤسسي مركز الوتر السابع .. وأثناء حديثنا عن اخبار الفنانين ، حكى لنا حكاية جميلة أرتئينا ان ننقلها لكم .. حيث يقول :
" في نيسان/ أبريل من العام 1963 حصلت حملة اعتقالات لمجاميع كبيرة من الشباب وخاصة طلاب الجامعات بسبب أفكارهم اليسارية وأنتماء البعض منهم الى الشيوعيه ، وكنت انا من الذين اعتقلتهم السلطات رغم انني لم اكن انتمى الى أي حزب .. وعندما كنت موقوفاً في الموقف العام في سجن بغداد المركزي في باب المعظم ( وزارة الصحه حالياً ) جيئ بالفنانين أحمد الخليل وفاروق هلال ، وقضيت معهم ما يقارب الشهرين في التوقيف ، ومن طرائف الامور التي حصلت ، قام كلا من أحمد الخليل وفاروق هلال بتصنيع آلة عود .. وقد جهزهم بعض عناصر الحرس بالمستلزمات المطلوبة لصناعته ، حيث استخدموا جالون من الصفيح لزيت السيارات والذي عادةً يكون شكله متوازي المستطيلات وشدوا على فوهته خشبه عريضه ترتفع الى الاعلى بمسافة 20 سنتمتراً تقريباً وصنعوا مفاتيح لشد الاوتار من الخشب والصقت على الخشبه الطويله من الاعلى ثم شدوا خمسة أوتار تمتد من مفاتيح الخشبه من الاعلى الى أسفل الصفيحه . خلال النهار يخبؤن العود في المطبخ بسبب التعداد والزيارات التفتيشه المفاجئه ، فيقضون النهار بالتمشي في ساحة الموقف ، يتحاورون بالالحان واحيانا نسمع منهم دندنه او أغنية ، وأثناء الليل يذهب أحد الموقوفين الى المطبخ حاملاً البطانيه لكي يأتي بالعود بعد ان يضع البطانيه على رأسه لكي يخبئ العود تحتها بعيداً عن أعين الحراس الذين يملئون سطوح السجن ، ثم يبدأ الفنان احمد الخليل بالعزف عليه والغناء ، لم نشعر بالوقت الطويل الذي قضيناه في التوقيف حيث كل يوم كنا نستمع الى اجمل الاغنيات (أنا شسويت يا حبابي وهجرتوني ، گولولة الگلب يهواك ، حركت الروح لمن فاركتهم ، بعيونك عتاب .. وغيرها) ، وقد غادرت التوقيف قبلهم فأشتقت لجلساتهم والرجوع الى التوقيف ثانيةً".
|