صفحتنا على الفيس بوك

كتاب المقالات

محطات من الذاكرة

التصويت

ما رايك بنشاطات مركز الوتر السابع؟
 جيدة
 مقبولة
 تحتاج الى تطوير
النتيجة

الساعة الآن

لقاء مع فنان

لقاءات فنية

خريطة زوار الموقع

اللقاءات مع الفنانين

لقاءات فنية

تفاصيل المقال

الشيخ ملا عثمان الموصلي - طرائف ونوادر

09-08-2015

فاطمة الظاهر

الشيخ ملا عثمان الموصلي - طرائف ونوادر


طرائف ونوادر الملا عثمان الموصلي
الملا عثمان الموصلي  (1855 – 1923)
  ان الشيخ ملا عثمان الموصلي ذلك الشيخ الضرير قد بلغ من العمر عتياً وبقى على ذلك اعجوبة الزمان في الذكاء والفطنة ، وله نوادر عديدة منها إذا سمع صوت شخص عرف اوصافه من طول وقصر قامته ، وبياض وسواد بشرته ، وحسن ودمامة خلقة ، وعرف كم عمره وكم له من السنين ، ومن يتحدث معه فلن ينساه ابداً ولو بعد سنين ، وله القدح المعلى في الموسيقى ، كان يضرب على العود وله في العلوم الفلكية يتفوق فيها على علماء عصره ، وكان سريع الخاطر لطيف النوادر حاضر البديهة مع شراسة في الطبع وشدة في الاخلاق ، وهو قارئ وشاعر وعالم بفنون الموسيقى.

ولد عثمان الموصلي عام 1854م في الموصل ، وكان والده الحاج عبد الله يعمل سقاء متوارثاً المهنة عن أجداده ، توفي والده وهو في السابعة من عمره، فقد بصره وهو صغيراً متأثراً بمرض الجدري فعوضه الله بالبلاغة وفصاحة اللسان وألهمه من نعمه في صياغة الالحان ، فضمه جاره محمود بن سليمان العمري إلى أولاده وجعله موضع عناية حيث عين له معلماً حفّظه القرآن، وقد أعجب محمود أفندي بصوت عثمان فخصص له معلماً يعلمه الموسيقى والألحان، فنبغ فيها وحفظ الأشعار والقصائد، وشرع عثمان في تعلم علوم العربية على علماء عصره كالشيخ عمر الأربيلي وصالح الخطيب وعبد الله فيضي وغيرهم وكان يجيد اللغتين الفارسية والتركية ، موسيقياً عالم بالانغام واصولها وشاعراً باللغة التركية والعربية وعازفاً مجيداً على العود ، بارعاً بالالحان ، يمتلك حنجرة ذهبية للاصوات ، عمل لدى السلطان عبد الحميد وكان ممجداً ومهللا ويقيم الموالد النبوية في مسجد آية صوفيا في تركيا.


مما سمعناه من المرحوم محمود صبحي الدفتري انه بينما كان يسير بمدخل سراي بغداد المجاور للقشلة ، رأى من بعيد الملا عثمان الموصلي ومعه عبد الجبار خان زادة رئيس الكتاب في دائرة الاوقاف ، فاشار عليه الا يخبر الملا عثمان بمجيئه . وكان الدفتري قد سمع ان الموصلي يعرف الاشخاص من تلمس ايديهم ، وعندما مدّ الدفتري يده لمصافحة الملا عثمان ، اخذ يتلمسها محاولا معرفة صاحبها كعادته ، الا ان الدفتري بادره بقوله : ان هذه اليد لم يسبق ان تشرفت بمصافحتك ولكن لها حبا موروثا انتقل من السلف . وبقي ساكتا وبدأ بتحريك رأسه يمينا ويسارا كعادته ، وماهي الا لحظات حتى قال :
اوراق اخلاصي اذا ما كتبت
تنشر في الافاق حسن الاسطر
كلها محفوظة في مهجتــــي
ومهجتي عند فؤاد الدفتـــــــري
وكان يشير الى ان محمود صبحي هو ابن فؤاد الدفتري .

ويذكر الاستاذ محمد بهجة الاثري : اما ذكاؤه وفطنته فحدث عن البحر ولا حرج ، وكأني بمن لم يره يتردد في تصديق ما اذكره من غرائبه ونوادره ، كان الشيخ عثمان الموصلي  اذا سمع صوت انسان يعرف اوصافه من حسن منطقه او دمامة خلقه وطول أوقصر قامته ، وعرف كم سنة . واذا لمس يد رجل كان قد فارقه مدة من الزمن عرفه في الحال ، واغرب من هذا وذاك انه كان يعرف الرجل من قرع نعليه.


مر يوماً في طريق من طرق بغداد فسمع من احد البيوت صوت عود نشاز غير منتظم فعرف حالا ان وترا من اوتاره لم يحكم شده فوقف وطرق باب البيت بعصاه الغليظة وقال : يا ضارب العود احكم وتر النوى . فقال الرجل : انا اردت ذلك بارك الله فيك .


وذكر المرحوم عبد اللطيف ثنيان ان الملا عثمان الموصلي دخل بيروت وكان فيها المرحوم صالح افندي السويدي فتقدم اليه وصافحه دون ان بنبس بكلمة فاخذ يده وبقي يتلمسها هنيهة وهو لا يعلم بوجوده في بيروت واذا به يقول : سويدي ما الذي جاء بك الى هنا ؟

وذكر المرحوم رؤوف افندي ابن حسن افندي الشربتجي الموصلي انه دخل على الشيخ ملا عثمان الموصلي في جامع في الاستانة فوجد الشيخ جالسا للوعظ . فجلس قريباً منه ، فطن الشيخ ان الجالس ليس من المستمعين..  فقال : بيك افندي بكم الساعة ؟ فاجتهد رؤوف افندي بتغيير صوته وقال بالتركية : العاشرة والنصف ، فختم درسه بعد لحظة واحدة واخذ في الدعاء قائلا : اللهم صل وسلم على رسولك الرؤوف الحسن ، وجمهور المصلين يتبعونه بكلمة أمين ، وبعد تمامه قال : هل تحتاج بعدها الى التكتم عني ؟! .

يضيف المرحوم رؤوف افندي فيقول مررت معه ليلة في سوق ، وبينما نحن نسير ونتحدث اذ ضربت بعصاي باب حانوت وقلت له : هذا حانوت صاحبك فلان ، فقال : كلا بل حانوته الحانوت الاخر الذي بلصقه ... فتح الشيخ عثمان مع شريك له حانوتا في الاستانة للوراقة ، فما جاءه احد يطلب كتابا بغياب شريكه الا ومد يده وسلمه اياه بصورة يعجز ذو الابصار عن مثلها .

وذكر الدكتور يوسف عز الدين ان المرحوم ناجي القشطيني حدثه انه رأى الموصلي مرة عندما كان صغيرا ، ثم قابله بعد سنوات طويلة ، فسلم عليه ، فقال : يا ناجي اصبحت رجلا .


وكتب الاستاذ محمد صديق الجليلي ان الاستاذ فاضل النوري حدثه بانه كان يسير في شارع الجسر القديم ببغداد سنة 1921 ، فقابله الملا عثمان الموصلي خارجا من سوق السراي ، فاقترب منه وسلم عليه فاخذ يده بين يديه واخذ يدلكها ، ثم قال : اهلا حفيدي شيخي وسيدي النوري .


وذكر حادثة اخرى عن مصطفى ابن الشاعر احمد عزة باشا الفاروقي بان الشيخ كان يصلح الساعات باللمس اذا كان العطب صغيرا فيها .

ذكر الاستاذ احمد محمد المختار مؤلف كتاب ( علماء الموصل ) بانه دعي مرة لتلاوة جزء من القرآن الكريم في حفل اجازة العالمين الاخوين محمد رشيد وسعد الدين أبناء الشيخ صالح الخطيب ، وكان الشيخ عثمان طالبا لدى والدهما ، فاذا بالشيخ عثمان الموصلي يقرأ من سورة الكهف قوله تعالى : (( واما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان ابوهما صالحا فأراد ربك ان يبلغا اشدهما ويستخرجا كنزهما )) ، فدهش الحاضرون ، فقد كان والد هذين العالمين أسمه صالحا ، وقد تعلما علم والدهما على يد الشيخ عثمان الموصلي الذي كان هو بدوره طالباً لدى الشيخ صالح الخطيب ، وليس اجمل من العلم كنزا حفظه استاذهما الملا عثمان عن ابيهما .
نقلاً عن جريدة المدى العراقية

غزل حجاز بصوت الشيخ ملا عثمان الموصلي

غزل هزام بصوت الشيخ ملا عثمان الموصلي

المزيد من مقالات نفس الكاتب

المزيد من المقالات

ابحث في موقعنا

شاهد قناة الوتر السابع

أحصائيات

عدد الزوار حاليا : 4
عدد زوار اليوم : 135
عدد زوار أمس : 669
عدد الزوار الكلي : 1175299

من معرض الصور

فيديوات الوتر السابع