صفحتنا على الفيس بوك

كتاب المقالات

محطات من الذاكرة

التصويت

ما رايك بنشاطات مركز الوتر السابع؟
 جيدة
 مقبولة
 تحتاج الى تطوير
النتيجة

الساعة الآن

لقاء مع فنان

لقاءات فنية

خريطة زوار الموقع

اللقاءات مع الفنانين

لقاءات فنية

تفاصيل المقال

صباح الخير يا لولة.. أيقونة أغاني الصباح الجميل. د. باسل يونس ذنون الخياط

08-10-2020

د. باسل يونس ذنون الخياط

صباح الخير يا لولة.. أيقونة أغاني الصباح الجميل. د. باسل يونس ذنون الخياط


(صباح الخير يا لولة).. أيقونة أغاني الصباح الجميل.
د.باسل يونس ذنون الخياط
 
الصباح فاتحة النهار بعد انجلاء ظلام الليل، يستقبله الناس بالتفاؤل مرددين رسالة الصباح (صباح الخير).
 
لقد كان للصباح حضورا خاصا في الزمن الجميل، وكان لليل خصوصيته وللصباح خصوصيته، وكانت إذاعة بغداد تتوقف عن البث بعد منتصف الليل، ومع تباشير الصباح الأولى تبدأ ببث صفير البلبل قبيل بدء البث الرسمي. ثم جاءت الفضائيات وأفقدت الكثير من الخصوصيات التي كان يتمتع بها الناس، فتواصل الليل مع النهار، وأصبح البث على مدى ساعات الليل والنهار، فطار البلبل، وفقد الصبح بريقة إذاعيا، ولم نعد نسمع أغاني فيروز ولا أغاني الصباح التي كانت تُشنِّف أسماعنا صبيحة كل يوم من إذاعة بغداد، مثل أغاني (صباح الخير يا بلادي الجميلة) و (على شواطي دجلة مُرْ) وأغاني أخرى جميلة.
 
■ أغنية (صباح الخير يا لولة):
لقد كانت أغنية (صباح الخير يا لولة) تتربع على عرش أغاني الصباح في الزمن الجميل، وعاشت في وجدان أغلب العراقيين لعقود طويلة، وبعثت في نفوسهم المُعذَّبة دائما وأبدا آفاق الأمل وبهجة الحياة في صباحات حزينة. فاحبوها وتفاعلوا معها بحميمية إنسانية، وامتلكت بكلماتها المحدودة المؤثرة كل عناصر النجاح، لأنها كانت في منتهى الصدق والبساطة والشجن، وكانت تخاطب بعفوية مشاعر الساعين للوقوف على أبواب كرم الله تعالى في الصباحات الباكرة.
 
هذه الاغنية تخاطب كل سيدة باسم (لولة) كاسم دلع، وهو اسم علم مؤنث إسباني LOLA. ولأن الأغنية مميزة في كل شيء؛ فأنها كانت محببة من الجميع، مميزة ومُعبِرة وتفتح أبواب الأمل لسامعها بتميّز الصوت وكبريائه؛ وبمعنى الكلمات التي تتبارك باسم الله تعالى وتستذكر الخير. وكانت هذه الأغنية هي أغنية الصباح الأولى للعراقيين يترنمون معها ويحفظونها ويتفاءلون بها، إنها أغنية أصبحت لازمة في أيامهم ولابد أن يتفتح صباحهم على سماعها.
 
لقد غنت هذه الأغنية الفنانة المصرية السيدة (مَلَكْ محمد)، فظلَّ صوتها ولحن الأغنية وكلماتها هائمة في عوالم الخلود، على الرغم من غيابها التام على الأثير، إذ إن الإذاعات ما عادت تتعامل مع أغنيات الصباح الجميلة وصارت تفاجئ الناس بأصوات الصخب وأغاني الاسفاف وايقاعاتها المبتذلة التي أضحت أشبه بالفقاعات.
 
غنتها (مَلَكْ محمد) لعشاق بغداد ودجلتها الخالد وهي ترتدي فساتين عيدها لعاصمتنا الجميلة العابقة بنسمات الصباح الساحرة. غنتها بإبداع وبأداء مميز وبصوت ينقل المستمع إلى أجواء صباحية مفعمة بالتفاؤل، وبكلمات متدفقة نابضة صيغت بطريقة فريدة معبأة بسحر المفردة وجاذبية اللحن وحلاوة الصوت.
 
مطربة العواطف:
اشتهرت المطربة (مَلَكْ محمد) (1902-1983) بلقب (مطربة العواطف) لكونها تمتلك صوتاً يمتاز بغلالة من الأسى والشجن، واسمها الحقيقي (زينب محمد الجندي)، أما اسمها الفني (مَلَكْ محمد) فقد اختاره لها محمد حسني والد الفنانتين سعاد حسني ونجاة الصغيرة.
 
بدأت (مَلَكْ محمد) الغناء طفلة وهي في عمر العاشرة، وتدربت على يد الموسيقار (محمد القصبجي) وأجادت العود والتلحين. عملت في تقديم فقرات في الأفراح، وكانت تقلد منيرة المهدية، وكان أمير الشعراء أحمد شوقي من أشد المعجبين بفنها، وقد غنت بعض قصائده.
 
بدأت (مَلَكْ محمد) كمغنية عام 1925 ثم انضمت كمطربة وممثلة إلى فرقة أمين صدقي، ثم عادت إلى تختها لتغني الطقاطيق بكازينو البوسفور. ثم استأجرت قطعة أرض كانت مملوكة للأميرة شويكار زوجة الأمير أحمد فؤاد ابن الخديوي إسماعيل، وأقامت عليها مسرحاً، أطلـقت عليه (مسرح أوبرا مَلَكْ); وافتتحته سنة 1941 وظلت تعمل فيه.
 
تعرضت (مَلَكْ محمد) لانتكاسة كبيرة عام 1952 بعد حريق القاهرة الشهير يوم 26/1/1952 عشيّة قيام الثورة المصريّة عام 1952 والذي دمر مئات الفنادق ودور السينما والمحال التجارية، وشمل الحريق (مسرح أوبرا مَلَكْ) الذي اسسته بعد رحلة كفاح مريرة، ففقدت كل شيء وأصابها إحباط شديد، واحترق الأثاث والديكور والنوت الموسيقية للعروض الغنائية والصور التذكارية. كما احترق فلمها الوحيد ومجموعة من الآلات الموسيقية التي قُدمت لها كهدايا من كبار الرؤساء والشخصيات وهي في قمة المجد والشهرة.
 
الباشا نوري سعيد ومَلَكْ محمد:
تعرّف رئيس الوزراء (نوري سعيد) على السيّدة مَلَكْ عندما كان يتردّد على (مصر) قبل ثورة 23 يوليو، وكان من المعجبين بها كثيرا.
 
وبعد احتراق مسرحها (أوبرا مَلَكْ) تعاطف الباشا معها كثيرا، وقام بزيارة لمصر خصيصاً لها وعمل على استقدامها من مصر على نفقة الدولة وخصص لها مكاننا لائقا وراتبا شهريا وبقيت بضعة سنوات في بغداد، فاستعادت معنوياتها وخرجت من عزلتها وقدّمت للإذاعة العراقيّة أربعة أغاني جميلة جديدة، كان أهل بغداد يردّدونها، وهي (أنا في انتظارك يا ورد) و (يا حلوة الوعدِ ما نسّاكِ ميعادي) و (زين زين) و (صباح الخير يا لولة) وهي من ألحانها وأدائها.
 
لقد كانت أغنية (صباح الخير يا لولة) الهدية الأجمل التي قدمتها (مَلَكْ محمد) لبغداد تعبيرا عن حبها وبرّها ووفائها لهذه المدينة التي احتضنتها في محنتها، وظلت هذه الأغنية تتربع على موقع الصدارة في أغاني الصباح في إذاعة بغداد وباقي الإذاعات العربية. وكان الناس يستمتعون بهذه الأغنية في كل صباح، وبمعانيها وأدائها المتدفق النابض بأسمى المعاني.
 
لقد كانت الفنانة (مَلَكْ محمد) تعشق العراق بجنون حتى ظن المستمع العراقي لأغانيها أنها عراقية لتقارب لهجتها مع الناس. وقد عادت إلى مصر وأعادت تكوين فرقتها عام 1957 واستمرت في نشاطها الفني. وقد توفيت سنة 1983 عن عمر يتجاوز الثمانين، ولكن تبقى أغنيتها (صباح الخير يا لولة) أيقونة أغاني الصباح وتعيش في ضمائر مستمعيها.
 
كلمات أغنية (صباح الخير يا لولة):
 
أيا قاصدين باب الله .. على الله كل متعسِّرْ 
ومن يقصد جناب الله .. يعيش العمر مُتيسِّرْ 
ولا ينضـام يـا (لولا) .. ولا يتـلام يـا (لـولا)
******
بحمدك ساحت الـدجلـة .. تـروىِّ أرضنـا السـودة
وتسقى الخوخ والباجلة .. في روحتها وفي العودة
وتسـقى الـورد يـا (لولا) .. وأنتِ الـورد يـا (لولا)
******
يا عزُّه من يبات قـانعْ .. من الرحمن يتطلَّبْ
يا ذُلّه من يبات طامعْ .. على الجنبين يتقلبْ 
على الجنبين يا (لولا) .. ولا يرتـاح يا (لولا)
******
على بغداد يا قاسمة .. على بغداد يا رقية 
على بغداد يا بسمة .. على بغداد يا مايّة

على بغداد يا (لولا) .. على بغداد يا (لولا) 

المزيد من مقالات نفس الكاتب

المزيد من المقالات

ابحث في موقعنا

شاهد قناة الوتر السابع

أحصائيات

عدد الزوار حاليا : 6
عدد زوار اليوم : 311
عدد زوار أمس : 547
عدد الزوار الكلي : 1081557

من معرض الصور

فيديوات الوتر السابع