معايير مصداقية المعلومات عبر الانترنت

2015-08-03

بحث وكتابة : فاطمة الظاهر

من اجل مصداقية اكثر للبحوث التي تنشر على الانترنت وصفحات المواقع الالكترونية أرتئينا نشر هذا البحث المختصر ليكون دليلاً يسترشد به الباحثين لضمان الصدق والثبات في بحوثهم العلمية

في هذا العصر أصبحت تقنية المعلومات من الضرورات التي لا يستغنى عنها أحد ، ومن أهم مظاهرها هي شبكة الانترنت  ، ويعتبرظهور الإنترنت وما رافقه من ثورة هائلة في كمية المعلومات المتاحة للتداول بين الناس من أهم الأسباب التي أدت إلى أن يطلق على مجتمعنا المعاصر مجتمع المعلومات وعصرنا الذي نحياه الآن بعصر المعلوماتية، فمن المعروف أن الإنترنت يحتوى على كم هائل من مصادرالمعلومات التي يستقي منها كثير من الناس معلوماتهم ومنها الكتب الإلكترونية، قواعدالبيانات، الدوريات الإلكترونية، الموسوعات الإلكترونية، المواقع التعليمية،المواقع الإخبارية، المواقع الشخصية، والمنتديات وساحات الحوار.
في السابق كان الناس يحصلون على المعلومات من الكتب والدوريات المطبوعة، وبعض الوسائل الإعلامية، فالمعلومات المنشورة في الأشكال التقليدية من كتب ودوائر معارف ومقالات دوريات علمية محكمة يغلب عليها المصداقيه من جهة توفر اسم المحرر أو المراجع أو اسم الجهة الأكاديمية أوالبحثية الراعية لتلك المعلومات التي يمكن من خلالها الاستدلال على حداثة المعلومات و التحقق من توفر عنصر الثقة فيها
والآن أصبح الإنترنت هو أوسع قناة للبث الإعلامي، ولعل هذا هو الجانب الحسن في الموضوع،ولكن تكمن المشكلة في حقيقة أن الإنترنت يتيح إمكانية نشر أي معلومات بصرف النظر عن مجالها أو أهميتها أو الجمهور المستهدف بحيث تكون متاحة لأي شخص في أي موقع في العالم يستطيع استخدام جهاز الحاسب ويتمكن من الدخول على مواقع الإنترنت
لذا ازداد في الآونة الأخيرة النقاش حول الثقة والاعتماد على المعلومات الموجودة على شبكة الإنترنت، فالمشكلة ليست حول المعلومات الغير صحيحةعلى شبكة الإنترنت فقط، ولكنها تتوسع لتشمل المتلقي للمعلومات، فالمعلومات الغيرصحيحة ليس لها أهمية ما لم تصدق، ولكن الطامة الكبرى أن كثير من الناس يصدقون كلّ شيء يرونه تقريبا على شبكة الإنترنت، فطبقاً لأحد الدراسات التي أجريت في أمريكا حول هذا الأمر فإن نصف مستعملي الإنترنت يعتقدون بأنّ أكثر أو كلّ المعلومات الموجودة على الإنترنت موثوقة ودقيقه.
وهنا تكمن مشكلة الدارس انه قد يلجأ إلى معلومات غير موثوقه ويستخدمها كمصادر في بحثه الأمر الذي يتعارض مع أهم اشتراطات البحث العلمي وهو الأمانة والصدق ويصبح بذلك ناقلا لمعلومات مغلوطة أو خاطئة ويبني عليها بحثه الأمر الذي يؤدي إلى عدم صدق الدراسة التي يعدها.

تقويم مصداقية المعلومات المأخوذه من الانترنت
يجب ان نتخذ بعض الحيطة والحذر وتوخ المصداقيه ودقة المعلومالت التي نأخذها من الانترنت، وخاصةً ان بعض الباحثين يُضمن بحثه معلومات مأخوذه من بعض المواقع ويكتب ويوثق عنوان الموقع بأعتباره مصدراً من مصادر المعلومات . وقد يصعب حسم مصداقية المصادر المأخوذه عبر الشبكه ، وذلك ان هذه المواقع هي خليط من المعلومات العلمية والاخباريه والتسويقيه ومواقع التسليه والاعلانات والترويج الفكري ، ولابد ان ننظر اليها بشكل مختلف عن نظرتنا الى المصادر التقليديه المتعارف عليها من مصادر المعلومات المطبوعه ، وطالما أن أي شخص يمكنه وضع أي ماده مصورة او مقروءه في الشبكة العنكبوتيه ، لذلك من المهم تقويم المعلومات التي نريد أخذها عبر الشبكة بشكل يجعلنا متأكدين بشكل كاف من مصداقيتها خاصةً اذا كنا سنستخدم هذه المعلومات لأغراض بحثيه

بعض المؤشرات التي تساعد على التقويم
أن معرفة المجال (    URL ) سيعطي فكرة عن الغرض الذي من أجلة أعد الموقع وهذا يساعد على أعطاء فكرة مبدئيه عن مستوى القيمة والمصداقيه قبل ان نطلع على المعلومات من خلال الموقع ، فمعظم مواقع الانترنت تقع في واحده من الفئات الخمسه التاليه:
1-صفحات المنظمات : (organizations)   وغالباً هذه المواقع تحاول التأثير على الرأي العام من باب ترويج الافكار ، ومجال هذه الصفحات ينتهي في الغالب ب(org) 
2-الصفحات التجاريه والتسويقيه وهي للمؤسسات التجاريه (commerc)  وغالباً ما تعمل هذه المواقع على ترويج سلعة ما ، ومجال هذه الصفحات ينتهي في الغالب ب (COM)
3-الصفحات المعلوماتيه الحكوميه :  (Govermment)  أغلب هذه الصفحات مدعومه من الوزارات والمؤسسات الحكوميه وتهدف الى أظهار معلومات ذات حقائق ، وغالباً مستوى المصداقيه فيها يكون مرتفعاً وينتهي مجال هذه الصفحات ب   (GOV)
4-الصفحات التعليميه :  (Education) وهي مدعومه من المؤسسات التعليميه وموجوده أساساً للطلاب والعاملين في حقل التعليم ، وتهدف الى الآعلام والتوثيق ، وغالباً مستوى المصداقيه فيها مرتفعاً ، ومجال هذه الصفحات تنتهي ب (EDU)
الصفحات الشخصيه -5 :(personal)  وهي صفحات لبيع المعلومات ويأخذون مقابل مادي لآستخدام قاعدة البيانات ، ومحتوى هذه المواقع يعرض الكثير من المنشورات المطبوعه وتكون غالباً مرتبطه بمجموعة مصادر في مكتبات رقمية أفتراضيه ، محتوى مثل هذه النوع من القواعد والبيانات تكون مصداقيتها مرتفعه ، لانها مقومه بواسطه المكتبه كمصادر معلومات موثوق بها ، ومجال هذه الصفحات ينتهي ب (com)

وهنالك عدد من المعايير مقترحه لتقويم مصداقية المعلومات المأخوذه من الانترنت
عند دخول الموقع لابد ان نسأل انفسنا هل هذه الوثيقه او المعلومه مناسبه للبحث المراد استخدامه؟
فأن كانت الاجابه بنعم نراعي المعايير التاليه :
1-التأكد من أن للمعلومات مسؤول واضح ومعرف ولديه مؤهلات وخبرات مناسبه للكتابه في مجال المعلومات التي نريد أن نأخذها ، وان يكون له عنوان واضح يمكن الاتصال به او بالمسؤول عن الموقع
2-التأكد من أن طبيعة عرض المعلومات غير متحيز لجهه أو فئه أو أي جانب
3-التأكد من أن المؤلف لا يحاول بطرق غير مباشرة او بطرق ماكرة ان يهز قناعات المستفيدين
4-وجود مؤشرات على دقة المعلومات وصحتها مثل ذكر المصادر التي استخدمت في تكوين المعلومات تكون معروفه وموثوق بها
5-يجب ان تكون اهداف الموقع ومقاصده معلنه بوضوح ، فهذا سيساعد في معرفة الهدف من عرض المعلومات التي نجدها فيه والاجابه على السؤال التالي وهو ما الغرض الذي يرمي اليه الموقع ، هل الإخبار ام شرح ام تفسير أم أقناع
6-الاطلاع على تاريخ انشاء الموقع ، فمن الناحية النظريه كلما كان الموقع قديماً كلما كان اكثر عراقه وخبرة
7-احتواء الصفحه على ما يدل على تحديثها حتى تاريخ التصفح
8-حدائة الروابط ان وجدت والتأكد انها سارية المفعول
9-النظر الى مدى شمولية الموقع لنوع المعلومات المأخوذه ، فأن التغطية الشاملة أحد مؤشرات التخصص وصدق المعلومات ودقتها
10-مراعاة خلو صفحة الموقع من الاعلانات ، وانه لا يوجد في الصفحه صور اكثر من النص المكتوب ، واذا وجدت فيجب ان تكون لها علاقة مباشرة بالموضوع
11-سهولة التصفح وعرض المعلومات

هذه المعايير مرتبه ترتيباً تنازلياً وحسب الاهمية ، وعلى الرغم من صعوبة الحكم على مصداقية المعلومات المأخوذه من مواقع الانترنت الا اننا اذا اخذنا الحيطه في تطبيق هذه المعايير فأن مستوى المصداقيه سيتناسب طردياً مع عدد المعايير المتحققه ، فأذا تحقق معظم أو كل هذه المعايير حتماً سيرتفع مستوى مصداقية الوثيقه خاصةً اذا كنا سنستخدم مثل هذه المعلومات في بحث نحرص على أن تكون نتائجه في أدق درجه ممكنه.
نتيجه لتوسع نطاق الانترنت وفضاء المعرفه والمعلومات وأصبح العالم قريه صغيرة وفي أمكانية أي شخص الوصول الى المعلومه أينما كانت  طالما يملك آلة الحاسوب ويستطيع أيضاً المشاركه فيه ، أصبح وهذه الحاله من الضرورة في وضع قانون أخلاقي عام يحكم الفضاء المعرفي

وقد حدد اليونسكو معالم أطار هذا القانون في العناصر التاليه
1-حق الاتصال يعتبر حق اساسي من حقوق الانسان.
2-حق المشاركة في مجتمع المعلومات.
3-تشجيع المشاركه عبر اللغات و الثقافات المختلفه واتاحة التعدديه اللغويه عبر الشبكة .
4-الاهتمام بالجوانب الاخلاقيه .
5-حق التعليم والتدريب المستمر.
6-حرية التعبير عن الرأي.
7-حق الخصوصيه واستخدام نظم التشفير في تحقيق ذلك
8-حق الوصول للمعلومات وتحقيق التوازن بين حق المنتج
   والمستهلك واتاحة  المعارف عبر المكتبات الالكترونيه الرقميه .
9-التعاون الدولي من اجل تقليل تعارض القوانين في الدول المختلفة .
10- وضع الضوابط و التشريعات التي تحفظ المعلومات و المعارف المتاحة رقميا .

المزيد من الاخبار