صفحتنا على الفيس بوك

كتاب المقالات

محطات من الذاكرة

التصويت

ما رايك بنشاطات مركز الوتر السابع؟
 جيدة
 مقبولة
 تحتاج الى تطوير
النتيجة

الساعة الآن

لقاء مع فنان

لقاءات فنية

خريطة زوار الموقع

اللقاءات مع الفنانين

لقاءات فنية

تفاصيل الخبر

تعدد التصويت في الموسيقى العربيه - الباحثه فاطمة الظاهر


2013-08-04

تعدد التصويت في الموسيقى العربيه - الباحثه فاطمة الظاهر

 الوتر السابع

المصدر : الوتر السابع
مختصر لبحث مطول على شكل مقال مقتبس من بحث قدمته السيده فاطمة الظاهر للمعهد العالي للموسيقى العربيه في القاهرة
 
تعدد التصويت في الموسيقى العربيه
  
لقد اكدت المراجع والمخطوطات الموسيقيه العربيه القديمه , كما اكدتها البحوث الحديثه , ان للعرب الاسبقيه في نشأة نظريه تعدد التصويت في موسيقاهم العربيه حيث وجدت في مخطوطات الفيلسوف الكندي ( ولد 260 هجريه) الذي يعد اول من تكلم عن تعدد التصويت ,  وطبّقه في كتابة (تمرين للعود مهرمن)  قام بتدوينه بالنوته الحديثه عدة باحثين حيث أدرج الكندي فيه مسافاته الهارمونيه المستخدمه ضمن (قواعد اتفاقات النغم )
 
ثم جاء بعده الفارابي ( ولد 873 هجريه) وتحدث عن (الكمالات العشر) في صناعة الموسيقى ( أي تعدد التصويت) ثم  تحدث عن  فن التمزيج ( الاصطحاب) واسماه "مخلوطات النغم"
ويعد كتاب "الموسيقى الكبير" الذي وضعه الفارابي أعظم مؤلف في الموسيقى العربية وضعه العرب منذ فجر الاسلام حتى يومنا هذا.
 
اما ابن سينا(ولد 259 هجرية) فأن نظرياته في تعدد التصويت تعد منهج علمي ذي قيمة فنية عالية ,  وقد تحدث عنه تحت مصطلح " محاسن اللحن" التي تفرعت الى اربعة انواع : 
 
الترعيد – التمزيج – التبديل – التركيب.
ثم استنبط من التمزيج فرعا اسماه التشقيق , ومن التركيب فرعا اسماه الابدال.
 
ويأتي دور " صفي الدين عبد المؤمن الارموي"  (ولد 613 هجريه) ليحدد الابعاد المتفقة و الابعاد المتنافرة في نظريات ( فن الاصطحاب او اتفاقات النغم).
 
و اخيرا يؤكد " محمد بن عبدالحميد اللاذقي" ( توفي 900 هجرية) جميع نظريات من سبقه من علماء العرب في علم تعدد التصويت ( فن الاصطحاب او اتفاقات النغم).
 
يتضح مما سبق ان الموسيقى العربية عرفت علم (( تأليف الموسيقى بأسلوبيه  البوليفوني والهموفوني ( أي الهارموني كمصطلح حديث) ولكن حددته بمصطلح (اتفاقات النغم) وذلك منذ القرن الثاني الهجري ( التاسع الميلادي) وحتى الثامن الهجري ( الخامس عشر الميلادي) .
مما سبق تتضح نظريات علم ( اتفاقات النغم) في مخطوطات علماء العرب الاقدمين بأسلوب علمي  وتطبيقي . فلا يمكن لعالم ان يضع نظرية دون سابق لتجربتها فأن النظرية هي وليدة التجربة  ,  ويؤكد التاريخ الموسيقي ان هؤلاء العلماء الاقدمين كانوا موسيقين مبتكرين  وعازفين على الة العود ( الالة العربية الرئيسية في ذلك الوقت) .
اذن يمكننا القول ان الموسيقى العربيه تطورت في مراحل التاريخ منتهجه كلا من الاسلوبين المونودي ثم البوليفوني مثلها مثل الموسيقى الغربيه ,  ولكن الموسيقى الغربيه اخذت نظريات العرب الاولى وانطلقت في مراحل تطور متسارعه ,  بدءاً بالاسلوب البوليفوني الكورالي , ثم  الآلي , فأسلوب الهموفوني , ثم الاسلوب الحديث ، في الوقت التي كانت بغداد ( عاصمه الخلافه العباسيه) قد  أُحرقت  وأغرقت فيها أكبر مكتبه علمية  فنية عرفها العرب . فتوقفت النهضه العلميه العربيه عند هذه الحدود.
أن علم الهارموني ونظرياته في الموسيقى العربيه كان له دور سابق في الموسيقى العربيه سبق النظريات الغربيه
في الموسيقى العربيه وكل الموسيقات الاخرى هنالك ما يعرف بالتلحين والتأليف ، ويجب ان نميز بين التلحين والتأليف الموسيقي ، ففي الموسيقى العربيه التلحين هو خط موسيقي  لحني واحد يصاغ لآلات التخت الموسيقيه التقليديه او الموسعه  والتي تؤديها جميع الالات في آن واحد وبخط لحني واحد ويعتمد على عنصرين فقط هما ( اللحن والإيقاع ). 
اما التأليف الموسيقي في الموسيقى العربيه بمفهومه  الفني العلمي هو  أبداع في الافكار الموسيقيه  ( أي الالحان موسيقيه ) محاطه  بالكثير من التشابك والتوسيع والتعمق في فكرة اللحن , وذلك من خلال التكثيف النغمي  وإثراءة  بألاساليب  البوليفونيه ,  (رأسياً ويعرف بالهارمونيه) و(أفقياً ويعرف بالكونترابنطيه) .  ثم يصوغ المؤلف الموسيقي افكاره هذه في بناء  فني  متماسك  واضح المعالم  لتصبح  مفهومه يسهل تتبعها  وتقبلها وهذا ما يسمى بمصطلح ( الفورم ) لدى الموسيقين الغربيين . فالتأليف الموسيقي إذن هو أبداع فني متعدد العناصر وتشتمل على  ( اللحن , الايقاع , البناء الموسيقي , التكثيف النغمي " أي الهارموني " , التلوين الصوتي " أي الكونترابنط" ) وهو بهذا  يختلف  إختلافاً  جذرياً عن التلحين الشرقي  والذي كما ذكرنا يعتمد على  عنصرين فقط هما :  عنصر اللحن والايقاع
تعتبر مصر لها الفضل  والسبق في  انتهاج موضوع  قضيه تعدد التصويت في الموسيقى العربيه من بين جميع البلاد العربيه , ففي فترة الثلاثينيات  إستشعر الموسيقيون الاوائل في مصر بحاجتهم  القويه  للتعبير عن ذواتهم من خلال  رسم صور موسيقيه جديده  تعبر 
عن واقع مجتمعهم  وعراقة حضارتهم  وثراء تراثهم الغني  بالصور الانسانيه الحضاريه  الثقافيه المنوعه  , والتي لم يستطع التلحين الموسيقي ان يبرزها ويعبر عنها  بآفاقها  الفسيحه  الرحبه , ولاجل نشر هذه الحضارة  وهذا التراث  بين  شعوب العالم الغربي  بشكل  يكون  مقبولاً ومفهوماً , فأنطلقت  حفنه من الموسيقين الشباب ممن اتيح  لهم الاتصال  بالموسيقى الغربيه  ودراسة اساليبها  وتعبيراتها , بحثاً عن تعبير موسيقي  جديد  وخارج  الاطار التقليدي للأغنية المصريه المتوارثه ,  فدرسوا هؤلاء الموسيقين  فنون التأليف الموسيقي الغربي  لكي يجدوا  فيه عوناً  في التعبير عن هويتهم  وعن روحهم المصريه  تعبيراً صادقاً , فأنطلقوا في كتابه مؤلفات موسيقيه مصريه ,  كانت بمثابة الخطوات الاولى في طريق شائك وشاق لم يطرق من قبل.
 
وهكذا نرى أوائل الموسيقين الذين عملوافي مجال التأليف الموسيقي وهم يوسف جريس , وابو بكر خيرت وحسن رشيد  الذي  وظف كل  طاقاته  الابداعيه  الموسيقيه والغنائيه التي درسها في بريطانيا في تأليف اوبرا مصريه الموضوع ,  تلحيناً وغناءاً وكورالياً واوركسترالياً ,  فأختار من كلاسيكيات الشعر العربي ( مسرحيه شوقي الشعريه ) ( مصرع كليوباترا )  لكي تكون اوبراه فلحن قسمها الاول واسماه  ( مصرع انطونيو )  ولكنه قضي  قبل ان  يستمع  اليها او  تقدم على  المسرح . 
وبهذه الشجاغه غرس الرعيل الاول البذره الاولى للتأليف الموسيقي في مصر, بمعناه المتشابك  والغزيز بالتكثيف اللحني  والبناء الموسيقي  والتلوين الصوتي , وبهذا وجد هذا الفن الموسيقي مناخاً جديداً يدعوه للنمو والانتشار.
 
وعبر الاجيال الجديده من المؤلفين الموسيقين في مصر والذين جاءوا بعد جيل الرواد اثبتوا جدارةً وتميزاً في الابداع في هذا الفن الموسيقي الجديد ذي الابعاد المركبه في اللحن والايقاع وأستخدام التكثيف النغمي ( الهارموني ) القديم والحديث بنوعيه وفي البناء النغمي ( الفورم ) والتلوين الصوتي ( الكوينترابنط ) .
حيث اصبح التألف الموسيقي حاجه فنيه ذوقيه لعدد كبير من الاعمال السينمائيه والتلفزيونيه وتلك التي تمثلت بالموسيقى التصويريه والتي اصبحت لا غنى عنها لنجاح الانتاج السينمائي والتلفزيوني  ,  فأخذ التأليف الموسيقي في الانتشار الواسع  في مصر ودول عربيه أخرى فبرز بعض المؤلفين الموسيقين وخاصةً أولئك الذين أُتيحت لهم فرصة الدراسه في الدول الغربيه فكان لموسيقاهم التأثير البالغ على الجمهور العربي  التواق الى الاعمال الفنيه العربيه  بنكهه شرقيه  ولكنها  بنسيج فسيفساي  تحمل في  طياتها الكثير من الجمال والزخارف  والقدرة على التعبير بشكلها الواضح والصريح . وهذا ما حصل فعلاً فقد استساغها الجمهور واعجب بها ، وبهذا يكون المجتمع العربي  قد نال حقه في التمتع  بثقافه  موسيقيه  شامله  متكامله الاركان.
ونجد اليوم العديد من الشباب الأكاديمين يعملون في هذا النوع من الموسيقى وقد قام العديد منهم بتحويل الأغاني الفلكوريه والشعبيه الى مؤلفات موسيقيه مستخدمين فيها تعدد التصويت بنوعيه الهارموني والكونترابنطي ، وبخاصه في العراق ، فقد عمل الجيل الأكاديمي الجديد في وضع تأليفات موسيقيه لبعض الأغنيات التراثيه حملت في بناءها الكثير من التشابك والتكثيف النغمي والتوسيع والعمق في فكرة اللحن وتحمل في معانيها الكثير من جماليات هذا الفن 
ولربما سائل قد يسأل أيهما أفضل للموسيقى العربيه ، هل هي الهارمونيه أم الكونترابنطيه ؟  
أن  النظريات الموسيقيه السابقه التي وضعها علماء وفلاسفة العرب القدماء تتفق ومبادئ نظريات الاسلوبين الكونترابنطي والهارموني في الصياغه الموسيقيه العالميه ، أي أن النوعين تصلح للموسيقى العربيه ، ولكن طابع الموسيقى العربيه يتميز عن الموسيقى الغربيه بأشتماله على بعد أو (مسافة الثلاث ارباع التون) الذي تخلو منه الموسيقى الغربيه , بهذا اصبحت الموسيقى العربيه تمتلك من الروحيه والطابع الذي يميزها عن الموسيقى الغربيه رغم وجود بعض المقامات والتي هي مقامات موجوده في الموسيقى الغربيه (كالعجم والنهاوند والنوآثر والحجاز) الا ان طابع الموسيقى العربيه ينحصر في انها موسيقى لحنيه يختلف المسار اللحني فيها عند الانتقال والتحرك في المقام الواحد بما لا يتفق مع انتقالات نفس المقام في الموسيقى الغربيه , لذلك اتسمت هذه المقامات بالطابع العربي المميز . وبما ان اللحن هو حركه الانتقال من نغمه الى اخرى  , فأن وجد الى جانب هذا  ,  شئ من تعدد التصويت وجب ان يكون من النوع الذي لا يؤثر على وضوح اللحن الاساسي ولا على طابعه العربي الاصيل بل يكون مقوياً ومحسناً له. وهذا ما اطلق عليه ( ابن سينا ) " محاسن النغم " والذي يتفق اليوم ومبادئ علم الهارموني ( توافق الاصوات ). فالأسلوبين يصلحا ومدى صلاحيتها للعمل الموسيقي في الموسيقى العربيه يعتمد على المسار اللحني للعمل نفسه وعلى ذائقه وفكر المؤلف الموسيقي في أستخدام هذان الأسلوبين في محلهما دون الأخلال باللحن الرئيسي للمؤلفه الموسيقيه.
 
 
المصادر
1-علم الكونترابوينت – د. محمد عزيز شاكر ظاظا – دار الحصاد للنشر-1997
2-الموسيقى البوليفونيه – محمد كمال اسماعيل – الهيئه المصريه للكتاب - 2003
3-التركيبات الهارمونيه في موسيقى القرن العشرين – الجزء الاول – التركيبات الثلاثيه – الدكتور هدى ابراهيم سالم -1983
4-التأليف الموسيقي المصري المعاصر – مراجعه سمحه الخولي
5-كتاب الموسيقى النظريه – محمود احمد الحفني – 1946
6-الموسيقى النظريه – سليم الحلو – دار مكتبه الحياة – بيروت – 1961
7-البناء العلمي لاتفاقات النغم في الموسيقى العربيه – رساله دكتوراه –
    نعيمه صادق بطرس – 1987
8-الاستفاده من الرواد المصريين في التوزيع الآلي – رسالة دكتوراه – 
    محي الدين عاصم – 1999

المزيد من الاخبار

ابحث في موقعنا

شاهد قناة الوتر السابع

أحصائيات

عدد الزوار حاليا : 4
عدد زوار اليوم : 263
عدد زوار أمس : 856
عدد الزوار الكلي : 1085481

من معرض الصور

فيديوات الوتر السابع