صفحتنا على الفيس بوك

كتاب المقالات

التصويت

ما رايك بنشاطات مركز الوتر السابع؟
 جيدة
 مقبولة
 تحتاج الى تطوير
النتيجة

الساعة الآن

لقاء مع فنان

لقاءات فنية

خريطة زوار الموقع

اللقاءات مع الفنانين

لقاءات فنية

تفاصيل الخبر

عملية التفاعيل بين المؤدي والمتلقي في العروض الموسيقية


2014-03-21

عملية التفاعيل بين المؤدي والمتلقي في العروض الموسيقية

هذا الموضوع مستقطع من بحث للاستاذ ميسم هرمز والموسوم

(عملية التفاعيل بين المؤدي والمتلقي في العروض الموسيقية )

والمنشور في مجلة الاكاديمي عدد 66 للعام الحالي


الاستاذ الفنان ميسم هرمز

المسرح الموسيقي تصميماً
ارتبطت الموسيقى منذ القدم بمكان العرض الخاص بها، وينسب البعض ظهور المسرح الموسيقي إلى الشاعر اليوناني الضرير هوميروس الذي كان يقدم مسرحياته الغنائية الجوالة عن طريق غنائها في فضاءات خارجية حيث كان يجلس دائما على خشبة (جذوع أشجار) ليكون أكثر مرئياً وواضحاً للجمهور وكان يتجمع حوله بشكل نصف دائري، وتعزى فكرة بناء المسرح بشكل قوس وتسمية خشبة المسرح إلى هذه الفكرة.
إلا أنّ من الواضح أن الموسيقى قد ارتبطت بفن العمارة فيما بعد وبشكل كبير وخاصة أن مفهوم الفن الموسيقي هو فن تشكيل الزمان أما فن العمارة هو فن تشكيل المكان، ولعلاقة المكان بالزمان خصوصية واسعة لا يمكن تجاهلها ضمن جمالية الفن.
بدأ فن العمارة بدايته الأولى بشكل لا صلة له بالفن بوجه عام، وارتبطت أصوله الأصلية بالمنفعة وحاجة الإنسان، المتمثلة في كوخ كمسكن له أو معبد يتعبد فيه، لذا يتضح ان الإنسان لم يبن هذه الأعمال المعمارية من أجل ذاتها، كما انه لم يكن له فيها حاجة ان تكون ذات طابع فني.
لكن الإنسان بعد ذلك عمل على بناء  أشكال معمارية فنية وجمالية.وهكذا بدأ تحول العمارة من وسيلة نفعية فقط الى بداية لفن المعمار، التي أطلق عليها هيجل الأبنية التي لها وجود مستقل، ولا تستمد مدلولها من هدف أو حاجة خارجية. وهي عمارة تحقق شكلا رمزيا، ذلك ان شكلها لا يستطيع ان يعبر عن مدلولها الا على هذا النحو...اما شوبنهاور فيقرر ان فن المعمار تسوده غايات نفعية، وان الغايات الجمالية في هذا الفن غالبا ما تكون تابعة ومحكومة بالغايات النفعية،فيقول:- تختلف الانجازات المعمارية عن أعمال الفنون الأخرى، من حيث أنها نادرا ما تحقق الغايات الجمالية الخالصة. فهذه الغايات تكون بصفة عامة تابعة لأغراض نافعة أخرى، تعد دخيلة على الفن ذاته .
أما في تعبيره عن الجمال ووسائل هذا التعبير، وجدناه يتم على أنحاء عدة، بحسب مادة التعبير فإذا كان الحجر كان التعبير بالمعمار، وإذا كانت اللغة، كان التعبير بالشعر، وإذا كانت النغمة كان التعبير بالموسيقى، وإذا كان اللون أو كان التعبير عن الشكل الإنساني، كان ذلك في فنون التجسيم...ويرى شوبنهاور أن انتظام الشكل والتناسب والتماثل الإنسجامي كل هذه الكيفيات الهندسية لايمكن أن تكون موضوعا لأي فن من الفنون الجميلة، لأنها خصائص للمكان لا للصور، والفن لا يعبر الا عن الصور ولهذا فان قيمتها، حتى في المعمار ثانوية دائما .
وعلى الرغم من أن فن العمارة هو بالأساس حاجة للإنسان أكثر من فن كما يعدّه البعض بشكل عام يتأثر باتجاهات الناس وبثقافة الفرد،...إذ إن لكل عصر من العصور بل لكل بيئة فن معماري خاص...ويرى الكثير أن إتجاه العمارة إلى تحقيق الأغراض النافعة لا يخرجها عن نطاق الفن وأسس الجمال، فهي تحقق الجانبين معا، الجانب النافع والجانب الجمالي، والعمارة مع انها عمل فني_ هي تعبير شخصي يختلف من معماري إلى آخر... والعمارة فوق أنَّها فن تعبيري يعكس انطباعات المعماري وأحاسيسه الشخصية، فهي مرآة تعكس اتجاهات العصر الذي توجد فيه .
وهنالك علاقة محسوبة بين العمارة والموسيقى ،فإذا كانت الموسيقى هي ترجمان العاطفة،فتلك العاطفة قد انعكست على الطابع المعماري وفنون بنائه وتشكيل طرازه. فموسيقى القبائل البدائية تنعكس على مبانيها وطابعها البدائي أو أكواخها المتماثلة والمتراصة بغير توافق أو تجانس، والموسيقى العربية ذات الأنغام المتجانسة والتكرار المستمر للنغمات يمكن قراءتها والاستماع إليها بسهولة على واجهات مباني الطراز العربي أي التكرار السطحي المستمر بالنسبة للعقود والزخارف .وان تغير شخصية العمارة العربية من بلد الى آخر وتغير شكل العقود والقباب، قد وجد له تماثلا في تغير شخصية الموسيقى المعاصرة له.
والموسيقى الكلاسيكية(العالمية) في كل بلد بما فيها من تعقيد أو بساطة وجدت لها انعكاسا صريحا على العمارة التي عاصرتها وانطبعت ألحانها وأنغامها على واجهات المباني وزخارفها ونسب تكوينها فالعلاقة بين موسيقى الأوبرا الايطالية وطراز عمارة عصر الرنسانس الايطالي، أو الأوبرا الألمانية والعمارة الألمانية، أو الفرنسية التي صاحبت عمارة العصر، تؤكد ان موسيقى كل بلد من تلك البلاد ماهي الا لغة العمارة نفسها، أو أنّها تجمدت لتشكل الطراز.
إن تلك العمارة يمكن كشفها بوضوح في العلاقة بين الطرز المعمارية الهندية والصينية القديمة منها والحديثة وتطور العلاقة معها وأن هنالك علاقة أبعد من ذلك بين أشكال الآلات الموسيقية لكل عصر وعلاقتها بطراز المباني كالعود العربي والقباب، والآلات الوترية الفرعونية وزخارف الطراز الفرعونية، وغيرها .
وبسبب هذا الارتباط الكبير بين العمارة والموسيقى وخاصة الأبنية الموسيقية (القاعات والصالات) حدد علماء الهندسة المعمارية خمس طرق مختلفة للطريقة التي يمكن ان ترتبط فيها كل من الموسيقى والعمارة، على وفق التقاطع بين الموسيقى والعمارة الذي حدده المؤرخون حول جدليات تأثير الموسيقى على العمارة أم العمارة على الموسيقى استنادا إلى سعة تطور الموسيقى الكلاسيكية الغربية وحاجتها من الفضاء لظروفها الصوتية عند أدائها. ويمكن تصنيف هذه المناقشات إلى خمس طرق مختلفة هي:
•    الهندسة المعمارية وسلسلة من الفراغات المتناسقة: وكان فيثاغورس  أول من وضع مفهوم النسب الموسيقية عن طريق نسب رياضي. التي هي نسب للكون، لذا يجب ان يراعي المعماري هذه النسب وخاصة أن العمارة لديها الإحتضان وألتعبير عن ألنظام ألكوني.
•    الهندسة المعمارية كحافز لحركة: ويرتبط مفهوم هذه الطريقة على ان الهندسة المعمارية تمثل فن التصميم في الفضاء، والموسيقى هي فن تصميم النغمات في الفضاء عبر الزمن حسب رأي الفنان كلود ديبوسي.
•    الهندسة المعمارية بوصفها الآت موسيقية: حيث يعتمد في هذه الهندسة مبدأ الصوت وانتشاره واهتزازه ضمن الفضاء كما هو موجود داخل الآلة الموسيقية التي تهتز بالكامل لتصدر انتشار الصوت ضمن الجسم المتكامل.
•    الموسيقى مصدر الهام الهندسة المعمارية(تعبير غير منطقي):- ومبدئها ان الكثير من الفنانين والموسيقيين والكتاب من ذوي الخبرة لديهم أحاسيس عالية في تحفيز الحواس المختلفة لإنتاج حاسة غير ملموسة وإنما محسوسة بشكل كبير ومن معنى واحد، ويطلق على هذه الظاهرة بمصطلح سنسثيزيا(Synesthesia)  التي استفادت منها الهندسة المعمارية بشكل كبير ومباشر.
•    الموسيقى مصدر الهام الهندسة المعمارية (التعبير العقلاني): وتقوم هذه الطريقة على أساس فهم فن معين عن طريق فن أخر ومبدئها يعتمد بالأساس على فلسفة التفكيك في الفن، اي تفكيك العمل الفني إلى أجزائه الداخلية لمعرفة الصفات الخفية لبناء الشكل فيه .
ان هذه العلاقة بين فن الموسيقى وفن العمارة (هندسة المكان) قد أثرت بشكل كبير في عملية التعبير الموسيقي عبر إضفاء المكان نوعا من الانفعالات(حسب تصميمه) تضاف إلى الانفعالات التي تصدرها الموسيقى بشكل مباشر أو غير مباشر لتكون المحصلة النهائية مجموعة سمعية وبصرية تؤثر في المتلقي، لتجعله يتفاعل مع العرض في بناء صور وتصورات تقوده نحو الارتخاء أو الانفعال الحاد.
والحقيقة أن المكان يخلق صورة أولية للانفعال لدى المتلقي والعازف قبل البدء بعملية العرض أصلا فضلا عن التصميم هنالك أيضا الإضاءة والاكوستك الصوتي للقاعة التي تعمل جميعها في حصر وتوجيه المتلقي إلى نوع معين من التخيل وبقدر الإمكان، لأنّ من الصعب جدا في الموسيقى أن تكون لدى جميع المتلقين الصور نفسها إلا أنها من الممكن التعامل معها بالشكل العام لمنح المتلقي والعازف الانفعال نفسه من غضب أو هدوء، حزن أو نشاط وغيرها من التعابير العامة. وبذلك يكون الانفعال قائماً على دائرة مغلقة تنتقل بين المؤدي والمتلقي ضمن وسط محدد.

------------------------------------
  محمد رياض،العلاقة بين الموسيقى والهندسة المعمارية، منشور في Instrumental Music

المزيد من الاخبار

ابحث في موقعنا

شاهد قناة الوتر السابع

أحصائيات

عدد الزوار حاليا : 17
عدد زوار اليوم : 121
عدد زوار أمس : 766
عدد الزوار الكلي : 1070378

من معرض الصور

فيديوات الوتر السابع