تفاصيل الخبر
هيئة تحرير موقع الوتر السابع تنعي الموسيقار الراحل سالم حسين الامير...انسانا وفنانا
2015-08-30
سالم حسين... أرتبط هذا الأسم في الذاكرة العراقية كعازف لألة القانون في فرقة الأذاعة والتلفزيون ( منذ نشأته) ككاهن في معبد , من خلال أناقته ورصانته الشخصية وطريقته بالعزف على الآلة بأسلوب منضبط مكلالا بالجلال والهيبة , كما هو الحال في الطقوس الكهنوتية , التي أنعكست سلوكا على أغلب عازفي هذه ( الآلة) اللذين أعقبوه .
سالم حسين...مجددا للأغنية الخمسينية في مجموعة من الألحان الخالدة التي تغنت بها الأجيال من خلال أغنيات عراقية وعربية كانت ولم تزل لها نكهة الأبداع وخلوده ..لايمكن للذاكرة الغنائية والسمعية العراقية أن تتجاوزها أو تنساها مثل أغنية (يا ساكن بديرتنا لسعاد محمد ، الناصرية لأسماعيل شبانة واغنية شجابك علينا لفرقة ثلاثي المرح المصرية ) أنها مثابات بارزة في تاريخ الأغنية العراقية .
سالم حسين...كاتبا لقصائد غنائية وشاعرا فصيحا ومؤرخا موسيقيا أتحف المكتبة العراقية بمؤلفات أرشيفية وبحثية في المجال الموسيقي والغنائي العراقي الحديث والممتد في عمق التاريخ منذ سومر .
سالم حسين...صاحب الصالون الثقافي والموسيقي الذي كان مشرع الأبواب لكل المشتغلين في مجالات الثقافة والموسيقية خاصة , في بيته الذي كان فضاءا للمحبة وللأبداع وللتواصل الأنساني الخلاق , والذي كان شديد الحرص على أرشفة الكثير من اللقاءات والفعاليات الموسيقية ومنها بروفات خماسي الفنون الجميلة , والتي فقد الكثير منها بعد مغادرته العراق
سالم حسين...فتى سومري كما جده كلكامش كان يبحث عن سر الخلود...أنجز الكثير وفي خزانة روحه وعقله الكثير مما أنجز ولم يطبع أو مقترحات لمشاريع مقبلة.....ومع أنه أجتاز العقد التسعيني من عمره المكتنز بالمعنى فلقد كان مفعما بالحياة والمشروعات التي طالما كانت مغذيا جوهريا لأدامة سر حيويته وأناقته التي لم تتراجع يوما عن نسقها , حتى وهو على سرير المرض...ولد أنيقا وعذبا ..ومات انيقا حالما .
سالم حسين....يمتلك سرا لشبابه الدائم وديناميكيته الخالدة , قد لايعرفه الكثير ولكن بعرفها القليلين منهم ...(زهرة السوسن ) التي يصحى من نومه على أريج عطرها وعبقها الذي يملأ سكناه أينما حل أو أرتحل..تعويذته وأمه التي ترعاه وتبعد عنه كل شرور وتهيء له مساكن (لوطن) طالما حمله حقيبة في ترحاله المضني...أنها أبنته الباره سوسن .
سالم حسين....المستشار غير المعلن لموقع الوتر السابع الذي كنا نستأنس برأيه في كل صغيرة وكبيرة تخص تاريخ الموسيقى والغناء في العراق , الذي كان جوادا بلا حدود أعتمادا على ثقته بالأستاذة فاطمة الظاهر مديرة الموقع التي تربطها بالمرحوم كما بالكثير من رموز الغناء والموسيقى الكبار في العراق من علاقات أنسانية وفنية , من خلال صالونها الثقافي ( غير المعلن) الذي كان يستضيفهم أجتماعيا وفنيا , لتصبح فيما بعد وثائق تؤرخ لما تبقى من الرعيل المؤسس للغناء والموسيقى في العراق كسلمان شكر وروحي الخماش وسالم حسين وغانم حداد وعلي الامام والشاعر عبد الجبار العاشور... وأخرون
سالم حسين...أخترنا أن يكون أسمك بلا صفة لأنك كنت أيقونة سومرية , وستبقى كذلك في الذاكرة العراقية , كما أنه يشير أليك بكل الصفات التي قلنا بعضها أو لم نقلها....ولا عزاء لنا ولمحبيك ول(سوسنتك العطرة ) التي رعتك الأ بالحفاظ على أرثك وأن نكون أمناء بنقله الى الأجيال القادمة ...وداعا أبا سوسن والى جنان الخلد بأذنه تعالى
هيئة تحرير موقع الوتر السابع
المزيد من الاخبار