هي أصطلاح في الموسيقى العربيه وتطلق على قطعه موسيقيه إبتكرها الاتراك وتعزفها مجموعه من الآلات التي تعرف بالتخت الشرقي , وتعزف بسرعه الخطوة العسكريه وربما أسرع , تشترك الآلات الموسيقيه جميعها في أداء مقدمه التحميله , ثم التناوب بالعزف بينها وبين تقاسيم أنفرادية لكل آله من الالات التخت الشرقي ( قانون ، عود ، ناي ) .
وممكن أن تكون المقدمه الموسيقيه لقالب التحميله طويله أو قصيرة ، ومن المقدمه نستطيع أن نعرف مقام التحميله .
تؤلف التحمليه عادةً من عدة جمل موسيقيه , منها ما يبلغ عدد مازورات كل جمله أربع , ومنها ما هو سته مازورات , ومنها ما هو ثمانيه , وكل جمله من هذه الجمل يكرر عزفها مرتين قبل أن تأتي التقاسيم الأنفرادية لكل آله من الآلات التخت الشرقي
. أما عدد مازورات التحميله بأكملها قد يكون مؤلفاً من 60 مازوره وقد يصل الى ضعف هذا العدد أو ينقص عنه قليلاً او يزيد.
البعض من مؤلفي ومبتكري التحميله الاتراك يحتم ان يتخلل جملها التقاسيم الموزونه من وزن التحميله ( اي جمل موسيقيه محدده للتقاسيم ) تعزف من جميع الآلات أنفراداً بين العزف الجماعي أي موزعه على كل آله إنفراداً بمقدار زمني صغير متساوٍ لكل الآلات ، أي أن تكون مدة التقسيم ذاتها وباللحن ذاته لكل آله تكررها الآله بمفردها بينما يصاغ لهذه التقاسيم لازمه موسيقيه خاصه تعزفها الالات بأجمعها تتكرر بعد كل تقسيمه من الآلات.
كما يجوز ان تختلف لحن كل تقسيمه عن الاخرى وترتيب ذلك يرجع الى ذوق الملحن وأرادته في تطبيقه لهذه التقاسيم على المعنى اللحني المشتمله عليه جمل وعبارات التحميله ، كما هو معمول به في مصر الان
أما التصرف في مقام التحميله فهو تابع للقواعد الموسيقيه العامه من حيث الانتقال من لحن الى قريبه الاقرب ثم العود في النهايه الى المقام الاساسي الملحنه منه التحميله. حيث ينفرد عازف كل آله من آلات التخت بأداء تقاسيم موزونه على الوحده الموسيقيه لوزن التحميله وله أن يتصرف بألحانها في حدود الميزان على ان يعود الى المقام الاساسي للتحميله ليشترك مع بقية أفراد التخت في عزف الموسيقى المشتركه او اللازمه الموسيقيه , ويتم قفل التحميله بأداء جماعي للحن الابتدائي ولكن في حركه سريعه ونشيطه.
فالتحميله هي حوار موسيقي بين العازف والجماعه , وتقوم التحميله على اظهار قدرة الآله الموسيقيه المنفردة من خلال مهارة العازف بالعزف عليها .
هنالك ندرة في تلحين قالب التحميله في الموسيقى العربيه ولم يعرف أو يشخص لماذا هذه الندرة في التلحين لهذا القالب , ولكن يرجح بعض الباحثين الى ان هذه الندرة تعود الى قالب التحميله نفسه , وذلك لان قالب التحميله يعتمد على أداء التقاسيم الطويله والمنوعه والتي هي تعود بالضرورة الى براعة العازف نفسه في الارتجال مما يجعل المؤلف يقوم بتأليف جمل الربط والجسور فقط التي توصل الانغام فيما بعضها البعض .. ولربما هذا الرأي سديد لاننا كما فصلنا أعلاه فأن قالب التحميله والذي شاع تأليفه عند الاتراك يعتمد على تقسيمه واحده مدونه يكتبها المؤلف الموسيقي وتعزفها الالات أنفرادا ولا تختلف في عزفها من آله الى أخرى , بينما في مصر أعطي حق التصرف بالتقاسيم لعازف الاله نفسه في ان يرتجل من التقاسيم بما تجود عليه موهبته وامكانياته بالعزف والتحكم بآلته وتنطيقها بما يجيش في صدره من درر الانغام . وهذا ما أصبح متبعاً اليوم بالنسبة لمعظم الفرق الموسيقية العربية في ( مصر ، العراق ، تونس ، الجزائر والمغرب) ونلاحظ ذلك في عزف التحميلات لفرقه ام كلثوم بقياده المايستروا عبد الحليم نويرة وكذلك ما سنستمع اليه من خماسي الفنون الجميلة في عزفهم لتحميلة الراست.
خماسي الفنون الجميلة - تحميلة راست
Tahmila Saba - Old Traditional arr. & edited Michael Ibrahim / تحميلة صبا